الثورة و الثورة المضادة – محسن بابات

الثورة و الثورة المضادة – محسن بابات

محسن بابات

تبدأ الثورات عندما يبلغ المجتمع حافة الإنهيار الإجتماعي والإقتصادي والفكري ..إلخ وبذلك يكون الشعب بحاجة ماسة لتغيير الواقع المعاش إلى واقع أفضل .

هذه الثورة يكون محورها الإيديولوجية أو النظرية التي يتبناها الشعب ويجد بها ضالته المنشودة للمستقبل المرجو .. وفي خضم الثورة تتبلور ثورات مضادة .. يرى قسم من الشعب أن هذه الثورة وفقاً للفكر التي تطرحه لن تتقدم بشيئ جديد للمجتمع .. فيسارع لإشعال ثورة عليه ..

إذا أسقطنا هذه الصورة على الثورة السورية نجد أنها إنطلقت لما بلغ السيل الزبى عند الشعب السوري جراء سياسات القمع وكم الأفواه والسياسات الإقتصادية الهادفة لسرقة الثروات وإفقار الشعب ..

وما إن انطلقت الثورة حتى كانت الثورات المضادة تترصد بها وأولها ثورة النظام التي كان يخطط لها وهي ( الثورة الطائفية ) حتى يتسنى له السيطرة على ثورة الشعب ..

وقد ساعد النظام بثورته الحقيرة تلك الثورة المضاضة أيضاً ألا وهي ثورة التمسك بالنظرية الدينية وفقاً لمبدأ الإخوان المسلمين وأنصار الخلافة الإسلامية ..

وأمام هاتين الثورتين المضادتين الدمويتين بطبيعة الحال لما تحتويه منطلقاتهم النظرية من عنف وقتل الآخر وتراجع لثورة الحرية والمدنية والديمقراطية لغياب القوى الديمقراطية الفاعلة على الأرض ..

وبما أن هاتين النظريتين نظرية النظام الطائفية ونظرية الخلافة الإسلامية دمويتان بطبيعة الحال حصلت المجزرة السورية وكم الدمار الهائل للبلد سواء على المستوى البشري عبر مئات آلاف الشهداء .. أو على المستوى الإقتصادي والإجتماعي والبنية التحتية للوطن . ولوقف هذا النزيف الحاصل على القوى الديمقراطية المدنية أن تلملم قواها وتتوحد ضمن جوقة عمل منظمة لتعيد للثورة هدفها التي انطلقت من أجله في بناء سورية حرة مدنية ديمقراطية لجميع أبناؤها .. وإلا فإن الدمار سيستمر حاصداً الحجر والبشر

  • Social Links:

Leave a Reply