أهمية عودة الحياة السياسية المتجدده ..- منصور الأتاسي

أهمية عودة الحياة السياسية المتجدده ..- منصور الأتاسي

أهمية عودة الحياة السياسية المتجدده ..

استطاعت قوى الثورة المضادة للربيع العربي الديمقراطي وبسهولة أن تجهض التحركات الشعبيه التي انطلقت في خمسة دول عربيه وتدفع إلى الأمام أشكالاً من الصراع عملت على تدمير سورية , والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نجحت قوى الثورة المضادة ..وفشلت التحركات الشعبيه في تحقيق أهدافها ؟

وأعتقد أنّ واحداً من أهم الأجوبة هو عدم وجود قوى سياسية مؤثرة وفاعلة تستطيع تحقيق شعارات المنتفضين في هذه الدول ..وهذا يتطلب منا بحث لماذا هذا الغياب القاتل للأحزاب وما هو المستقبل دون حركة سياسية ؟.

– عملت المجموعات العسكرية التي استولت على السلطات في عدد من الدول العربية على تحطيم الأحزاب وابعادها عن الحياة السياسيه العامة..

وكلنا يذكر أن أحد شروط عبد الناصر لتحقيق الوحدة هو حل الأحزاب لنفسها تماثلاً مع مصر التي حلت ثورة تموز فيها الأحزاب الموجوده هناك …وفي ليبيا كان شعار القذافي (من تحزّب خان) وفي الانقلاب العسكري في سوريا فرض العسكر يوم انقلاب ٨ آذار الأحكام العرفيه وحالة الطوارئ …

ولما استحال قتل الأحزاب فورا عمل حافظ الأسد على استيعابها فيما سمي (بالجبهة الوطنية التقدمية)ثم اعتقل الأحزاب التي رفضت المشاركة ,والتي تشكلت بنتيجة الانقسامات التي تمت داخل الأحزاب التي شاركت بالجبهةوبسسب القمع الشديد فقد ضعف تأثير هذه الأحزاب في الوسط الشعبي ألى أبعد حد , وتغير شكل الصراعات بالوسط الشعبي وأعيد تكوينها بما ينسجم مع تطلعات وسياسات النظام .

-وبالإضافة للضغط والإضطهاد والإبعاد والقتل الذي مارسه النظام ضد المعارضة , نجد هناك ازمات داخل تيارات المعارضة فالتيار القومي يعاني من هزيمة مشروعه (هزيمة حزيران ) والتيار الماركسي يعاني من نتائج انهيار الاتحاد السوفيتي ومن هيمنة التيار الانتهازي التابع للنظام ومشاركته في قتل الشعب السوري .

– وكشفت الثورة مشاكل أخرى أنتجها الحكم الاستبدادي للنظام بحاجة لحل سياسي منها حقوق الكرد السوريين ضمن اطار وحدة أراضي وشعب سورية ودور حقيقي وليس شكلي للمرأة السورية , وتدمير شكل التراكم الحاصل في سورية الذي زاد الفقر والحاجة والبؤس لأعداد متزايدة من الشعب السوري ودمر الطبقة الوسطى المنتجة للأفكار والسياسات والفنون تاريخيا .

هذا الواقع استخدمة النظام في التعامل مع الثورة من جهة وأنتج شكلاً مبعثراً ومتفككاً من العمل الثوري في الداخل من جهة ثانية .فقد استطاع النظام

– بسبب ضعف القوى السياسية وذهنية الصراع التي سادت في الوسط الشعبي- من تحويل شكل الصراع من صراع من اجل الحرية والعدالة إلى أشكال متخلفه ..ودفع الثورة نحو التسلح ..وفي الحالتين فقد ربح النظام ..- ورغم الإعتماد الدولي للتحالفات السياسية إلّا أنّ ضعفها وصراعاتها الداخلية وإنشقاقاتها لم تسمح لها بأن تلعب دورا ًمؤثراً في الداخل السوري أو في الوسط الشعبي وإنتشرت حالة من العداء للأحزاب وللتحزب في الوسط الشعبي ..وساهمت التيارات التي تريد الهيمنه وشاركت النظام في قتل أي وجود للقوى السياسية..وذبحت وطردت ما تبقى من الكوادر السياسية إلى خارج البلاد .

– ولم تستطع البرجوازية السورية أن تدعم الحركة السياسية الوطنية والديمقراطية ،واكتفت بلعب دور المنتظر ،مع بعض المساعدات الاغاثية لعدد قليل من المناطق ..

وهكذا فقدت الثورة قواها السياسية الشعبية النافذة والفاعلة والقادرة على إعادة الثورة لأهدافها الحقيقية والقادرة على تنفيذ مهمة إسقاط النظام والانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي..رغم الهجوم الكبير على التحزب والأحزاب ..

فإنّنا نرى بأنّه وبدون وجود أحزاب وطنية والديمقراطية ..من جهة وبدون تجديد الأحزاب لمجمل عملها فإنّ الوضع القائم

سيزداد تفاقماً كما جرى في اليمن وليبيا والعراق ..الخ

وعليه فالتجربة التونسية تجربة يجب داراستها وإعتمادها ..

  • Social Links:

Leave a Reply