التعبير باللوحة أو باﻷغنية أو بقصيدة أو بأي شكل يستطيعون من خلالها التحدث مع عن حالاتنا و أحاسسينا وإنتمائنا وبلادنا التي أصبح الكل غريب عنها فالغربة هي أما السفر خارج البلاد أو أحيانا” تكون داخل بيتك او مدينتك تحس بأنك غريب عن هذا البيت أو البلد و الغربة أصبحت أشد وطأة في ظل هذه الحروب الدائرة و العاصفة بنا من كل صوب وحدب .
الفنانة ميترا والسيد عدنان هورو عانوا مما يعانيه كل سوري خارج مدنهم و بلادهم كحالة اغتراب منذ وصولهما إلى ألمانيا منذ سنة تقريبا” .
فحاولوا عبر نشاطاتهم الكثيرة التعبير عن الغربة و الضياع … الحنين .. الوطن .. اﻷهل .. الكلمة الجميلة .. التعبير عن الشوارع و المدن .. عن الخراب الذي أصاب سورية و أصاب نفوسنا من خلال معرضهما اﻷخير بعنوان ( الوهم ) و الذي تم افتتاحه يوم الجمعة المصادف 2 / 9 / 2016 بدعم و تشجيع من بلدية Bergen التابعة لمدينة هانوفر اﻷلمانية ، حيث كان هذا المعرض للعتبير عن السوريين و ما وصولوا إليه من خراب على كافة اﻷصعدة فشاركت الفنانة ميترا ب 12 عمل متعددة ومختلفة المواضيع و أغلبها تعبير عن المرأة السورية و معاناتها في ظل المجتمع الذكوري أوﻻ” وفي ظل الحرب ثانية التي ضاعفت من أعبائها و خاصة بفقدان المعيل ( أب . زوج . أخ . ابن … ) ففي لوحة العجوز الباكية التي فقدت ثلاثة من أولادها لم يبقى لديها سلاح سوى بؤسها و دموعها ، وجاءت لوحة حورية الجنة تعبيرا” عن حلم السلفيين والجهاديين بكسب حوريات الجنة عند موتهم أو استشهادهم و لكن المرأة في الواقع عندهم هي عورة او هي تدعوا للرذيلة والفتنة يحلمون بالمرأة الحورية في جنتهم القادمة أما المرأة الواقعية يجب أن تكون منقبة و محجبة ويتعاملون معها بأبشع أنواع الاضطهاد . وجاءت لوحة الصراخ بخوف أو بقهر التي تعبر عن خوفنا الذي يسيطر في داخلنا نتيجةالقمع واﻹرهاب الدائم لنا . و الفنانة ميترا تقول عن نفسها إننا هواة ونتعامل مع الرسم و التشكيل ليس كإختصاصين و محترفين و إنما لتواجد التشجيع لنا في ألمانيا فإننا نحاول أن نعبر عن أنفسنا من خلاله حيث إختصاصي الأهم واﻷول هو الغناء و الموسيقا .
و جاءت أعمال عدنان هورو و الذي يقول عن نفسه بأنه ليس فنانا” أو رساما” وإنما أحاول أن أعبر أو أفرغ الشحنات السلبية من خلال هذه الخطوط التي تحكي قصصنا و مأساتنا في مدننا و وطننا عبرت ببعض الخطوط عن عمل اسمه سورية و كيف يتكالب عليها الكل وهي تنزف دما” و متشحة بالسواد و لوحة أخرى عبرت فيها عن الصراع ، صراع القوى داخل البلد و كل طرف يحاول أن يكون هو اﻷقوى بأبشع أشكاله و إني اعتمد على بعض أعمالي كفكرة الخطوط مع الزخرفة المتداخلة بصور أو رموز معينة لها دلالات سياسية و اجتماعية .
و نقول بأن أصبحت كل نتاجاتنا السورية في الشتات و ندرك بأن السياسات القمعية السابقة والحالية كيف عملت وتعمل على إنهاء الثقافة و الفن واﻷدب و حتى الحالات اﻹجتماعية و تعيدنا الى التخلف و تنشر ثقافة القتل والتدمير اﻻنسان والبلد .
فكل الشكر لمن يحاول إعادة البناء على كافة اﻷصعدة كإنسان و وطن .
Social Links: