قصيدة الحرية .. لـ “بول إيلوار” ..

قصيدة الحرية .. لـ “بول إيلوار” ..

لقب الشاعر الفرنسي بول ايلوار (1895-1952) ب”شاعر الحب والحرية”. وفي الكثير من قصائده تغنى بالمرأة وبجمالها من خلال النساء اللاتي عشقهن، مؤكدا في كل مرة أنه عارف ب “سرّ” المرأة بجميع تفاصيله .

الحرية

فوق دفاتري المدرسية

فوق قمطر طاولتي والأشجار

فوق الرمل فوق الثلج

أكتب اسمك

فوق كل الصفحات المقروءة

فوق كل الصفحات البيضاء

الحجر، الدم، الورق أو الرماد

أكتب اسمك

فوق الصور الذهبية

فوق أسلحة المحاربين

فوق تيجان الملوك

أكتب اسمك

فوق الدغل والصحراء

فوق الأعشاش وفوق الوزال

فوق صدى طفولتي

أكتب اسمك

فوق عجائب الليالي

فوق الخبز الأبيض للنهاريات

فوق الفصول المخطوبة

أكتب اسمك

فوق كل قصاصاتي الآزوردية

فوق بركة الشمس العفنة

فوق بحيرة القمر الحي

أكتب اسمك

فوق الحقول وفوق المدى

فوق أجنحة العصافير

وفوق طاحونة الظلال

اكتب اسمك

فوق كل نسمة فجر

فوق البحر فوق السفن

فوق الجبل المختل

أكتب اسمك

فوق رغوة السحاب

فوق عرق الرعد

فوق المطر الكثيف والبارد

أكتب اسمك

فوق الأشكال المتلألئة

فوق أجراس الألوان

فوق الحقيقية الفيزيائية

أكتب اسمك

فوق الممرات الساهرة

فوق الطرقات المبسوطة

فوق الساحات الهائجة

أكتب اسمك

فوق المصباح الذي يضيء

فوق المصباح الذي ينطفئ

فوق بيوتي المجتمعة

أكتب اسمك

فوق الفاكهة المشطورة إلى شطرين

من مرآة، ومن غرفتي

فوق سريري القوقعة الفارغة

أكتب اسمك

فوق كلبي النهم والحنون

فوق أذنيه المنتصبين

فوق رجله الأخرق

أكتب اسمك

فوق عتبة بابي

فوق الأشياء الأليفة

فوق موجة النار المباركة

أكتب اسمك

فوق كل لحم مستباح

فوق جبين أصدقائي

فوق كل يد ممدودة

أكتب اسمك.

فوق واجهة المفاجآت

فوق الشفاه اليقظة

فوق الصمت تماما

أكتب اسمك

فوق مخابئي المحطمة

فوق مصابيحي

فوق جدران أعدائي

أكتب اسمك

فوق الغياب القسري

فوق العزلة العارية

فوق عتبات الموت

أكتب اسمك

فوق العافية المستعادة

فوق الخطر الذي ولى

فوق الأمنية التي بلا ذكرى

أكتب اسمك

وبقدرة كلمة واحدة

أبدأ ثانية حياتي

فأنا ولدت كي أتعرف عليك

كي أسميك

ترجمة : محمد حجي محمد

العاشقة

واقفة على أهدابي

شعرها يتخلل شعري،

لها شكل يديّ،

ولون عينيّ،

في ظلي تتلاشى

كما يتلاشى حجرٌ في السماء

بعيونها التي لا تغمض

تمنع عينيّ النوم.

بأحلامها الرافلة في فيضٍ من الضياء

تجعل الشموس تتلاشى،

تجعلني أضحك، أبكي، ثم أضحك،

أتكلم دون أن يكون هناك شيءٌ يُقال .

ترجمة : جمانة حداد

قصيدتي الأخيرة

رسمت أرضا قاحلة..

وأناس متعبون

رسمت الفرح بعيدا دوما…

رسمت أرضا موحشة

حيث يقبع الناس في بيوتهم

رسمت سماوات متشابهة

وبحرا يمتلك كل السفن

غيم ورياح…ومطر…

رسمت سماوات متشابهة…دوما

حيث يقبع الناس في بيوتهم…

انفقت أياما…وأياماً…لأتم عملي

لم أزعج أحدا…لحسن الحظ…

لم أطلب شيئا…وسأذهب…

لأطرق باب الجحيم

من مجموعة ” قصائد اولى “

ترجمة : عدوية الهلالي

ومتحدثا عن ايلوار كتب أحد النقاد يقول: “ايلوار ينظر الى جسد المرأة مثلما ينظر المترصّد الى الأفق .أن يكتب هذا الجسد ،يعني أن يسعى الى حدس الغازه ووعوده ،وأن يفصل فيه بين ما هو ظلام وما هو فجر. ايلوار يقرأ في جسد النساء اللاتي يحب كما يفعل العرّاف مع كرة من البلور. هو يرى.. نعم هو يكتشف، هو يكتب… هو يجلس في الغرفة التي ينفتح بابها حيث هي ترتدي ثيابها، وتتعرى. وحيث تنام، وتستيقظ. بل نحن نتخيله وهو يراقب في وجهها النائم أسرار أحلامها”.

هنا ترجمة لقصيدة يحتفي فيها ايلوار بجمال النهود ..

أعرف سرّك عن ظهر قلب

كلّ أبواب امبراطوريتك

وابواب عينيك ويديك

ونهديك وثغرك الذي فيه تذوب كلّ لغة

وأعرف أيضا باب الزمن المفتوح بين فخذيك …

ربما من خلال تلك العلاقة المتينة مع

الأزهار والطيور

تستمد النهود فضيلتها .

علّقوا الأزهار والطيور الكبيرة

قرب الراقصات المهذّبات

ومن فساتينهن الرخوة

قرب النهود ذوات الفضائل الغريبة

نحن لا نعرف جيدا

من الذي يرقص في تلك الفساتين. الرقص ينسجم جيّدا مع ا النهد.

عندما تتعرى تُكْتَشفُ النهود

أيتها العاشقة ذات السرّ خلف ابتسامتك

عارية تماما كلمات الحب

تكتشف نهديك وجيدك

وكفليك وأهدابك

وتكتشف كل المداعبات

حتى لا تظهر القبلات

في عينيك

ولكن الاكتشاف هنا لا بد أن نأخذه بجميع معانيه. تسقط الأقنعة. يسقط الجهل. النهود

التي تتعرى تكشف عن باطنها في نفس الوقت.

إذا ما كانت يداك لك، فإن نهديك لكل الآخرين مثل ثغرك الذي

يعود اليه الجميع لتذوقه.

شراع نهديك ينتفخ

مع موجة

ثغرك الذي ينفتح ويلتحق

بكل الضفاف

سخاؤها مضمون

  • Social Links:

Leave a Reply