في جبهة الأعداء

في جبهة الأعداء

أسَّسَ بعض مشاهير الأطباء منذ سنة 1999مؤتَمرًا دَوْرِيّا طِبِّيًّا سنويّا ينعقد في “هولندا” (أكثر الدول الأوروبية دَعْمًا للكيان الصهيوني، إلى جانب ألمانيا وفرنسا) مُخْتَصّا بشكل أساسي بمشاكل “العُقم والتّوْلِيد وأطفال الأنابيب”، وُشَكِّلُ الإلتزام والدفاع عن الصهيونية والجنسيّة “الإسرائيلية” القاسم المُشْتَرَك بين هؤلاء، ولا يزال مؤسس المؤتمر ورئيسه البروفسور “صهيون بن رافائيل” يُشرف على تنظيم المؤتمر وهو أستاذ سابق ورئيس مركز طبي في جامعات “تل أبيب” منذ 1989 ومُخْتَص في “تنظيم النّسل وأمراض النساء”، ويُساعِدُه في إدارة المُؤْتَمَر -الذي يحضره حوالي ألف طبيب- ثلاثة اختصاصيين صهاية من فلسطين المحتلة، وأسَّسَ “المُؤْتَمَر” شركة “كونغرس ميد” (تل أبيب) تنظم مؤتمراته وأصبح المؤتمر نفسه وشركته علامة تجارية منذ 2010 وترعاه شركات المُخْتَبَرات والعقاقير، وتُرْسَلُ الدّعوات لحضور المؤتمر باسم مُدِيرَة البرامج في الشركة “روثي ياحاف” التي وجّهت الدعوات إلى كل المشاركين ممهورةً باسمها وتوقيعها ومذيلةً بعنوان الشركة في تل أبيب… انعقد المؤتمر الرابع والعشرون في مركز (Beurs van Berlage  ) ب”أمستردام” عاصمة هولندا من 10 إلى 13/11/2016  وما دعانا إلى إدراج هذا الموضوع ضمن “النشرة الإقتصادية” هو مشاركة أحد عشر طبيباً سوريّاً، يُقِيمُون ويُمارسون مهنة الطب والبحث في سوريا في مُؤسسات طبية وعلمية حكومية وخاصّة، منها “الشركة العالميّة للصناعات الدوائيّة ــ يونيفارما”، والمُسْتَشْفَى العَسْكَرِي في دمشق، وتفتخر إدارة المُؤْتَمَر بإسهامها بشكل مُباشر في حصولهم على تأشيرة دخول هولندا في حين رفضت السلطات الهولندية دخول العديد من أطباء البلدان الفقيرة… نَفَتْ نقابة الأطباء في سوريا عِلْمَها بالموضوع، ولم تُحَرِّك السلطات ساكنًا، رغم توفُّر المعلومات عن هوية المُؤْتمر ورغم وفرة المُشاركة “الإسرائيلية” في هذا المُؤْتَمَر، وكذلك الأطباء الداعمون باستمرار وبشدّة للكيان الصهيوني مثل البروفسور الفرنسي “رينيه فريدمان” أحد مؤسّسي منظمة “أطباء بلا حدود”، وترعى دورة هذا العام من  المؤتمر (الرابع والعشرين) شركات تملك جميعها فُروعًا في فلسطين المُحتلة منها فيرينغ (Ferring) للصناعات الصيدلانيّة (سويسرا) وشركة جدعون ريختر (gedeon richter) الهنغاريّة والتي تملك فرعًا في “تل أبيب” تحت إسم شركة “تريما إسرائيل” للمنتجات الصيدلانية، والتي تفتخر في إعلاناتها اللإشْهارية بأنّها “تقدم المنتجات للجيش والشرطة ومصلحة السجون الإسرائيلية”، وشركة (MDS) في “تل أبيب” وهي تابعة لشركة “ميرك” البريطانيّة، وشركة روش (Roche) السويسرية وفوتونا (fotona) الأميركيّة و(Cepheid) البريطانيّة وتشارك هذه الشركات عبر فروعها في فلسطين المحتلة… ادَّعَى بعض الأطباء والباحثين السُّورِيِّين المُشاركين في هذا المؤتمر الصهيوني انهم يهتمون بالعلوم ولا يهتمون بالسياسة. “إن لم تستحِ…)، وللتذكير فإن الشركة الصهيونية المُخْتصّة في الأدوية “الجنيسة” (نفس الدواء الأصلي بسعر أقل بعد انتهاء أجل الإحتكار الحَصْرِي) “تيفا” تبيع عقاقيرها في بعض البلدان العربية منها المغرب وتونس والاردن والخليج وغيرها عن “الأخبار” 

  • Social Links:

Leave a Reply