محمد داود – رئات خان شيخون البيضاء

محمد داود – رئات خان شيخون البيضاء

18261258_615022235373687_1651706250_o

يسير الميتون على  بر طلاسم

يتأملون الشمس الباردة
يركلون حبات البندق المختبئة في الصخور الثابتة
يشير الميت الأول إلى جبال بلا ثياب

تخبئ الحلم وراء النجوم
يكسر صمتهم قبرٌ جديدٌ

لطفل بلا شظايا
تحوم فراشاتٌ رماديةٌ

على شاهدةٍ بلا رخام
ويعلو صهيل

في آخر ممرات السراب

سنختفي نحن القادمون إليها حفاةً عراة
سنذوب في تفاصيل غبار

وبحار تراب
ونترك أيامنا قبوراً على ناصيتها
ستبقى المدن بلا ساكنيها
هناك صخورٌ

سترث الأرض من كل زائرٍ
هناك مروجٌ وغاباتٌ

سترقص مع الريح بدلاً عنا
هناك جذورٌ

ستبقى وتعلو وتنهض قريباً منا
نحن العناوين المؤقتة

لكل الشوارع

وكل المجازر
نحن القناديل المطفأة

في رحلة الأرض
نحن الذاهبون أبداً

في دروب الغياب

في نيسان

أول الفجر
في ذروة البرد الربيعي المثقل برذاذ الطلع
نشمُّ هواءً حامضاً

بطعم الملائكة الغاضبين
ونرمق في الأفق رفاقاً لنا
لم يناموا ولم يعودوا
في الخامسة صباحاً

كنا نياماً
لم نحظ بعناقٍ أخير

من أمٍ غاضبةٍ منا على شقاوات الأمس
لم نلبس ثياباً تليق بحضرة العرش
كنا هناك

واختلفنا في طريق الموت
منا من يهاجر ومن من ينام

في نيسان
شهيقٌ يأتي بعد الفجر الشائك بثوان
رئاتٌ بيضاء

تنفث آخر خطوط الروح
في المدى المثقوب بالعصيان والتخمين
جيوش ذئابٍ

تأكل حواف الأفق
تمزج لعاب القتل

وجشع الأنياب بماء الطين
ها هنا يا أم ألقتنا الصدفة في رياح الدم
وأنشدنا أغانينا بلا عنوان

سيزهر الزيتون في إدلب بعد يقين
معفرٌ برائحة الحياة الهاربة من شرايينه
سيزهر الزيتون مرّاً
ويحيا على مرارة القديسين في سماءٍ كافرة
سيعصر الأطفال في إدلب زيتونهم بعد القيامة

ويطعمون الرب منه
سينجو مرةً … ولكن إلى حين

 

  • Social Links:

Leave a Reply