«حزب الله» وجيش النظام السوري يخوضان «معركة تطهير عرسال والقلمون» من جبهة النصرة و«داعش»

«حزب الله» وجيش النظام السوري يخوضان «معركة تطهير عرسال والقلمون» من جبهة النصرة و«داعش»

 

«أبو طاقية» لـ «القدس العربي»: الحزب لم يتقدم وتكبد خسائر كبيرة

أحمد القصير و سعد الياس

بيروت ـ عرسال – «القدس العربي»:

بدأت في ساعات الصباح الأولى من أمس معركة جرود عرسال التي تمَ التحضير لها إعلامياً، دون أن ينخرط فيها الجيش اللبناني، إذ أعلن الإعلام الحربي المركزي التابع لحزب الله فجر أمس انطلاق المعركة مدعماً بغارات سلاح الجوي السوري.

كما لفت إعلام الحزب إلى أنّه ما من أمد زمني للعملية التي انطلقت من محورين، الأوّل من بلدة فليطة السورية في اتجاه مواقع النصرة في جردها في القلمون الغربي والثاني من جرود السلسلة الشرقية للبنان الواقعة جنوب جرد عرسال (مسيطر عليه منذ 2015) باتجاه مرتفعات يتحصن فيها مقاتلو جبهة النصرة شمال وشرق جرود عرسال.

وكان حزب الله مهّد للهجوم ليل الخميس بقصف مدفعي كثيف لمواقع المسلحين مدعماً بغارات للطيران السوري استهدف التحصينات. وتأتي المعارك في جرود عرسال بعد تحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من هدر الفرصة الاخيرة امام التسوية، إلا أن أمير جبهة النصرة أبو مالك التلي تمسّك بمطالب قيل إنها مستحيلة التطبيق من قبل الدولة اللبنانية وهي أن يخرج إلى تركيا عبر مطار بيروت مع مئات المسلحين وبعض العائلات ومع مبالغ مالية كبيرة.

انطلاق هذه المعارك تزامن مع تسريبات إعلامية أكّدت حدوث انهيارات في صفوف المسلحين، إلا أنّ هذه المعيطات سرعان ما سقطت لا سيما بعد اعتراف الحزب بمقتل 4 من عناصره، إضافة إلى سقوط عدد الجرحى، في المقابل أكّدت مصادر معارضة أنّ عدد القتلى تجاوز الثمانية.

وفي هذا السياق وفي متابعة تطورات المعركة الميدانية أكّد الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» لـ»القدس العربي» أنّ الأخبار التي تصل من الجرود تدل على أنّ المعارك لم تتبدل، موضحاً أنّ «الحزب قد حاول منذ ليل أمس التقدم في محور الفليطة ومحور جرود عرسال من ناحية الرهوة ولكن ما تؤكده لنا المصادر أنّ الحزب لم يتقدم وإنّما تكبد خسائر كبيرة في الأرواح ولديه العديد من القتلى والجرحى».

ولفت الحجيري إلى أنّ المفاوضات لم تسجل أي جديد إذ – حسب كلامه – ما كان يقوله أمير النصرة أبو مالك التلي قديماً هو ما يردده حالياً، وفحواه أنّه لن يخرج من جرد القلمون إلا ليعود لقرى القلمون، لكون من أخرجه والنازحين من أرضهم وبيوتهم واعتدى عليهم وقتل نساءهم وأطفالهم هو حزب الله اللبناني.

مشدداً على أنّ «الحل بالنسبة إلى التلّي يتلخص في خروج حزب الله من أراضي السوريين وبيوتهم لاسيما القصير وريفها والقلمون وفي حينها السوريين النازحين سيعودون إلى بيوتهم». وأوضح الحجيري أنّ الأخبار التي تصل من الجرود تؤكد على صمود المقاتلين وعدم تراجعهم، بل على العكس هم يبشرون بتكبيدهم الحزب الخسائر وإجباره على التراجع.

وأعلن الإعلام الحربي التابع لحزب الله «أن الحزب يستهدف بالقصف المدفعي والصاروخي تجمعات ونقاط انتشار ومواقع «جبهة النصرة» في ضهر الهوى وموقع القنزح ومرتفعات عقاب وادي الخيل وشعبة النحلة في الجرود». وشدد على أن «لا وقت محدداً للعملية وهي ستتحدث عن نفسها وستسير وفقاً لمراحل تم التخطيط لها».

وبدأ استهداف مواقع النصرة من قبل الجيش السوري وحزب الله في ضهر الهوى وموقع القنزح ووادي الخيل في جرود عرسال، ومواقع النصرة في جرود فليطا في القلمون الغربي. كما شنت الطائرات الحربية السورية غارات على مواقع المسلّحين في جرود القلمون.

أما الجيش اللبناني فرفع جهوزيته حول عرسال بهدف إحكام الطوق بشكل كامل لمنع اي تسلل ولحماية المدنيين في البلدة، وتمّ اقفال كل المعابر من الجرود في اتجاه عرسال من قبل الجيش اللبناني خصوصاً أن ما يقلق القيادات العسكرية هو اتخاذ المجموعات المسلحة خيار التوجّه نحو مخيّمات النازحين السوريين خصوصاً في «الملاهي» و«وادي حميد»، التي تفصلهم عنها «حاجز العجرم» وهذا الخيار هو ما يعمل الجيش اللبناني منذ أسابيع على التحسّب له ومنع المسلحين من تحقيقه. ونفى مصدر عسكري قيام الجيش باستهداف اي مجموعة مسلحة حتى ساعات الظهر، ولفت إلى «أن الوضع في عرسال طبيعي وأن الجيش يسهّل مرور النازحين السوريين بإشراف مندوبين من الأمم المتحدة».

وأكدت هيئة تحرير الشام لـ «القدس العربي « أنّ «حزب الله يقتحم من الجهة السورية وأيضاً من الجهة اللبنانية النقاط التي ادعى تسليمها للجيش اللبناني». لافتة إلى أنّ «الجيش اللبناني يسهل للحزب الاقتحام من نقاطه الأخرى، فيما رصاص القنص يستهدف اللاجئين السوريين في وادي حميد».

وحسب مصادر الهيئة فإنّ هناك عدداً كبيراً من قتلى حزب الله قد سقطوا فيما يصعب سحب الجثث وتصويرها في الوقت الحالي إن بسبب القصف العنيف أو وعورة الجبال. هذا وأوضحت الهيئة لموقعنا أنّ «المجاهدين قد أعدوا العدة وحفروا الكهوف والخنادق مما حفف الخسائر».

هذا من ناحية المعارك أما من ناحية المخيمات وتأثيرها فقد أشار خالد رعد رئيس لجنة مخيمات عرسال لـ «القدس العربي» إلى أنّ «الأحوال كما أوّل أيام القصير، ولكن هنا يتم تهويل الأمور، الضرب بعيد عن مخميات عرسال وهي بأمان» مضيفاً «هناك حديث عن حالات موت لدى الطرفين، فيما تمّ استعمال القصف الجوي مرتين في المعارك».

معركة عرسال ولاسيما وادي حميد والمخيمات الواقعة فيه والخطر الذي يتربص بها، تجعل المراقب يتساءل عن دور الجيش الحر وإن كان سوف يتدخل لحماية اللاجئين، وللتوقف عند موقف سرايا أهل الشام «الجيش الحر»، أكّد المتحدث العسكري عمر الشيخ لـ «القدس العربي» أنّ لبنان ليس هدفهم لا أرضاً ولا جيشاً وأنّهم يحاولون في شتى الوسائل عدم انتقال المعركة إلى المخيمات وبقاءها آمنة بعيداً عن الصراع. ويوضح الشيخ أنّهم حالياً على نقاط التماس مع حزب الله والنظام السوري، مشدداً «لن نقترب من لبنان ولا من جيشه مهما حصل، هدفنا واضح ولن نحيد عنه وهو قتال ميليشيا الاسد وحلفائه على الاراضي السورية».

  • Social Links:

Leave a Reply