ماذا إرتكب الأسلاميون ردا” على تساؤل السيد ملهم الدروبي – منصور الأتاسي

ماذا إرتكب الأسلاميون ردا” على تساؤل السيد ملهم الدروبي – منصور الأتاسي

ماذا إرتكب الأسلاميون
ردا” على تساؤل السيد ملهم الدروبي
منصور الأتاسي
اولابد من مناقشة سؤال ملهم الدروبي ماذا قدم العلمانيون ..فالسؤال بحد ذاته يعكس الذهنية الصراعية والأقصائية للاخوان المسلمين التي لاتقبل احدا” سواها ،،ورغم أن الثورة هي ثورة الشعب السوري ،إلا ان الإخوان كانوا حريصين دائما على إبعاد كافة التيارات الاخرى والعمل على السيطره المطلقة على النظام وإبعاد أو تجاهل  الجميع ..
وقد انعكس هذا الفهم بطبيعة سؤال السيد ملهم الدروبي
وثانيا” من هم الإخوان المسلمون الحاليون ؟
هم القسم العسكري في جناح الإخوان المسلمين الذين تمردوا على القيادة السياسية للإخوان بقيادة مروان حديد واسمو انفسهم الطليعة المقاتلة ..وهو بالتحديد ما فعله حافظ الاسد عندما تمرد على القيادة السياسية وزجه في السجن وسمى إغتصابه للسلطة ب(الحركة التصحيحية) ..وهكذا سيطرت العقلية العسكرية على التنظيمين القومي والديني ودفعت البلاد الى ما وصلت اليه …
ففي الثمانينات بدؤوا نشاطهم بمجزره.. في مدرسة المدفعيه نفذها الضابط ابراهيم اليوسف ،،،وهكذا دفعت الامور نحو العنف العاري ..مما سمح للنظام الأكثر اجراما” منهم  بزيادة قبضته الأمنية وقتل العمل السياسي ومنح كل الصلاحيات لإجهزة الأمن مما حول النظام إلى نظام أمني قاتل مستبد .
وكان من المطلوب في بداية (ربيع دمشق) أن ينفذ الأخوان ممارساتهم التي تمت في الثمانينيات ليندمجوا في الحركة الوطنية  ولكنهم ماطلوا طويلا” وقدموا (ميثاق شرف )لم يتحدثوا فيه مطلقا” عن إنتقاد سياستهم  القاتله..
وفي بداية الثورة تصور الإخوان إنهم من اطلقوا الثورة … وعبر عن هذا التصور السيد ملهم الدروبي عندما صرح( لولا الإخوان لما انطلقت الثورة ) مؤكدا” على استفرادهم بالعمل وحتى اسموا الربيع العربي ب ( الربيع الإسلامي)
وبعد الإنقسام داخل الحركة الوطنية الذي ساهموا فيه  والذي ادى إلى  إنقسام الحركة إلى قسمين هيئة التنسيق -والمجلس الوطني ..
وبعد أن تبنت هيئة التنسيق شعاراتها الثلاثة(لا -للطائفيه لا للعسكره – لا للتدخل الخارجي) متجاوبة مع مطالب الجماهير ..ومع ميزان القوى ..رفع الإخوان عن طريق  مجلسهم الوطني وردا “على هذه الشعارات (هيئة التنسيق لاتمثلنا) وأسموا جمعة اخرى(جمعة التدخل الخارجي) ورفضوا قرارات جنيف -١- عام ٢٠١٢/ كما تجاوبوا  مع سياسة النظام عندما حاول أن يعلن أن الثورة السورية هي ثورة إسلاميه طائفيه وليست ثورة حرية وكرامة وعدالة ……وهكذا ساد التطرف في سورية وتقاسم المتطرفون من الجانبين النظام والتيارات الاسلامية الوطن وقتلوا ودمروا ووصلت سورية الى ماوصلت اليه …. حتى حلفائهم  لم يستطيعوا الإستمرار معهم وقد صرح مؤخرا” الأستاذ سمير نشار (اعتقدنا أن الإسلاميون هم جزء من الحل ،تبين لنا إنهم جزء من المشكلة) وبعد إستهلاك المجلس الوطني يتم الآن الإستحواز على الإئتلاف الوطني السوري بعد ان انسحب منه الغالبية المطلقه من  مؤسسي المجلس الوطني والائتلاف ..وأصبح الإئتلاف اكثر اسلامية واكثر تبعية للخارج..
إن مناقشة نتائج عمل التيارات والأحزاب الإسلامية المتطرفة بشكل  واع وبروح انتقادية صارمة وجدية، يدفعنا للعمل على إعادة بناء الحركة الوطنية بدون قوى التطرف بجميع انواعها ..ويتطلب من النشطاء في التيارات والفصائل والأحزاب الإسلامية إعادة قرائة سياستهم والعمل على تغيرها بما ينسجم مع متطلبات الحركة الوطنية … فهم سيبقوا خارج الفعل ومعادين لاي تطور وطني ديمقراطي.

  • Social Links:

Leave a Reply