غسان المفلح لموقع إيلاف: الغارات على دمشق

غسان المفلح لموقع إيلاف: الغارات على دمشق

غسان المفلح لموقع إيلاف: الغارات على دمشق:

عام 2007 قال لي دبلوماسي فرنسي” إسرائيل ضغطت بقوة من اجل اخراج عائلة الأسد، من اتهامات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري” حيث كانت النسخة الأولى من قرار الاتهام تتضمن توجيه التهمة لبشار الأسد واخيه ماهر.  إسرائيل التي تمتلك الأدلة على ان الأسد من قام بهذا الاغتيال. ساعدها في ذلك التدخل القطري والتركي أيضا. حيث كان امير قطر السابق اميرا للمقاومة، واردوغان وسيطا بين اسرائيل والأسد، عندما كان العلم التركي يزين أيضا مناسبات حلف الممانعة الحزب الإلهي الاسدي الايراني آنذاك، والذي أدى الى تجميد جماعة الاخوان المسلمين السورية لمعارضتهم للاسد، بحجة العدوان الإسرائيلي على غزة، وموقف الأسد الخلبي من ذاك العدوان عام 2009. توجت هذه الحملة التي شارك فيها مستشار ساركوزي في حملته الانتخابية آنذاك، ومسؤوله الأمني لاحقا جان كلود غايان. الصديق الشخصي للاسد والوليد بن طلال. حيث توجت هذه الحملة والضغوط بعد نجاح ساركوزي في الانتخابات، بدعوة الأسد الى احتفالات 14 شباط الفرنسية عام  2009 وفك عزلته الدولية. وعرفت لاحقا قصة اللقاءات الدورية بين غايان والأسد في دمشق. نشرتها الصحافة الفرنسية، ونشرها موقع كلنا شركاء السوري بعد ذلك بزمن لم اعد اذكره. هذا تاريخ.

لخص الدبلوماسي الفرنسي موقف فرنسا وإسرائيل من الاسد بثلاث:

الأول- أن إسرائيل تعتبر الاسدية مؤسستها في سورية، وعليها يقع عاتق استمرار سورية دولة فاشلة. الثاني- ان الأسد ينتمي للاقلية العلوية، فكما هنالك لوبي ماروني في فرنسا، هنالك لوبي علوي داخل النخب الفرنسية. الثالث- موت الجولان اسرائيليا بالتقادم المزمن باستمرار الأسد. الأهم في ذلك هو استمرار سورية كدولة فاشلة وكلغم ممثلا بسلطة اقلوية. لكن هذا الموقف ليس حبا بالعلويين بل كرها في رؤية سورية دولة قانون ومواطنة. او استمرارها كدولة فاشلة على الطريقة اللبنانية في احسن حالاتها.

اللغز الإسرائيلي في قصف الأسد وسورية.

منذ عام 1975 تاريخ البدء بتطبيق اتفاقيات الفصل على الجبهة السورية مع إسرائيل. التي هندستها أمريكا عبر هنري كيسنجر. واستقرت على حالة اللاحرب واللاسلم المتوافقة مع استمرار الاسدية تترعرع في ظلها، قتلا ونهبا وتمييزا في الشعب السوري. حتى وصلنا الى الجملوكية. بعد التوريث المهزلة 2000. منذ ذلك التاريخ والطيران الإسرائيلي يسرح ويمرح في الأجواء السورية. عندما انطلقت الثورة السورية في عام 2011 استمر الوضع على ماهو عليه. لكن هذا القصف المستمر على المزاج الإسرائيلي، لا يضرب الأسد ونظامه، بل يضرب أهدافا،إسرائيل تريد ضربها. لاعتبارات إسرائيلية، ولا تتعلق مطلقا بان إسرائيل تسعى لتغيير الأسد. كل ما تضربه إسرائيل وتقوم به يتم تحت سقف استمرار الأسد في السلطة. لا بل دعمه دوليا وبطرق شتى. وكما كنا نقول دوما قبل كل هذه التواريخ، ان إسرائيل تتعامل مع الأسد بحذاء مطاطي، لا تخنقه ولا تتركه يرفع راسه. هذه السياسة التي انتهجتها إسرائيل منذ عمر الاسدية، تحاول اتباعها مع ايران الموجودة في سورية. بعض المراقبين يسمونه احتواء للوجود الإيراني في الشرق الأوسط، ومنه سورية. هذه الشعار الان المرفوع إسرائيليا وهو خروج ايران من سورية، ليس سوى محاولة إسرائيلية لتعويم الأسد. بوصفه طرف سيادي قادرعلى طرد ايران دون رضا إسرائيلي ودعما من الغرب. الغرب المنقسم حول الموقف من ايران. عندما نرى اللوحة بهذا الشكل الحقيقي، ولا يعود هنالك لغزا، كي نفهم أيضا القصف الإسرائيلي صباح هذا اليوم 2.8.2018 لعدة مواقع اسدية منها مطار المزة العسكري قرب دمشق. كما يمكننا ان نفهم ان إسرائيل هي من هندست القتل الاسدي لشعبنا وتدخل الروسي والإيراني والحزب الإلهي في استمرار القتل عندما عجز الأسد لوحده عن استمرار القتل وكاد ان يسقط.

محصلة هذه اللوحة تقول” ان الأسد لايزال الرقم الإسرائيلي في الهولوكست السوري”.

موقفي هذا ليس جديدا، بل هو ما بنيت عليه رؤيتي منذ عقود. أقول ذلك كي لا يستبق احد القول” لماذا لم تعلنوا هذا الموقف كمعارضة؟ هانحن نعلنه للمرة الالف.

  • Social Links:

Leave a Reply