فأران
الشاعر الجزائري محمدجربوعة
ولم يقل أحد : كيف لهذا العبد دامي الأذن في يد النخاس أن يصافح مجرما لم تجف دماء نصف مليون بريء على يده بعد ؟
لكنّ القصيدة لا بدّ أن تقول ، لئلا تكون من الخوالف.
محمد جربوعة
ألقى ( البشيرُ) على قفا (بشّارِ)
(ليس القميص).. وكيف يلقي ( العاري) ؟
عارٌ ..ولكنْ كيفَ تعرفُ ( خُنفسا)
منفوخة الحنكيْن معنى العارِ ؟
لا يعرفُ الخجلَ العبيدُ وما لهم
غير العصا، والركل للأدبارِ
و(العبدُ) لا يَحْمرُّ فيه مِن الحَيا
وجْهٌ، وما يدريهِ بالأشعارِ
شيءٌ كـ (جعْل الرَّوْث)(1) يدفع أنفُهُ
روث الحمير ، وخِثْية(2) الأبقارِ
يختار كوم الروث ، لو أعطيتهُ
كرةً من النسرين والنوّارِ
متسوّلٌ يرجو قِرى متسوّلٍ
فأرٌ ويطلبُ خبزهُ مِن فارِ
أوَمااستحى مِن طفلةٍ شاميّةٍ
دُفنت هنالك تحت ردم الدّارِ
أومااستحى مِن دمعةٍ ليتيمةٍ
رفعتْ يدا لله في الأسحارِ؟
أوَمااستحى مِن خيمةٍ مضروبةٍ
في القفر تصفعها يدُ الإعصارِ؟
لا يستحي العُبدان .. قيل عقولهمْ
ببطونهم.. ( خلقُ العظيم الباري)
عِجْلٌ يريدُ ( العلْفَ) ..جاء لمربطٍ
لمن اشتراه الفرس بالدولارِ
أأحسَ في الخرطومِ أنّ ثيابهُ
بدأت تحاصرها خيوط النار؟
فأتى ليعطوه طريقة قتلهمْ
للناس والإذلالِ للأحرارِ؟
العزّ عند الله جلّ جلالهُ
لا عزّ في الدنيا لدى (غوّارِ)
هامش:
1- الجعل: دويبة ( حشرة) سوداء تدفع كرات الروث بأنفها وأرجلها.
1- الخثي، بكسر الخاء وسكون الثاء ، لدى ذوات الظلف كالأبقار والماعز، يقابل الروث لدى ذوات الحافر كالخيل والحمير .
الاثنين 17 كانون الأول – ديسمبر 2018 م
Social Links: