رسالة الى الطيب طيب تيزيني

رسالة الى الطيب طيب تيزيني

أخي العزيز ” أبو سعيد ”
يامن سموك ” الطيب ” وأنت كذلك ،
أعرف أن جسدك الطاهر ، لم يعد موجوداً ، ولكني أخاطب روحك الطاهرة ، التي ستظل تعيش بين طلابك ومحبيك وأصدقائك ، وبين إخوتك في النضال الذين كنت بينهم ، بل على رأسهم عندما افتتحتم ثورة آذار المجيدة بمظاهرتكم الرمزية المعبرة أمام سوق الحميدية ، فكنت نعم الثائر على الاستبداد والفساد ، ونعم المناضل القدوة لكافة المثقفين السوريين ، بل والمثقفين العرب جميعاً . مازلت أذكر ياأبا سعيد تلك الأيام الحلوة التي قضيناها معاً ، أنت وأنا ، في أحد فنادق بوتسدام ، يوم كنت تعلمني اللغة الألمانية ، يوم كنا خارج دروس اللغة اللمانية ، نشرح مجتمعنا السوري بما له وما عليه ، ولا سيما أيديولوجياته المختلفة ، اليميني منها واليساري ، ولكن ماغاب عن حوارنا أيها الصديق العزيز ، أن تصل إلى الحكم في دمشق ، هذه الفئة الضالة المضللة ، التي كان حزب البعث بمثابة حصان طروادة الذي أوصلها إلى الجيش العربي السوري ، ومن ثم إلى كرسي الرئاسة ، وأخيراً وليس آخراً إلى كارثة التوريث. التي ألقت بك وبأمثالك من الشرفاء في غياهب سجون الأسد ، لاعليك يا أباسعيد ، فنضالك من أجل الحرية والكرامة والديموقراطية ، لن يضيع في هذه الزحمة من الأحداث ، والتي شاهدتها بأم عينيك قبل أن تنتقل روحك الطاهرة إلى باريها . وستكون مواقفك الوطنية والنضالية نبراساً لمن تركتهم خلفك ، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية التي وافتك المنية قبل أن تراها تتحقق أمام عينيك .
عزائي بفقدك أيها الصديق العزيز ، أيها الفيلسوف الكبير ، أولاً لأهلك وذويك ، وثانياً لكافة محبيك وأصدقائك ،والذين أعتبر نفسي واحاداً منهم. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
محمد الزعبي ( 18.05.2019 )

  • Social Links:

Leave a Reply