بلاغ عن اجتماع المكتب السياسي

بلاغ عن اجتماع المكتب السياسي

ناقش المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري في اجتماعه الدوري، تطورات الوضع السياسي في سوريا والمنطقة وانعكاساتها على الثورة السورية،
ويرى أن اتفاق خفض التصعيد في إدلب والهدنة المعلنة من قبل روسيا لم تنفذ، إذ لازال القصف مستمراً من قبل قوات نظام أسد على المدن والقرى والبلدات في ريف إدلب المرشحة لاجتياح بري جديد يقوم به النظام بالتعاون مع روسيا بعد تحشيدات عسكرية متابعة في المنطقة، ويرى أن استمرار القصف يهدف لتهجير المدنيين من تلك المناطق التي يرغب بالتقدم إليها متبعاً سياسة الأرض المحروقة، في مقابل عجز وصمت القوى السياسية والعسكرية المعارضة، حيث لم يسمع أي صوت احتجاجي من مؤسسات المعارضة السورية .. ويترافق صمت المعارضة الرسمية السورية مع صمت إقليمي ودولي في إشارة ضمنية تسمح للأسد باستمرار ارتكابه للجرائم بحق الشعب السوري بهدف إخماد صوته المطالب بالحرية.
يرى المكتب السياسي أن استمرار القصف على إدلب دليل على فشل مسار أستانا، بعد أن استعاد النظام جميع مناطق خفض التصعيد والذي توقف فيها القتال وانسحب المقاتلون بضمانة روسية …. لكن النظام قام بتهجير أهلها وارتكاب المجازر بحقهم، ويرى المكتب السياسي أن المسار السياسي الذي اعتمدته مقررات استانا لم يتحقق منه شيء، حتى اللجنة الدستورية ورغم اعتراضنا على مبدئها لم ترى النور على الرغم من الوقت الطويل الذي مر، ولم ينتج عن آستانا إطلاق سراح المعتقلين، أو تسليم جثامين الشهداء اللذين قضوا تحت التعذيب لأهاليهم. باختصار كانت عملية آستانا مدمرة للثورة السورية ولم ينتج عنها أي شيء مفيد، في مقابل تمسك النظام وتعنته برفض الحل السياسي ورفض تقديم أي تنازل، حتى الاقتراح الفرنسي الروسي لتعديل دستور 2012 وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة في الداخل والخارج تم رفضه من قبل النظام، ويزداد تعنته مع ازدياد المساحات التي يسترجعها.
إننا نرى أن أي حل خارج إطار الأمم المتحدة وجنيف واحد عبر تشكيل هيئة حكم لنقل السلطه كاملة الصلاحيات هو مضيعة لوقت السوريين وزيادة في معاناتهم وإطالة في عمر لنظام، ونعلن رفضنا لأي حلول أخرى رفضاً تاماً ونرى في الحل الأممي البديل الأنسب.
ويرى المكتب السياسي أن هناك خلافاً أمريكياً تركيا حول المنطقة الآمنة، سواء من ناحية المساحة أو دور القوات التركية أو وظيفة المنطقة نفسها، حيث ترغب الحكومة التركية بإسكان مليون سوري فيها بهدف تشكيل حاجز بشري بينها وبين البي واي دي، بينما يريد الأمريكان إعادة أهل المنطقة فقط، ولفت المجتمعون إلى أنه لا توجد ضمانات بأن تكون هذه المنطقة آمنة حسب تجاربنا السابقة مع مناطق خفض التصعيد التي لم تفعل سوى أن ازداد قتل السوريون فيها وتم تشريدهم منها وزادت المساحات التي يسيطر عليها نظام الأسد وإيران، وأن مشكلة اللاجئين تحل عبر تطبيق بيان جنيف واحد وقرارات الأمم المتحدة التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تدير مرحلة انتقالية، كما أن المنطقة الآمنة ستخلق واقعاً جديداً على الأرض، حيث لا مانع من قيام البي واي دي باقتطاع جزء من أرض سوريا لتشكل عليها حكماً خاصاً بها بشرط أن تكون بعيدة عن الحدود التركية، وبهذا تستقر مناطق النفوذ هذه وتتقسم سوريا.
ناقش المكتب السياسي الدعوات التي تم توجيهها من حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض لمؤتمر حول سوريا بتاريخ ٢٨ أيلول الحالي لبحث وجود السوريين في تركيا بهدف إعادتهم القسرية إلى بلادهم دون ربط هذه العودة بالحل السياسي .. بالإضافة لنشاطه الهادف إلى إعادة العلاقات الطبيعية بين الحكومتين السورية والتركية .. وعلم المجتمعون أن حزب الشعب الجمهوري قد دعا عدد من ممثلي الدول والشخصيات الأخرى من لبنان وعدد من البلدان للمشاركة في هذه التظاهرة السياسية التي يرغب أن يسميها مؤتمر، وناقش تحضيرات منظمة اسطنبول للحزب بالتعاون مع فعاليات الثورة السورية في المدينة وأثنى على هذا النشاط.
يدين المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري إعلان نتنياهو نيته ضم منطقة غور الأردن إلى إسرائيل في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، فنحن نرفض قضم أي قطعة من أراضي دولة ما وضمها لأراضي دولة أخرى مهما كانت الدولة القاضمة أو المقضومة، وأكد المكتب السياسي أن إسرائيل أكثر المستفيدين من الوضع الحالي، والوضع العربي والدولي الحالي يسمح لها بقضم الأراضي والتصرف كما يحلو لها.
يرى المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري أن روسيا تلهث في سبيل تحويل النصر العسكري الذي حققته لنصر سياسي وهي فشلت في كل محاولاتها حتى الآن، لكن يجب ألا نهدأ وأن نستمر ونطور أشكال مختلفة من العمل لمنع روسيا من تحقيق أي تقدم سياسي فالنظام والروس انتصروا على منظمات إرهابية متطرفة لا علاقة لها بالثورة السورية المطالبة بالحرية والدولة المدنية الديمقراطية.

٢٠١٩/٩/١٣
المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري

  • Social Links:

Leave a Reply