تركيا، روسيا والهروب للأمام

تركيا، روسيا والهروب للأمام

سلامة درويش

هل يطبق الأتراك اتفاقيات سوتشي المتعلقة بتصفية جبهة النصرة وتوابعها، ويسحبوا ذريعة محاربة الإرهاب من يد الروس والإيرانيين؟

علما بأن الجميع لا يريد إنهاء دور مجرمي القاعدة في سوريا.

تعتبر النصرة وتوابعها هي كمحارم تواليت يتمسح بها الجميع فهي تنفذ سياسة الامتصاص بأكمل وجه.

نراها تنفذ ما يريده الروس والإيرانيين تارة، وأخرى ما يريده الأتراك، تضرب الفصائل وتسلم الأراضي، أو ترسل انغماسيين أو انتحاريين كرسائل مضادة للآخرين وتنسحب.

هل يذعن أردوغان وحليفه بوتن بأن اللعبة انتهت ويجب الذهاب نحو جدية المواقف؟

نعم كلاهما بحاجة للآخر اقتصادياً وتكتيكياً إن كان في ليبيا أو سوريا أو بمواجهة الأمريكان، الروس لا يرغبون بخسارة تركيا وارتمائها بحضن الأمريكان، والأتراك لا يثقون بالأمريكان ولا بالروس، وينظرون إلى أمنهم القومي واقتصادهم المتأزم، لذلك تضاربت الاتجاهات والتمني خاصة بعد ما صرح مستشار الأمن القومي والمبعوث الأمريكي لسوريا، نحن لن ندخل بحرب في إدلب وسنقدم دعماً عسكرياً واستخباراتياً لتركيا فقط، بمعنى خزائن السلاح مفتوحة لكم، مما يشكل عبئ على خزينة الدولة التركية، وفي نفس الوقت ترك تركيا وحيدة بمواجهة الروس، وإعطاء رسالة للروس بأن يعربدوا كما يريدون. من هنا ممكن أن تشهد منطقة إدلب حرب محدودة يستفيد منها الطرفين الأول إعطاء دعم لأردوغان لعدم تآكل شعبيته أو سقوطه وبأنه حقق خرق ما وحافظ على ماء وجهه أمام مؤيديه وحزبه، والثاني إظهار بوتن بأنه الواثق والذي يريد تنفيذ ما اتفقوا عليه في سوتشي وخاصة محاربة الإرهابيين المتمثل بجبهة تحرير الشام (النصرة) وتقاسم المنطقة مع فتح الطرق الدولية.

لذلك سيضطر الجانبان للجلوس معاً وعقد اتفاقيات جديدة بما يمليه الموقف على الأرض والانتقال إلى ورقة النصرة والإرهاب، وسيضطر الجانبان إلى إخفاء دورها أما بحلها أو ضربها شكلياً وإعلان انتهائها إلى حين ظهورها بثوب ثاني ومكان آخر حسب الحاجة لها.

مصالح الدول أغلى من دماء الشعوب.

لذلك سيتفق اللاعبون تنتهي الحرب، وسينتهي دور الفصائل الطائفية والجهادية، وسيصل السوريين إلى مبتغاهم الأخير وهو الدولة الحديثة دولة المواطنة والقانون التي تحكمها الديموقراطية وتسودها العدالة الاجتماعية.

 

  • Social Links:

Leave a Reply