أزمة خبز خانقة في “الركبان”.. وتحذيرات من خطر المجاعة

أزمة خبز خانقة في “الركبان”.. وتحذيرات من خطر المجاعة

مصطفى محمد – اقتصاد :

 

“لا يدخل إلى المخيم سوى الهواء”، بهذه العبارة أوجزت “هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان” الوضع المعاشي داخل المخيم الذي يقع في منطقة التنف عند نقطة التقاء الحدود السورية- الأردنية (المنطقة 55).

جاء ذلك، في بيان نشرته الهيئة على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، الاثنين، حذرت فيه من خطر المجاعة نتيجة فقدان مادة الطحين، مؤكدة أن الفرن الأخير على وشك التوقف، بسبب عدم توفر مادتي الطحين والمازوت، وذلك بعد توقف الفرن الاحتياطي عن العمل قبل أيام، للأسباب ذاتها.

الهيئة أكدت أن الفرن الأخير لن يستطيع العمل لأكثر من يومين، محملة النظام السوري وروسيا مسؤولية الحصار الجائر الذي يتعرض له نحو 10 آلاف نازح.

 

الغذاء مقابل الشباب

رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، محمد درباس الخالدي، أشار إلى قيام النظام السوري بأوامر روسية بتضييق الخناق على سكان المخيم، من خلال منع دخول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية إلى منطقة التنف.

وأوضح لـ”اقتصاد” أن “حواجز النظام تشترط على سائقي الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية اصطحاب الأهالي معهم في طريق العودة، قبل السماح لهم بالدخول مجدداً إلى مناطق النظام”، مضيفاً: “النظام يريد الشبان لزجهم في المعارك، مقابل السماح بدخول كميات قليلة من الغذاء، بعد فرض غرامات مالية كبيرة عليها”.

وقال إن المخيم الآن يعاني من نفاد كامل في مادة الطحين، بفعل تشديد النظام على منع دخول هذه المادة الأساسية إلى المخيم، بالمقابل توشك المواد الغذائية الأساسية (البرغل، الرز، العدس) على النفاد أيضاً.

وذكر الخالدي أن سعر كيس الطحين، ارتفع إلى أسعار خيالية، إذ يتراوح سعره ما بين 40-60 ألف ليرة سورية، مبيناً أن “هناك كميات قليلة منه، عند قلة قليلة من التجار”.

 

غياب المساعدات الأممية

من جانب آخر، أشار الخالدي إلى غياب المساعدات الأممية، موضحاً أن المساعدات لم تدخل للمخيم منذ ما يزيد عن نصف عام.

واتهم رئيس المجلس المحلي في هذا الصدد، الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية، بالتقاعس عن واجباتها الإنسانية تجاه المأساة في مخيم الركبان.

وقال إن “الأمم المتحدة” تتبنى رؤية مطابقة للرؤية الروسية، أي التشديد على السكان ومنع وصول الغذاء إليهم، لدفعهم إلى مغادرة المخيم نحو مناطق النظام، علماً بأن الأهالي يرفضون ذلك، ولو ماتوا جوعاً، ويرغبون بدلاً عن ذلك بالانتقال إلى الشمال السوري المحرر.

وأضاف الخالدي: “المنطقة هنا صحراوية بالكامل، وليست صالحة للزراعة”، وزاد بقوله: “الموت تحت القصف، أسهل من الموت جوعاً، وخصوصاً أن الأطفال لا يعرفون معنى الحصار”.

 

الوضع كارثي

الصحفي خالد العلي من مخيم الركبان، وصف خلال حديثه لـ”اقتصاد” الأوضاع الإنسانية داخل المخيم بـ”الكارثية”، مؤكداً أن النظام السوري يواصل تطبيق السياسات العقابية لسكان المخيم.

وقال إن “النظام شدد في الأشهر الأخيرة على منع دخول مادة الطحين، التي كانت تصل المخيم بطرق التهريب، ما ينذر بكارثة إنسانية”.

وقبل إعلان روسيا عن فتح ممرات آمنة نحو مناطق النظام، كان عدد النازحين بداخل مخيم الركبان يتجاوز 45 ألفاً، وبقي منهم في الوقت الحالي نحو 10 آلاف، يعيشون أوضاعاً بالغة التعقيد.

يذكر أن الأردن كان قد أغلق حدوده بشكل كامل مع مخيم الركبان منذ العام 2016، معلناً المكان “منطقة عسكرية”، في حين تدعو روسيا إلى إغلاق المخيم.

  • Social Links:

Leave a Reply