الرافد – جيهان الخلف:
احتفل لقاء القوى الديمقراطية بالتعاون مع الشباب السوري الديمقراطي مساء أمس الاثنين بعيد “النيروز” من خلال ندوة بعنوان “التشكيلات الحزبية للأكراد السوريين” ضمن الأيام الثقافية التي يحيي فيها اللقاء ذكرى انطلاقة الثورة السورية من خلال مجموعة ندوات على السكايب، قدمت فيه الصحفية والمذيعة سامية لاوند نبذة بسيطة حول “عيد النيروز” كعيد قومي للأكراد، وفي القسم الثاني من الندوة قدم السيد عبد الله كدو شرحاً حول الأحزاب الكردية.
بداية تحدثت “لاوند” حول “النيروز” كأسطورة تحدي للظلم، حيث يقاوم “كاوا الحداد” الظالم “الضحاك” الذي كان يأكل أدمغة الأطفال، واستطاع “كاوا” قتل “الضحاك” وكي يعلم قومه قام بإشعال النار على سطح قصر الظالم “الضحاك”، ومن يومها يقوم الناس باستذكار هذا اليوم عبر إشعال النار على رؤوس الجبال والاحتفال مع لبس الألبسة الشعبية الكردية والخروج للمنتزهات، وتحضير الأطعمة التقليدية، ويصادف هذا اليوم أول أيام التقويم الشمسي 21 آذار/ مارس النوروز وهو اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار)، ويمثل العيد القومي لدى الشعب الكردي، وعدد من شعوب شرق آسيا.
ثم تحدث الأستاذ عبد الله كدو عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري، ممثل المجلس الوطني الكردي عن الاحزاب الكردية، موضحاً بسرد تاريخي مشاركة الوطنيين الكورد في النضال ضد المستعمر الفرنسي جنباً إلى جنب مع عموم الشعب السوري، وعن الاضطهاد الذي تعرضوا له ككورد، بعد الوحدة مع مصر ومن ثم في ظل حكم الانقلابين البعثيين، معتبراً أن الكورد حُرموا من المشاركة السياسية بعد الاستقلال عن فرنسا، مؤكداً أن المرحلة الذهبية التي مرت بها سوريا ككل، ومنها الكورد، هي الفترة بين عامي 1954 إلى 1958.
وعن بدايات العمل السياسي لدى الكرد في سوريا قال “كدو” : أسس الكورد بين عامي 1927 و 1956 جمعية خويبون( الاستقلال) , ونادي كردستان ونادي عامودا و.. إلخ وكانت هذه المرحلة عبارة عن تمهيد وتنمية الشعور القومي لدى الكرد, وفي عام 14|6|1957 تأسس الحزب الديمقراطي الكردي( أو الكردستاني) من قبل الكورد المقيمين في الجزيرة و كوباني- عين العرب- وعفرين ودمشق وحماة .
يضيف كدو : رفع الحزب شعار تحرير و توحيد كردستان بسبب أن من بين المؤسسين كان هناك نخبة من كرد تركيا اللاجئين بسبب ملاحقتهم هناك , وأنا من الناس يرفضوا مثل هذه الشعارات، في عام” 1962″ تم طرح شعار، تأمين الحقوق الثقافية والسياسية والاجتماعية للكورد في سوريا, و ربط الحزب القضية الكردية بقضية الديمقراطية في سوريا, و احتفظ بشعارالتأخي بين الكورد والعرب شعارا اساسيا.
استطرد كدو قائلا: إن وضع الكورد يختلف عن باقي القوميات، حيث أن تجزئة الكورد بين 4 دول, ولدى تجزئتهم تحولوا إلى أقليات، فيما كانوا أكثرية ساحقة في مناطقهم، وكان عدد سكان الكرد 85% من سكان بكردستان.
ففي القسم الشمالي من سوريا تحولوا إلى أقلية و كذلك في القسم الشمالي الغربي في إيران, وفي القسم الشمالي الغربي في العراق وفي القسم الجنوب الشرقي من تركيا.
وأضاف كدو: خاض الحزب الديمقراطي الكردي صراعاً مريراً, واصطدم مع حكومة الوحدة, وصدر قرار بحظر الأحزاب السياسية، وخضع جميع الأحزاب للقرار باستثناء الديمقراطي الكردي و الحزب الشيوعي، وتعرضت قيادات الحزب الكردي أمثال “عثمان صبري” و”نور الدين ظاظا” و رفاقهم للاعتقال، و دب الانقسام في جسد الحزب الكردي منذ بداية فترة الاعتقال، حول مفاهيم مثل، الشعب الكردي، الحزب الكردي حزب أم جمعية و غيرها، حيث أن قسماً من قيادة الحزب الديمقراطي في السجن كان يطرح فكرة التحول من حزب الى جمعية، و اخفاء الأهداف السياسية، فيما أن
قسما آخر كان يصر على أن الكورد في سوريا شعب، وليسوا بجالية، و هم حزب و ليسوا بجمعية، وفي عام “1965” حدث الانقسام الأول، حيث ” انقسم الحزب الكردي إلى جناحين، احدهما يساري ويميني، اليساري صاحب الخطاب الأكثر جذرية، والأكثر تقريعاً للنظام، و كان يمثل – بنيويا – النسبة الأكبر من الأشخاص المنحدرين من الطبقات الفقيرة، من الفلاحين، والعمال.
وقال “كدو” تأسس أول حزب كوردي عام 1957 ثم انشق بعام” 1965″ إلى جناحين يساري ويميني، وبقي الحزب الديمقراطي الكردي “الجناح اليساري ” متمسك بمفهوم الشعب الكردي، لكن التيار الثاني الذي وصف باليميني وقاده المرحوم عبد الحميد درويش، لم يستعمل مصطلح الشعب الكردي في سوريا إلا بعد عام 1980، وتعرضت الاحزاب لانقسامات كثيرة نتيجة الاجهزة الامنية المخابراتية التي مارست الاضطهاد.
ويوضح ” كدو” صدر مرسوم الاحصاء رقم |193| تاريخ 5|10|1962 وبسببه تم تجريد عشرات الألاف من الكرد من جنسيتهم السورية، وكان إحصاءاً جائراً بحق الأكراد حيث أنه نفذ لمدة يوم واحد من الساعة 8 صباحاً حتى انتهاء الدوام الرسمي الساعة الثانية ومن استطاع تسجيل وثائقه حصل على هوية، وثبوتيات ومن لم يستطع اللحاق اعتبر أجنبي.
المؤسس الأول للحزب، عثمان صبري، كان مارس، بدءاً من الكفاح المسلح وانتهاء بالسياسي، وكان مثقفاً وشاعراً، دخل السجن أكثر من “28” مرة وتعرض للاضطهاد كما نفي إلى الرقة ومدغشقر من قبل سلطات الانتداب الفرنسية.
أما رئيس الحزب” الدكتور نورالدين ظاظا” فقد دخل سجون سوريا و العراق و غيرها، و تمت ملاحقته و اعتقاله مرات عديدة، و كان استاذا جامعيا للعلوم السياسية في سويسرا، لوزان.
وقال “كدو” تأسس أول حزب كوردي عام 1957 ثم انشق بعام” 1965″ إلى جناحين، أطلق عليهما باليساري واليميني، وبقي الحزب الديمقراطي الكردي “الجناح اليساري ” متمسكا بمفهوم الشعب الكردي، أما التيار الثاني الذي وصف باليميني وقاده المرحوم عبد الحميد درويش، لم يستعمل مصطلح الشعب الكردي في سوريا إلا بعد عام 1980، ثم بدأت ا لانقسامات في الحركة السياسية الكردية، بسبب تدخل الاجهزة الامنية للنظام أولا، و التدخلات من الأطراف الكردستانية، من كردستان العراق و كردستان تركيا.
ويوضح ” كدو” صدر مرسوم الاحصاء رقم |193| تاريخ 5|10|1962 وعلى خلفيته تم تجريد عشرات الألاف من الكرد من جنسيتهم السورية، وكان إحصاءاً جائراً بحق الأكراد، حيث أنه نفذ لمدة يوم واحد من الساعة 8 صباحاً حتى انتهاء الدوام الرسمي الساعة الثانية، ومن لم يستطع احضار وثائقه التي تؤكد وجوده في سوريا قبل عام 1945 جُرّد من الجنسية السوريةو اعتبر أجنبي.
يضيف “كدو : في ” عام “1962 ” قدم “محمد طلب هلال” رئيس شعبة الأمن السياسي في القامشلي مشروعا، بعنوان دراسة اجتماعية وسياسية و اقتصادية،لمحافظة الجزيرة، يطلب فيه من القيادات العربية اتباع سياسة تعريب الكورد وتهجيرهم، واستقدام القبائل العربية من خارج المنطقة واسكانهم مكان الأكراد، المشروع كان فيه الكثير من التفاصيل ومنها حرمان الكوردي من التعلم والوظيفة وحتى أنه أوصى بعدم تنصيب الكرد أئمة للمساجد، ونفذ في الجزيرة، وكان يخطط لتنفيذه في عفرين و كوباني – عين العرب- ايضا ، لكنه لم ينفذ بالدرجة التي نفذ فيها بالجزيرة السورية، وفي عام” 1973 ” نفذ نظام الأسد مشروع الحزام العربي، وتم توطين العرب في مناطق للأكراد، حيث جيء بسكان من القبائل العربية من حلب والرقة ومسكنة، وتم توطينهم في القرى الكردية، من عين ديوار على الحدود العراقية السورية إلى غرب رأس العين بطول أكثر من 300 كم. حيث كان بموجب” قانون الاصلاح الزراعي” تمت مصادرة أراض تعود ملكيتها للكرد، ثم سلمت إلى العرب الوافدين من خارج المنطقة، حيث تم الاستيلاء على الأراضي الخصبة الواقعة على” الخط العشرة” المحاذي للحدود السورية التركية، وتم انتفاع بعضا من المواطنين الكرد المحرومين من الاراضي، بأراض خارج قراهم، في قرى عربية جنوبا نحو خمسين كيلو متر، وكانت أراضي أقل خصوبة من أراضيهم، كان المقصود من العملية تهجير الأكراد من قراهم وفصل كرد سوريا عن كرد تركيا و تذويبهم في البوتقة العريية.
ويستطرد “كدو” في عام” 1973″ تصدى الحزبَيْن الديمقراطي الكردي “اليساري” و “البارتي”، لمشروع الحزام العربي، ونددوا به وعلى أثره دخلوا السجون، منهم قيادات مثل الحاج دهام ميرو والمحامي نذير مصطفى وعبد الله ملا علي و أحمد عربو ، وأودعوا السجون، ومنهم من قضى أكثر من “7 و8” سنوات في المعتقل.
في عام “1992” قامت ثلاثة احزاب بطرح مشروع وحدي، وتوحدت في عام 1993 في حزب واحد سمي “يكيتي”.
كانت أولى أنشطة الحزب الجديد إعادة التذكير بالإحصاء الجائر بحق الأكراد بطريقة جديدة، حيث اختير تاريخ 5/10/1992 لتوزيع “البيان الملصق” (بيان وزع عبر إلصاقه على الجدران) في عموم المناطق الكردية ومدينتي دمشق وحلب، بمناسبة مرور 30 عاماً على صدور قانون الإحصاء الرجعي الجائر، وندد البيان بممارسات السلطة وسياستها الشوفينية الممنهجة بحق الكورد السوريين، ونادى بربط القضية الكردية بالنضال الديمقراطي الوطني السوري، ولاقى البيان استحسانا من المواطنين السوريين من الكرد و غير الكورد ايضاً، وفي اليوم العالمي لحقوق الانسان بعام 2002 أقام كوادر الحزب مظاهرة أمام مجلس الشعب، ضمت حوالي 150 إلى 200 شخص وتم توزيع منشور بهذه المناسبة طالب النظام بالكف عن طمس الثقافة واللغة الكرديتين وإعادة الجنسية للكورد المجردين منها، وتم ملاحقة قياداته وزج بهم في السجون لمدة سنة ونصف.
يؤكد “كدو” أن نظام الأسد اضطهد كل الشعب السوري، ولكن اضطهاده للأكراد كان مزدوجاً فقد مارس الاضطهاد السياسي والعرقي بحقهم.
وعن علاقة الأكراد بالأحزاب الشيوعية، قال “كدو” دخل قسم كبير من الكرد في الحزب الشيوعي،على أساس أن الحزب لا يميز بين القوميات، بالإضافة لكون “خالد بكداش” كردي، إلا أن الحزب الشيوعي السوري نظر إلى الحزب الكردي على أنه يمثل مصالح وسياسات الاقطاع.
و عندما لم يجد الأعضاء الكرد في حزبه الشيوعي حقهم في ممارسة خصوصيتهم القومية، انشقوا عنه و أسسوا حزب الحرية – ” آزادي ” – كردة فعل على سلب الحزب الشيوعي لحقهم باستخدام لغتهم الأم واحترام خصوصيتهم القومية في حياتهم الحزبية، حيث مُنع اصدار نشرة سياسية حزبية باللغة الكردية والتي صدر عدد واحد منها فقط وسميت “صوت الفلاح”.
ويضيف “كدو” أن حزب البعث نظر إلى الحركة الكردية كحزب انفصالي.
وعن انتفاضة قامشلو 2004 يقول “كدو” في 12 آذار خرجت انتفاضة قامشلو، وكانت في البداية فتنة أشعلتها أجهزة المخابرات، قامت بتأليب البعض من مشجعي نادي الفتوة الديري ضد المشاعر القومية الكردية للكرد من مشجعي فريق الجهاد من القامشلاوي، حيث هتف مشجعوا الفتوة بعبارات تمجد صدام حسين أثناء خروجهم من الملعب بعد مباراة بين الفريقين، وهو شخصية مستفزة للكورد، ويمكن أن نشبهها بشخصية شارون بالنسبة للفلسطينيين، وبدأوا بإلقاء الحجارة واشتعلت الفتنة. أثناء ذلك وصل سليم كبول محافظ الحسكة، وقال: اقتلوا (هؤلاء الكلاب.. هؤلاء الخونة) وأعطى تعليمات بإطلاق الرصاص الحي، امتدت شرارات الانتفاضة الكردية إلى المناطق الكردية في حلب، ودمشق وجبل الأكراد في اللاذقية، واستمرت تبعات هذه الانتفاضة لمدة شهر، و لكن كانت ذروتها في الأسبوع الأول، ولأول مرة يأتي وفد من النخب السياسية العربية، من المعارضة السورية والمجتمع المدني، للتضامن مع الكورد، وطلبت بوضع حل للأزمة وتفريق المتظاهرين برش الماء، وليس بالرصاص الحي. هذا التضامن ترك أثراً إيجابياً واستحساناً لدى الكورد وبداية صحيحة لتأسيس فكر وطني للحركة السياسية العربية الكردية.
يؤكد “كدو” أن التقاطعات بين الأحزاب العربية والكردية الهدف الأساسي منها هو الانتقال للديمقراطية وتأمين حرية.
وقال كدو: العرب يتخوفون من الفدرالية، ويعتبرونها انفصال، وهذا الكلام غير صحيح، قائلا :ما هي المشكلة في الانتقال إلى سوريا الفدرالية، إذا كانت ستحقق الحرية والديمقراطية، هذا مشروع للسوريين كافة، سيناقش الان و مستقبلا في سوريا الديمقراطية، تحت قبة البرلمان والمجالس المحلية، بشرط الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
وعن PKK يقول ” كدو” أنها حالة عابرة في سوريا، فقد دخل إلى سوريا من خلال تفاهمات مع النظام وأراد الأخير من خلاله لضرب عصفورين بحجر واحد، حيث كان النظام يساوم تركيا على حصتها من المياه من جهة، للضغط عليها بسبب إيواء المعارضة السورية “الاخوان المسلمين” في تركيا من جهة ثانية، والعصفور الثاني فيه ضرب النضال الوطني الكوردي في سوريا، حيث أراد دفعه نحو تركيا. ويمكن أن نرى هذا في طلب عبد الله أوجلان قائد حزب العمال الكردستاني PKK من أكراد سوريا العودة إلى تركيا وذلك ضمن مقابلته مع الصحفي نبيل ملحم، في كتاب سبعة أيام مع القائد آبو، ويهدف من هذا الطلب إشغال الأكراد السوريين عن نضالهم الوطني التحرري في سوريا وإلحاقهم بمشروعه في تركيا.
وعن الفدرالية قال “كدو” يطرح المجلس الوطني الكردي اللامركزية السياسية والفدرالية الوطنية، وأنا كشخص في المجلس الوطني الكردي مسؤول عن كلامي، وأضمن من الآن وحتى 100 عام عدم وجود أي طرح لموضوع الانفصال للكرد في سوريا، فأين سيذهب الكورد في سوريا إن انفصلوا؟. هناك تخوف من دولة كردية عند العرب في سوريا، وهم يعتقدون بوجود نزعة انفصالية عند الكورد، وأنا أؤكد عدم وجود هذه النزعة، وعلى الأحزاب العربية التفكير في كيفية احتواء الكورد واعطائهم الأمان، فمثلاً هناك اقليم ألماني في سويسرا يتكلمون اللغة الالمانية، لكنهم يصرون على البقاء ضمن سويسرا، الكورد هنا نحو من 3 أو 4 مليون في سوريا والتخوف من نزعة انفصالية غير موجودة فعليا، و بذلك تحرم بقية السوريين من ضرورات و فوائد اللامركزية السياسية.
يذكر أن الندوة جاءت ضمن سلسلة ندوات يقيمها “لقاء القوى الوطنية الديمقراطية” ضمن أيامه الثقافية لإحياء ذكرى الثورة السورية عبر السكايب.
Social Links: