الحل للصراع بين ” الكليبتوقراطية ” والاناركية “

الحل للصراع بين ” الكليبتوقراطية ” والاناركية “

المحامي عبد الناصر حوشان

1- الكليبتوقراطية

عرّفت الموسوعة العربية الكليبتوقراطية :

بأنها مصطلح يطلق لا على نظام مُقَنَّنْ من أنظمة الحكم بقدر ما يحاول وصف نظام يعتريه الفساد من الداخل بسبب ضعف الحكم أو تسخيره للمصالح الفردية ولو بالخروج عن القوانين، أو عدم قدرته على تطبيق القانون أو عدم أهليته لذلك، بسبب انحرافه عن مبادئ العدالة والديمقراطية، لترتدي روابط المنفعة مظاهر هذا الانحراف أردية مختلفة لمصلحة قلة من شبكات المنتفعين دوناً عن الصالح العام، ولو كانت عن طرق غير مشروعة.

ويتضح مما سبق بأن الكليبتوقراطية لديها مرتكزات أساسية تحافظ على ديمومتها وتأمين السرقات، والحفاظ على السارقين في مناصبهم وتعزيز قوتهم، وتمكنهم من القبض على مصير الناس والتحكم بثروات البلاد.

والآلية المعروفة هي إحداث التفرقة والصراعات الداخلية وفقا لمفهوم “فرّق تسد“، ولهذا يمكن الاستدلال على أنظمة الحكم اللصوصية من الواقع الذي أوجدته، فإن هي سعت لإحداث الصراعات الدامية ما بين أبناء المجتمع، فهذا يعني أنها تدعو لذلك لكي تحافظ على سرقاتها وتنميتها، وإن هي دعت إلى الوحدة الوطنية والتماسك الوطني فإنها ليست كذلك. وهذه آلية معمول بها منذ قرون، حيث شرعها ميكافيلي باعتباره “السياسة فنّ تحقيق المكاسب الخاصة تحت ستار تحقيق المصلحة العامة والوصول للسلطة والمحافظة عليها مرتبط بكل مفاسد الأخلاق من كذب وغدر وتزوير وقسوة وإفساد”.

2- الأناركية :

يأتي مصطلح الفوضى من الكلمة اليونانية القديمة التي تعني “بدون زعيم أو حاكم”. ومع ذلك، فإن مؤيدي الفوضوية استخدموا المصطلح في أغلب الأحيان للإشارة إلى حالة طبيعية في المجتمع لا يخضع فيها الأفراد لرقابة القوانين التي من صنع الإنسان أو إلى أي مُسيطر خارجي. إن الرأي العام حول الأناركية يعادلها بالفوضى وعدم الاستقرار، في حين أن المعنى الحقيقي هو غياب السلطة. وقد عرف الفليسوف نيثان جون الأناركية بأنها “الإدانة والمعارضة العالمية لجميع أشكال السلطة المغلقة والقسرية والتأكيد العالمي على تعزيز الحرية والمساواة في جميع مجالات الوجود الإنساني”.

يعتقد الأناركيون أن وجود السلطة هو السبب الرئيسي الذي سيؤدي إلى الفوضى والاضطراب داخل المجتمع، وبالتالي فإن الخطوة الأولى نحو تحقيق الاستقرار هي القضاء على السلطة.

الفوضوية هي قبل كل شيء عقيدة أخلاقية معنية بتعظيم الحرية الشخصية للأفراد في المجتمع.

– إننا اليوم نشهد كثير من الصراعات في البلاد العربية بين هذين التيارين ” الكليبتوقراطية  و الاناركية ” مما أدى الى انهيار الدول و تفشي الفوضى والدمار والقتل واستباحة كل شيء من قبل انصار هذين التيارين .

– الثورات العربية هي انقلاب على دول اللصوص ” الكليبتوقراطية ” من جهة و هي من جهة أخرى رافعة لإقامة الدولة الراعية والحامية للحقوق و الثروات بوجه اللإناركيين ” الفوضويين “.

– إن اهم مهام القوى الثورية اليوم هي استعادة الدولة عبر تفعيل  المجتمع كونه المُقدّم على الدولة، فالمجتمع هو الأصل والدولة تمثيل له غير مستقلة عنه، وهذا ما اثبته فشل سياسات التنمية في أغلب الدول العربية التي قبلت بالحكم التسلطي من أجل تحقيق التنمية ونظريات التحديث التي اوصلتنا الى ما نحن عليه من حرمان من حقوقنا الاساسية في الحرية والكرامة الانسانية .

ومن هنا اتوجه الى اخواننا الثوار في المناطق المحررة للحذر من الوقوع في مستنقع الفوضى و تكريسها كعقيدة رفض لكل شكل من اشكال الانضباط او الالتزام بسبب ممارسات ” دولة اللصوص ” فمهمتنا اليوم مزدوجة وهي اسقاط دول اللصوص و استعادة الدولة الراعية والحامية اولا ثم الانتقال الى دولة الرفاهية بعد التخلص من اللصوصية والفوضوية “

  • Social Links:

Leave a Reply