“المشاركة السياسية للمرأة السورية تؤدي إلى مكاسب”.

“المشاركة السياسية للمرأة السورية تؤدي إلى مكاسب”.

أقامت “ديمقراطيات سوريات” ندوة حوارية حول “المشاركة السياسية للمرأة السورية”، استقبلت فيه المنظمة المحامية ديما الموسى عضو اللجنة المصغرة للجنة الدستورية السورية عبر السكايب التي حاورت المشاركون في الندوة المقامة “أون لاين” عبر برنامج “السكايب”، وأدار الندوة الإعلامية جيهان الخلف.

“الموسى” محامية سورية درست الحقوق ومارست مهنة المحاماة في الولايات المتحدة الأمريكية، وشاركت في الثورة السورية منذ انطلاقتها، وهي أحد مؤسسي المجلس الوطني السوري عام ٢٠١١، وعضو مؤسس في الحركة السياسية النسوية السورية في تشرين الأول ٢٠١٧، دخلت الائتلاف الوطني السوري بالتوسعة النسائية، وأصبحت نائب رئيس الائتلاف، ثم شاركت في هيئة التفاوض السورية، وتم اختيارها لتكون في اللجنة الدستورية.

** أهمية المشاركة السياسية للمرأة ؟

أظهرت الابحاث و التجارب التاريخية الحديثة أن المشاركة السياسية للمرأة تؤدي الى مكاسب بما في ذلك استجابة أكبر لاحتياجات المواطنات و المواطنين وزيادة التعاون عبر الخطوط الحزبية والمجتمعية والطبقية والاثنية والعرقية وما الى ذلك كما أظهرت التجارب أن المشاركة السياسية للمرأة اظهرت  مستقبل اكثر استدامة وبسياق النزاعات يعني سلام مستدام وتشير الابحاث ما اذا كان المشرع ذكر أم أنثى له تأثير واضح ومع انتخاب المزيد من النساء للمناصب السياسية في زيادة بصنع السياسيات التي تركز على جودة الحياة وتعكس اولويات مجموعات اخرى قد تكون بالعادة مهمشة او لا يتم التفكير بأولوياته عند صنع السياسية متل العائلات والنساء والاطفال ومن المهم التذكر أن النساء لسن مجموعة متجانسة وليس كل امرأة في موقع سياسي ستكون المواضيع المتعلقة بالمرأة وحقوقها موقع اهتمامها او تركز عملها السياس يمن هون يجب التذكر ان ليس كل النساء بالضرورة نسويات وبالنسبة للأهمية مشاركة المرأة السياسية بالحالة العادية هي نصف المجتمع وفي الحالة السورية هي أكثر من نصف المجتمع في وقتنا الحالي بسبب ظروف الحرب لذلك عدم وجود تمثيل حقيق عادل للمرأة في العملية السياسية فعليا نحن نلغي  اكثر من50% من أصوات المجتمع  وبذلك لا تكون ممثلة بالعمل السياسي  الابحاث أظهرت أن أي كتلة ان تكون كتلة حرجة ومؤثرة بمعنى أن يكون لها تأثير حقيق وملموس يجب أن تتواجد بنسبة 30% ومن هنا أتى هذا الرقم  لتحقيق الكوتة التي يتساءل الكثير من اين جاء هذه الرقم .

** كيف ترين المرأة السورية اليوم ؟

الحقيقة أن المرأة السورية اليوم جزء مهم جدا من الشأن السوري هي أثبتت وجودها على مختلف المستويات والقطاعات جزء منه جاء بسبب  الحاجة والفراغ وما يحصل في سوريا والجزء الاهم جاء بسبب غياب عدد كبير من الرجال بسبب الاعتقال والاختفاء القسري وذهاب قسم كبير منهم للعمل العسكري والجبهات  وقسم كبير منهم عاد مع إعاقات لا تسمح لهم بمزاولة بعض الأدوار التي تتطلب جهد جسدي وفيزيائي لذلك المرأة من بداية 2011  حتى اليوم أخدت أدوار أكبر لتسد الفراغ واصبحت المرأة السورية المعيلة الاساسية لعائلتها وتحملت مسؤولة اكبر ليس فقط على مستوى عائلتها  كزوج واولاد فقط ولكن على مستوى العائلة الأكبر هي اليوم لها دور مساهمة أساسية وفعالة في المجتمع السوري في مختلف القطاعات وعلى كافة المستويات .

** أين كانت المرأة السياسية قبل عام 2011ولماذا غابت ولم نسمع بها لما بعد هذا التاريخ ؟

كانت المرأة السياسية موجودة كما كان الرجل، لكن العمل السياسي قبل 2011 كان ضيق جدا وشبه معدوم في سوريا لكل السوريين نساء ورجالا فمن كان يريد العمل في السياسة  قبل ذلك المساحة المتاحة له ضمن الاطار الذي يسمح به النظام والسلطة حتى 2012 والذي كان محصور بالحزب الواحد (حزب البعث ) وعلى الرغم من تغيره في دستور عام 2012 وعلى الرغم من ازالة المادة رقم 8 من الدستور في تعديل عام 2012 ولكن الفكر وطريقة العمل بقي وفق المادة رقم 8 وما قبل وهي فكرة الحزب الواحد لم تتغير ولكن قبل 2011 من انخرط في العمل السياس الحقيقي كان على الاغلب تقريبا كلهم عملوا بطريقة سرية لأن الخروج عن السرية في العمل السياسي في تلك الفترة هو نوع من تحدي النظام القائم على الحزب الواحد كان يعرض الاشخاص للملاحقة والاعتقال والاختفاء وهذه الأمور رأيناها على نطاق اأوسع بعد عام 2011 و المرأة السورية كانت موجودة في هذا العمل بطريقة سرية  مثلها مثل الرجل .

** هل الصورة النمطية للمرأة  التي حاول النظام إظهارها من خلال المسلسلات الدرامية هي سبب في سجن المرأة السورية ضمن إطار محدد ؟

النظام لديه كم هائل من الممارسات القمعية على الشعب السوري والتي سودت الحد من العمل السياسي والذي يوافق على طريقة عمله والأنخراط وفق الشروط التي وضعها النظام وهناك أكيد صورة نمطية للمرأة كانت سبب لاختفاء المرأة  وعدم وجودها لفترة كويلة لبعض القطاعات من العمل مثل العمل السياسي والعمل بالشأن العام وهذه النقطة بالذات النظام لم يكن له الدور الاكبر على الاقل من خلال تعلق الموضوع بالمسلسلات الدرامية لأن هذه الصورة النمطية جاءت فعليا لتنميط دور المرأة وتنميط المجلات التي ممكن العمل فيها  والحد من القدرة على الانخراط بشكل أكبر في الشأن العام والعمل السياسي بشكل خاص فعليا  أسبابها مجتمعية  والضوابط والمعايير أو المحددات المجتمعية التي توضع على المرأة أو الطريقة التي ينظر المجتمع من خلالها للمرأة وما يربطه مع المرأة العاملة في مجالات معينة وما يمكن أن  تتعرض له إذا عملت في مجالات معنية وما يتقبله المجتمع وكيفية تعاطي المجتمع لردود الافعال هذه فعلا وضعها ضمن قولب القطاعات والمجالات الانسب للمرأة وإبعادها عن العمل السياسي والشأن العام وهذه أتت من المجتمع وانعكست في المسلسلات الدرامية .

** لمع نجم المرأة في الثورة السورية رغم ظلام المشهد وسوداويته ما هو السبب برأيك؟

ظلام المشهد وسوداويته خلق مساحات وأماكن فيها فراغ ومعظم الذي كانوا يعملون في هذه المساحات ومنخرطين فيها من الرجال بكثير من المجتمعات بالأخص في المناطق التي شهدت كثير من القمع والقصف والعنف كل هذه الأمور والكثير من رجالاتها ذهبوا للعمل العسكري بسبب تعاطي النظام معهم بطريقة وحشية أجبرتهم على ذلك خلق هذه الفراغ والمرأة قامت بدورها لتسد هذا الفراغ والفراغ كان سببه أن هناك شيء والسبب الرئيسي هو اقتصادي والمرأة وجدت نفسها مجبرة على العمل حتى تؤمن المعيشة  لأفراد أسرتها في ظل غياب الرجل وهناك سبب مهم وان الذي بدأ بالمظاهرات  والحراك وكسر حاجز خوف السوريين حيث رأينا انخراط المرأة في المظاهرات من بدايات الثورة وهنا أرى أن المرأة من كسر الحاجز المجتمعي  وحاجز أن تكون  المرأة في الصفوف الخلفية وكان المشهد أكثر سوداوية  وهنا ظهرت احتياجات أخرى وتطلبت ان يكون كل السوريين القادرين يدخلوا ويساعدوا شفنا المرأة بالمجال الطبي والمدني و المجال الحقوقي والاقتصادي والحوكمة في المجالس والسبب بحد ذاته هو ظلام المشهد وسوداويته والمرأة دخلت لتزيح  جزء من سوداوية المشهد وظلامه في مجتمعات معينة كانت المرأة تدرس ولكن في النهاية لم تكن تعمل بنشاطات اخرى في المجتمع لان هذا العمل لم يكن من المطلوب ولم يكن لها مساحة لتعمل وكان الرجال من يغطون هذا المساحة  ولم تعد هذا الحالة موجودة في العشر سنوات الأخيرة وقامت المرأة بتعبئة هذا الفراغ بجدارة .

** اليوم بدأنا نسمع بالمرأة السياسية فمن هي هذه المرأة ؟

أنا أرى أن المرأة السياسية ليست هي فقط من تعلم بالسياسة وليست المنخرطة في الأجسام السياسية والمؤسسات السياسية الرسمية وأن السياسة مرتبطة بكل شيء بالاقتصاد  و مرتبطة بالمجتمع المدني  ومرتبطة بالعمل على المستوى المحلي وعلى المستوى الاغاثي والانساني والعمل الحقوقي فعليا أنا أرى أن المرأة السياسية اليوم هي أي امرأة خرجت وتصدرت المشهد بأي مجال هي تعمل به وضعت نفسها على خارطة الأشخاص المؤثرين في المجتمع وفي المشهد السوري عندما تعمل المرأة في المجال الحقوقي ونرى بأنها تقوم بدور مهم جداً في العدالة للسوريين فهي امرأة لها تأثير في المشهد العام عن طريق بوابة العمل الحقوقي ولذلك أنا اعتبرها امرأة سياسية .

** هل استطاعت المرأة السورية أن تكون حقا سياسية وهل لديها الامكانيات لتنافس الرجل في هذا المجال؟

أكيد المرأة السورية فعلا استطاعت أن تكون سياسية ونحن راينا فعلا في تواجد ت فيه المرأة كان لديها القدرة  كل أن تثبت وجودها وفعاليتها وكفاءتها قبل أن تثبت شيء لنفسها وأكيد وجودها بهذا المكان إثباتا لنفسها وهذا يثبت لنا أن لدى المرأة الامكانيات لتنافس الرجل وأنا لا أرى ان الفكرة بالأساس منافسة الرجل ولكن أن تظهر أنها لها مكان ويجب أن تكون متواجدة فيه وهي كفوء وقادرة على أن تكون في هذا المكان ليس بمعايير وجد الرجل في هذا المكان ولكن بمعاير وجود أي شخص في هذا المكان بمجال العمل السياسي والعمل بالشأن العام وهناك أمثلة كثير  من النماذج والامثلة من النساء تركوا بصمة واصبح لهم مصداقية داخل المؤسسات السياسية وخارجها و في المجتمع وهذا يثبت أن المرأة قادرة على أن تكون في هذا المجال  وليس بالضرورة ان يكون هذا المجال تنافس مع أي أحد أن تكون مؤهلة وقادرة أن تتحمل العمل في هذا المجال.

** ما هو سبب استقالة السيدات أمثال سهير الأتاسي ونغم الغادري من الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية هل هو عدم إعطائهن الدور الحقيقي أم أن هناك ممارسات ذكورية ضد عمل المرأة في الاتلاف ؟

الحقيقة أن السيدتان سهير الاتاسي ونغم القادري تواجدوا في العمل السياسي واثبتوا أنفسهن واثبتوا قدراتهن واستطاعت كل منهما ان تثبت نفسها في العمل السياسي وأن يكونوا فعلاً سياسيات بغض النظر إن كان هناك ممارسات ذكورية ضد عمل المرأة في المجال السياسي وأسبابه مجتمعية وهو لا يقتصر على الاتلاف أو أي جسم سياسي آخر مكان فيه عمل بالشأن العام وهذا موجود في كل مكان وفي نفس الوقت الذي استقالت فيه الزميلتان استقال عدد من الزملاء الرجال وهذا شيء طبيعي في العمل السياسي في النهاية في أي عمل سياسي سواء في  جسم سياسي أو حزب ممكن يأتي وقت  يشعر الشخص فيه ضمنه انه لا يريد ان يمارس عمله السياسي في هذا المكان ويرى انه لم يعد قادر على التعبير عن رغباته السياسية ومواقفه السياسية في هذا المكان انا لا اقول ان هذه  هي الاسباب و انا غير مطلعة على الأسباب بالضبط التي دفعت الزميلتان للاستقالة ولكن أن لم أرى انهن لم يأخذن دور حقيقي وفعلا استطعن إثبات جدارة عندما كن متواجدات في الاتلاف كانت سهير احدى ممثلي الاتلاف في هيئة العليا للتفاوض  والسيدتان شغلتا منصب نائب للرئيس في وقت ما ونغم كانت عضوة في الهيئة السياسية وانا ارى وجود اسباب اخرى ولو كان السبب الممارسات الذكورية ضد عمل المرأة في المجال السياسي لكانتا اعتزلتا العمل السياسي بشكل نهائي وأنا أرى إنهن لا زلن ناشطات في الشأن السوري ولهن دور وآراء نسمعها اليوم.

**الحركة السياسية النسوية السورية:  حاولت إيجاد صوت فاعل للنساء السوريات ووضع رؤية مستقبلية لسورية والسعي لتحقيقها، من خلال المشاركة في المفاوضات السورية ولكن المشاركة النسائية  للحركة لم تثمر في الواقع السياسي السوري. ماهو السبب من وجهة نظرك ؟

برأي هذا الكلام غير دقيق فالحركة السياسية النسوية يميزها عن الأجسام السياسية  المعارضة الأخرى الموجودة في الساحة لم تنشأ بسبب حاجة لوجود جسم سياسي مطلوبة دوليا  فمثلا لدينا المجلس الوطني والاتلاف وهيئة العليا  للتفاوض وهيئة التفاوض السورية هذا كان مطلب دولي عنا ملفات سياسية وعملية سياسية جارية  والمطلوب أن تكون هناك اجسام تمثل الطرف الاخر مقابل النظام في العملية السياسية  والحركة السياسية النسوية نشأت برغبة منا كنساء سوريات منخرطات بالشأن العام السياسي أو الحقوقي أو المجتمع المدني رأينا وجود نقص في التمثل النسوي في العمل السياسي لذلك كانت المبادرة منا لهذه الأسباب الحركة لم ترى الاضواء ولم يسلط الضوء عليها كما سلط الضوء على باقي الأجسام السياسية لم تنشأ كطلب أو دعم أو دفع من جهات دولية نحن من قام بالمبادرة بعد إعلان الحركة صار في تواصلات دولية و صار في اهتمام والمبعوث الأممي في سوريا أول لقاء أجراه بعد استلام مهامه كان مع الحركة السياسية النسوية في شهر كانون الثاني 2019 في نيويورك وأيضا في تواصلات مع الأجسام السياسية الأخرى المعارضة وبعض الجهات  التي تعمل في المجتمع المدني التي لها وزن والفكرة  هي البصمة السياسية ولا تترك من وجودك كمكون أساسي في مكان ما وهذا لا يمنع أن يكون في وقت لاحق ونحن ندفع بأن يكون للحركة السياسية  النسوية تمثيل رسمي ونحن كعضوات موجودات في الحركة النسوية موجودات في الاتلاف و في منصات سياسية أخرى وهيئة التفاوض وفي المجتمع المدني الذي له دور كبير في العملية السياسية  نحن موجودات .

**لا تزال المشاركة النسائية في الحياة السياسية خجولة جدا رغم تشكيل المجلس الاستشاري النسائي حيث أعلن المبعوث الأممي الخاص لسورية ستيفان ديمستورا تشكيلها في شباط/ فبراير 2016، واللجنة الاستشارية النسائية: التي شكلتها الهيئة العليا للمفاوضات المشارِكة في مفاوضات الحل السياسي في جنيف، في أول شباط/ فبراير 2011 ما هو سبب ضعف هذه المشاركات ؟

تشكل المجلس الاستشاري النسائي لسبب اساسي في الوقت الذي كان فيه مفاوضات في العملية السياسية المبعوث الأممي ديمستورا  أنذاك لاحظ غياب هائل لوجود النساء على طاولة المفاوضات وتحديدا طرف المعارضة وحتى النظام لم يكن لديه النسبة المطلوبة ايضا فكان هناك ردة فعل فكان هو بحاجة لأن يسمع من النساء أكثر فقام بتشكيل المجلس الاستشاري النسائي ونحن نعرف قسم كبير من النساء الموجودات فيه وهن نساء فاعلات ولهن تاريخ سياسي من قبل 2011ولهن عمل مهم في المجتمع المدني في الوصول لشرائح كبيرة من السوريين ويخرجون بأوراق ومهمتهم في النهاية مساعدة المبعوث الأممي  في بعض الملفات ولكني أرى من هذه التجربة بدل ان تكون دافع قوي للمعارضة  لأن يكون هناك نساء أكثر في صفوف المعارضة على طاولة المفاوضات سارعوا الى تشكيل مجلس استشاري للهيئة العليا للمفاوضات على أن تكون هذه طريقة لشمل نساء أكثر بالعملية السياسية وفعليا عند وضع شخص بمنصب استشاري هو ليس على طاولة المفاوضات  يكون بموقع استشاري ويطلب منه رأي فقط وقد يصل هذا الرأي الى الطاولة أو لا وقد يؤخذ أو لا وما زالت المشكلة قائمة  ومازال عدد النساء على طاولة المفاوضات  وفي الأجسام الأخرى وفي اللجنة الدستورية  لا يزال الرقم هزيل جداً أن لا أرى أن فكرة المجلس الاستشاري  لا تعوض عن وجود النساء فعليا في  مكونات أجسام المعارضة لأن مهمته استشارية فقط  للمبعوث الأممي وليس سياسي رغم أنه تمثيل لكافة الأطياف السورية من المعارضة والموالاة

**هل دخول المرأة في مجال السياسة يعني ان يبقى هذا المجال ذكوري  وهي تعمل به وفق الرؤية الذكورية أم عليها أن تترك بصمتها ويجب أن تعمل في هذا المجال من خلال رؤية نسوية؟

هناك بعض النساء  وربما أي أحد يدخل في مجال العمل السياسي بما أنه هناك هيمنة  نوعا ما ذكورية  هذا ليس بسبب طبيعة هذا العمل  والعمل السياسي في أغلب الدول فيه طابع ذكوري وفيه إنعكاس ايضا للشيء الطاغي مجتمعيا وهو لحد ما ذكوري وتغير دور المرأة منذ عام 2011 لليوم وساهم في تغير الصورة النمطية يساهم في تخفيف ذكورية المجتمع وكل شيء متعلق بالشأن السوري سواء المدني أو السياسي أو الحقوقي فيه تقدم وتطور وربما ليس بالدرجة التي نتمناها والسرعة التي نتمناها نحن ولكن هذه امور تحتاج الى وقت لأنها تراكمات تاريخية  وتحتاج الى وقت للتغير وهذه فرصتنا وهذا الامر لن يعود بالاتجاه العكس وسيتجه  للأمام عندما تدخل امرأة لمجال العمل السياسي في جزء من النساء يريدون الدخول في مجال العمل وهن مقتنعات بطريقة العمل الذكورية عند البعض في العمل السياسي أو لأنهن يعتقدن للنجاح لا بد من الانخراط بهذه الطريقة وهناك نساء تدخل الى العمل السياسية ولا تقبل أن تكون ضمن هذه القوالب الموجودة حاليا وتعمل لترك بصمة  وتضع رؤية نسوية في العمل السياسي ولكن لا نستطيع أن نقول أن جميع النساء نسويات يجب أن نتذكر هذا الأمر أن أرى أن وجود عدد أكبر من النساء في العمل السياسي بغض النظر عن عملها سواء  ضمن قوالب ذكورية او من خلال الرؤية النسوية هذا بحد ذاته ايجابي وكل ما زاد عدد النساء في العمل السياسية ونحن نغير في العمل السياسي ونغير فكرة أن هناك احتكار لرجال للذكور لهذا النمط ان الرجل فقط من يعمل بالسياسة أنا كامرأة نسوية  أرى أن الموضوع ايجابي مجرد وجود نساء سياسيات نسويات في العمل السياسي أكثر من وجود أمرأة تعمل ضمن قوالب ذكورية  أنا أدعم وجودها كامرأة  تعمل في العمل السياسي.

** لم يقتصر تمكين المرأة سياسيا على النساء المتواجدات خارج سوريا بل كان هناك منظمات في الداخل المحرر مثل منظمة بارقة أمل وتجمع المرأة السورية وهي منظمات تهتم بتطوير وتمكين النساء في الداخل السوري وبعض المنظمات التي لها نشاطات في الداخل  أمثال منظمة شبكة حماية المرأة السورية وشبكة المرأة السورية شمس و منظمة تستقل و منظمة معًا لنصنع القرار؟ كيف تقرأين هذا التطور للمرأة السورية ؟

تمكين المرأة سياسية مهم جدا العمل على تمكين المرأة سياسيا والتمكين السياسي ليس للمرأة ليس مجرد اقامة دورات عن العمل السياسي وكيف يكون الشخص سياسي  بمعنى الانخراط ضمن العملية السياسية الرسمية وجود المرأة  بأي عمل بالشأن العام  على أي مستوى وهو يصب بوجود المرأة في الشأن العام بشكل عام وهو يقوي سياسيا المنظمات في الداخل تقوم بعمل مهم جدا تمكين المرأة اقتصاديا يجعلها شخص فاعل في المجتمع ولها صوت إقتصادي وبالتالي تتم ترجمة الصوت الإقتصادي  كصوت سياسي بشكل مباشر أو غير مباشر والتمكين الحقوقي والقانوني حتى محو الأمية  في بعض المجتمعات التي عملت عليها بعض المنظمات وهذا عمل جبار يعطي المرأة قدرة لتعطي رأيها وتوصل صوتها بشكل أكثر فعالية وهذا كله يصب في تطوير دور المرأة في المجتمع وبالتالي تطوير دور المرأة سياسيا وإذا لم تنخرط المرأة بشكل مباشر التشبيك من خلال هذه منظمات بين الداخل والخارج وإيصال النساء الى منابر عن طريقها يمكن إيصال صوتهن ويوصل إما بشكل مباشر الى العمل السياسي أو لمن سينقل صوتهم للعمل السياسي وكان له دور ايجابي بتمكين المرأة سياسيا

**ما هي عوائق عمل المرأة السورية في بناء السلام  وصنع القرار السوري والشروط اللازمة لتفعيله؟

الضغوطات والمحددات والضوابط المجتمعية  هي من تعيق عمل المرأة السورية بالشأن العام  وهي تنميط دور المرأة في مجالات معينة وتمارس دور النأي بالنفس والابتعاد عن العمل بهذه الأمر وهناك عوائق لحد ما ذاتية وهناك عوائق مفروضة بتشكيلة الأجسام السياسية التي نراها بالشأن العام هذا الأمر يحتاج الى تغير هناك تقدم بالطريقة التي نعمل عليها فعليا بشكل عضوي من 2011 حتى اليوم تتغير حتى الضوابط والمحددات المجتمعية وطريقة النظر للمرأة و موقع المرأة يجب أن يكون هناك تعاون  كثر وتشجيع  أكثر للنساء الراغبات بالعمل بالشأن العام نحتاج الى وقت أنا لا أرى وجود عوائق كمن يقول أن المرأة غير قادرة على تحمل ضغوطات العمل السياسي هذا ليس حقيقي وليس صحيح أبدا لأن النساء اللواتي عملنا في العمل السياسي والشأن العام اثبتوا أن لديهن قدرة مساوية للرجل أن لم تتفوق قدرة الرجل في بعض الاحيان بتحمل المسؤولية وضغوطات العمل بالشأن العام ويتكلمون عن الكفاءات والمرأة لديه الكفاءة العلمية والاكاديمية والمهنية ومن العوائق المهمة تشكيلة بعض هذه الأجسام القائمة على المحاصصات ووجود النساء بشكل كبير ضمن هذه الاجسام يكون كمستقلة ولا تصل للأعداد المطلوبة  وتكون كتلة مؤثرة و لكن عدم إخضاع مبدأ الكوتة حتى ضمن مؤسسات السياسية يكون أحد الأسباب عندما يكون هناك عدد معين من الكراسي لحزب أو تيار أو مكون معين بالجسم السياسي ولا يفرض عليهم الكوتة معظمهم يقدم ممثلين رجال وعندما يطلب منهم اضافة نساء يقومون بإضافة  نساء لهن  خلفيات بالعمل السياسي كمستقلات وتكون اعدادهن قليلة جدا ويجب علينا الاستمرار بالضغط والمطالة بزيادة عدد النساء بنسبة لا تقل عن  30% لحد اللحظة لا يوجد جسم سياسي أو جهة سياسية وصلت للنسبة المطلوبة  نحتاج لجهد كبير ويجب العمل على زيادة الوعي في المجتمع لتغير الصورة النمطية  لما يمكن ان تعمل فيها المرأة والمجالات التي لا يمكن ان تعمل بها وتغير وجهة نظر المجتمع حتى لا تحس المرأة أن ردود الفعل من المجتمع ممكن أن تسبب لها مشاكل وهذا ما يجعلها تبتعد عن العمل وهذا  الأمر يحتاج الى وقت وأن نسير بشكل أسرع نحوه.

  • Social Links:

Leave a Reply