غاب صاحب الضحكة الطفولية

غاب صاحب الضحكة الطفولية

أسماء رزوق

كان لابد لتلك الضحكة الطفولية على وجهه الحامل لهموم البلاد أن يزرع في قلوبنا شقاوة ثورية مخلصة الوطنية.. عميقة المعنى.. دؤوبة العمل.. خاصة في روح الحمصي الجميل، الرجل الذي عرفته في المجالس الثقافية والاجتماعات العنيدة..لابد لك أن تلحظه ومن أول نظرة أنه أرث وطني عتيق، لديه تلك الأخاديد المخلصة على الجبهة وذاك العناد الجميل في فكرة الوطن..

عرفت منصور الأتاسي وكان علامة فارقة في حياتي وينبوعاً جميلاً في القلب والذاكرة.. هو الأثر اللطيف الدافع لكل من يعرفه ليعمل وليكون جزء من الوطن…

لطالما آمن بالعمل الجماعي وبإمكانية النهوض بالوطن والثورة إن كان هناك عمل جاد، لم يمل ولم ييأس ولم يتوانى… ولم يكن بعيداً عن أي سوري حر.

كان حلمه بمؤتمر وطني جامع يضم كل الأطياف السورية في حوار وتوافق مفتوح الاحتمالات، تمسك بالحل السياسي عالماً أنه الحل الوحيد للوطننا بعيداً عن السلاح وأننا طالما نحمله سنبقى في عداد الحروب نجر الموت خيبة وراء خيبة ونستجدي على أبواب التطرف حينا وعلى مشارف التمويل أحياناً وفي ساحات النزاع الحلقي دون جدوى ، كان خائفاً على ضياع الثورة وحاملاً همها، أذكر أنني قلت مرة له” الثورات لا تموت… ثورة حملها شعب كبير لا تموت”

فقال لي هناك الكثير من الثورات ماتت إن لم نكن حريصين سنخسر أحلامنا.. وكان فعلاً حريصاً جداً على العمل وعلى أن لا نخسر ثورتنا .. لكن كان يحتاج للكثير من الأيد الحقيقة السورية والمخلصة البعيدة عن الأنا .. ذهب وكان هذا أكبر احتياجاته وأهمها.

الأب الحاضن والطفل الحالم والشاب المندفع في كل تفاصيل حياته ليحدث أثراً.. وافته المنية قبل نصر الثورة ..وقبل أن يرى سقوط القتلة .. لكن وجه الثورة حفظه غيباً ودونه في صحف الأوفياء … وتاريخ سورية نحته على بوابات الأمل…سيبقى ذاكرة حية أصيلة في قلوبنا وفي تاريخنا الثوري الصادق بعيداً عن كل عابث بها.

  • Social Links:

Leave a Reply