دور اليسار العربي  في  صعود  التيارات الدينية !؟!

دور اليسار العربي  في  صعود  التيارات الدينية !؟!

المحامي ادوار حشوة

كان  الحزب الشيوعي اللبناني   قد دعا جميع الاحزاب اليسارية في المنطقة  العربية الى مؤتمر في طرابلس. بين ٧-١١ تشرين الثاني ١٩٨٥.

في هذا المؤتمر قدمت مداخلة سياسية بأسم حركة  الأشتراكين  العرب  في سورية عن ( التيارات الدينية المعاصرة )

.هذه المداخلة كانت مفاجأة  واغتربت عن اساليب المدح والنفاق وذهبت الى عمق الازمة التي ستواجه احزاب اليسار العربي.

الرفيق  الشهيد جورج حاوي رئيس الحزب الشيوعي اللبناني شكرني كثيرا وقال لي انها مفاجأة المؤتمر و اختلفت عن الاساليب التي تعدد الانتصارات الى النقد الذاتي القاسي الذي يدق نواقيس الخطر .

مندوب الحزب الشيوعي السوفياتي قال لي ( سارفع باهتمام نقدكم الذاتي الى قيادة الحزب ).

فماذا قلت؟

بايجاز شديد قلت :

( يجب على احزاب اليسار العربي ان تعترف باخطائها ومسؤوليتها عن  الصعود الديني  وارتكبت اخطاء اعطت المبرر للتيارات الدينية ان تطرح نفسها بديلا ).

( هذا الواقع السيء لعمل حركات اليسار العربي حمل الادلة على فشل هذا اليسار في شعارات الوحدة العربية وتحرير الارض المحتلة وفي التطبيق   الاشتراكي العشوائي وفي انظمة الحكم التي اعتمدت القمع عبر الاحكام العرفية وألغت الحريات ).

( وجدت التيارات الدينية تشجيعا شعبيا  ووجدت الحل في العودة الى السلفية الدينية)

( حين لا نسمح للناس أن يتنفسوا سياسيا سوف يتنفسون دينيا لأن حالة التسامح الديني تسمح لهم بنشاط لا يتوفر في الساحة السياسية ).

( ان مواجهة هذه التيارات بالعنف البوليسي ليس حلا والحل هو في اعادة سلوك احزاب اليسار العربي والدول التي تنسب نفسها اليه ).

( ان اعتماد الحرية واطلاقها لقوى الشعب كفيل بتأمين حالة دفاع لأن شعبنا ليس مع السلفية الدينية وليس مع الاستبداد السياسي وحين تتوفر الحرية فان التيارات الدينية ستصبح عاجزة عن اثبات ضرورتها في مجتمع حر)

(بمواجهة  من يدعو الى دولة دينية يجب على احزاب اليسار العربي ان تذهب بشجاعة الى الدولة العلمانية التي تفصل الدين عن السياسة)

( لم يصنع هذه التيارات لا الاستعمار ولا الرجعية بل هي من صنعنا نحن اليسار العربي والدول التي تنسب نفسها لهذا اليسار والتي تحولت الى الاستبداد وقمعت الحريات فاغتربت  عن الشعب وسهلت صعود هذه التيارات ).

( فاجعة كبيرة ان نكون  بين خيارين احكام الطوارئ التقدمية واحكام المشانق الدينية ونحن نختار الحرية مع التقدم ونختار العدل في دولة علمانية  ينتمي شعبها الى الارض لا الى طوائفها واديانها وعناصرها وهذا هو الطريق ).

( اذا لم تصلح احزاب اليسار العربي والدول التي تنسب نفسها الى هذا اليسار او تدعيه  عليها ان تنتظر مشانق التيارات الدينية ).

كانت هذه الصرخة عام ١٩٨٥ والمسافة منه حتى الآن اثبتت اننا في نقدنا المباشر  كنا على حق !

  • Social Links:

Leave a Reply