يجتمِعنَ كل ليلةٍ ؛ يتناولنَ أطرافَ الحديثِ
ويتعمقن قلبَ القهر ؛ وتتقاسم آراءهنَّ بينَ لعنِ الحظِ ؛ والرضا بأنِ الحمد لله على قدره …
أراملُ متكوماتٍ ؛ كل واحدةٍ على أطفالها…جمعهن هدف واحد هو مستقبل جيد للأيتام
لقد تعودن على القفلِ ؛ قفل الأبوابِ ليلاً
مثلما قفلت عقول البشر على نظرته لهن
يرغبنَ بقفلُ الاستغلالِ
ويطمعن بفتح القيمة الإنسانية
إلا أن نوافذ الطمعِ المشرعة المفتوحة ، يبدو أنهن لايستطعن إغلاقها …
ثقول إحداهن : وقد افترشت عيناها العسليتان غيمتا دمع …
عبرت فوق الجثث المصطفة المضرجة بالدماءِ؛ ومع الرعبِ والسكون والسكوت الخانق ..دعست على جثمانِ زوجي …وغرقت قدميّ بدمائه
؛ أريد فقط التسلل بهدوءٍ قاتل مع أولادي ..
…
زوجها الذي قضى في مذبحة عين البيضا في بانياس هو وأخيه .. وخلفا أرملتين وسبعة أيتام وأم ثكلى …
تمسح الدموع ؛ محاولة مسك نفسها وتكمل …مشينا طيلة الليل حتى وصلنا الشاطئ ؛ ثم تكفل بنا من أمّن عبورنا لتركيا …..تقاذفتنا الطرقاتُ وتعبنا من طرقِ أبواب المنظمات .. والحمد لله ماشي الحال
( أمي وخيي كمان معي ومابيتركوني )
أما… الأخرى …الثلاثينية … تقاطع وتفرغ قليلاً ممافي جعبتها من وجع ….
استشهد زوجي الأول … ..
وأنا مازلت أرضع طفلتي ذات الشهرين ..؛
تجرع مرارة الفقد وصبرت
و نمت طفلتي وكبرت قليلاً
وآثر الأهل تزويجي مرة أخرى من ابن حلال علنا نتجاوز معا قساوة الحياة ويكون سنداً لي ..
نعم تزوجت آخر لكن ( يافرحة لم تكتمل )
فماإن مر الشهر السابع على زفاننا فجعت بفقدي للآخر …..وأنا حامل بطفلي …
وبت أنعت بأني مصدر للنحس
ودافنة للعرسان
وهكذا كان الهروب من مجتمعي المنغلق لي أملاً وماكان أمامي ..سوى تركيا ملجأً ؛
لا أهل ؛ لا أخ ؛ لا أخت ؛ لا أقرباء ؛ … وحيدةٌ ؛ غريبةٌ مع طفليَ الصغيرين
العيون ترقبني مشتهية قضمي كلياً
أفكر ..هنا في تركيا بأنني سأعيش حياتي والبس ما اريد وآكل ما أريد ..ضمن ضوابط ديننا
وربما اتزوج . مرة أخرى …علي اقبع تحت جناحي رجل حنون …يحميني من شراسة هؤلاء الذئاب
لكن أين هو هذا الشهم الحنون !؟؟
تخاطبني قائلة : ثقي عزيزتي ..أن المحرك الاساسي للزواج بنا نحن ..هو الرغبة وإشباعها ؛ هو الرغبة الجنسية
لربما يعتقد الجميع اننا رخيصات ..ومن مبدأ الستر..يرغبون بالزواج لفترة قد لاتطول ..وسراً
ناهيك عن اننا سنصبح زوجات بالترتيب الثاني
وأننا من نخرب البيوت العامرة
Social Links: