ياعمال سورية الجريحة… اتحدوا…

ياعمال سورية الجريحة… اتحدوا…

م. سامر كعكرلي
سكرتير المكتب الإعلامي في حزب اليسار الديمقراطي السوري
((ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري ستعرف لماذا أموت، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أني بريء، أموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لأصدقائك))
بتلك الكلمات القليلة ودع “أوجست سبايز” الحياة بعد أن تم إعدامه في عام 1886 على أثر الإضراب العمالي الكبير الذي جرى بالأول من أيار في الولايات المتحدة الأمريكية للمطالبة بحقوق العمال على أساس ثمان ساعات عمل وثمان ساعات نوم وثنان ساعات راحة واستجمام.
هذه المظاهرة هي التي أسست لما يحتفل به عمال العالم اليوم. إنه يوم العمال العالمي الذي حوله الطغاة إلى يوم لتمجيد الطاغية على أساس أنه العامل الأول كما صادر باقي المهن ليكون الطبيب الأول والمحامي الأول لينتهي به المطاف ليصبح المواطن الأول.

لا أحد يستطيع أن ينكر نضال عمال سورية قبل أن يستولي حزب البعث على السلطة بثورة تم تسميتها زوراً ثورة العمال والفلاحين لتكون سلطة هذه الثورة والسلطة التي أنتجتها فيما أصبح يسمى “بالحركة التصحيحية في عام 1970” سلطة وأدت إنجازات العمال وأحلامهم في حياة رغيدة تقدم لكل حسب حاجته.
مضت الأيام والسنوات وحقوق العمال في سورية تُختصر باحتفال مركزي يقام في قاعة الاتحاد العام للعمال، هذا الاتحاد الذي بدلا من أن يعبر عن حقوق وتطلعات عمال سورية أصبح جهازاً أمنياً جديدا اضيف الى أجهزة التسلط الاثنا عشر وضع على رأسه رجل لا يمكن وصفه الا بمدمر حقوق العمال وهو عز الدين ناصر الذي ترأس الاتحاد لأكثر من ربع قرن (1977-2003) وهي فترة طويلة كانت كافية لتدمير ما أسسه أباء الحركة النقابية من نقابات واتحادات عمالية عملت بشكل دؤوب على تثمين مصالح العمال.
لا يمكن لعمال سوريا الا ان يتذكروا بفخر إضراب نقابة عمال كهرباء دمشق الذي قاده النقابي محمد خير بايزيد أبان الحكم الاستعماري الفرنسي احتجاجاً على السياسية الاستعمارية التي انتهجتها سلطات الاحتلال.
لقد كان عمال سورية واعين لقضايا وطنهم واعين لإمكانيات هذا الوطن، ولضرورة أن تنعكس على معيشة السوري بحبوحة بينة، نظراً لحجم للثروات الكبير التي تتمتع بها سورية والتي أصبحت مصدراً لثراء سلطة البعث ومن بعدها سلطة الأسد التي استمرت في نهب تلك الثورات.
واليوم ونحن في خضم أعظم ثورة عرفتها الإنسانية ضد الظلم وامتهان الكرامة والفساد. الثورة التي تحالف أشرار العالم لإجهاضها على مدى احدى عشر عاما ، دون ان يفلح المجرمون. لا يسعنا اليوم إلا أن نقف وقفة إجلال أمام ثوارنا الأبطال الذين ضحوا بحياتهم وأرزاقهم وورشاتهم نصرة لهذه الثورة.
كل عام وعمال سوريا بألف خير بمناسبة عيد العمال العالمي ولنرفع الصوت عالياً
يا عمال سورية المكلومة تعالوا على جراحكم، اتحدوا لتكونوا كما عهدناكم شوكة في عين المجرمين واللصوص الذين استباحوا وطننا الغالي.

  • Social Links:

Leave a Reply