قلبه طيب بس اللي حواليه وسخات !!

قلبه طيب بس اللي حواليه وسخات !!

رؤى عبد الصمد

عضو اللجنة المركزية لحزب اليسار الديمقراطي السوري

في البولمان من دمشق إلى حلب ، افتتح الركاب في المقعد الخلفي حديثا” سياسيا” ..و كان صوتهم مرتفعا” ، كانوا ينتقدون الوضع الداخلي و لكن بحرص و ادب و حرفية و دون ان يقتربوا من الخطوط الحمراء المعروفة ..

واحد منهم (٣٥-٤٠ سنة ) قال :

-و الله إذا بتدور الدنيا كلها ما بتلاقي اطيب من قلب رئيسنا ، بس اللي حواليه وسخات !!

فجاة قام رجل من المقاعد الوسطى (تبدو عليه هيئة ضابط برتبة رائد او نقيب او مقدم ) ذهب إلى المقعد الخلفي وقف امام الشخص الذي قال تلك الجملة و قال :

-مين قصدك ولك بالوسخات اللي حواليه ؟!

كل ركاب الباص بدؤوا ينظرون إلى الخلف يراقبون المشهد ، الرجل المتورط لخوفه وقف قبالة الضابط (كان اقصر منه ) و لم يتحدث بكلمة ، كان ينتظر ماذا سيتصرف الضابط ..

اكمل الضابط :

– ليكون بتقصد العميد ماهر و لك ؟ و لا القيادة القطرية و لا ضباط الجيش العربي السوري و لا الوزرا ؟!

رد الرجل المتورط بخوف :

-لا و الله يا سيدي ما بقصد هدول

الضابط : مين لكن بتقصد ، اجهزة الامن اللي حاميتك ؟ مجلس الشعب اللي انتخبته انت ؟ المجالس المحلية اللي انتخبتهم انت ؟ قيادات البلد و رؤساء الدوائر الحكومية اللي تم اقتراحهم من قبل القيادة مين بتقصد ولك ؟!

و هنا امسك الضبط بغرة الرجل و صار يشده منها

الرجل : لا و الله يا سيدي ما بقصد هدول

و هنا صفعه الضابط بقوة و قال :

-لكان مين بتقصد ؟ (و صار يشير إلى بعض الركاب ) العمال المعترين اللي رايحين على شغلهم ، الطلاب الرايحين على جامعاتهم ، الصبايا اللي رايحات على دوامهن ، السائقين اللي عبنقلوا حضرتك  و لخدمة ( طيزك ) ؟!

و هنا لكمه على وجهه لكمة قوية صار الدم ينزف من انف الرجل )

و اكمل الضابط : مين بتقصد ولك ؟!

رد الرجل و هو يمسح الدماء من أنفه : لا و الله يا سيدي

عاد الضابط و صار يشد غرة الرجل من جديد :

-مين لكان بتقصد ولك بالوسخات اللي حواليه ؟

قال الرجل و الخوف يتملكه : و الله بقصد يا سيدي بالوسخات االي حواليه  انا و اللي متلي !!!

و هنا دفعه الضابط إلى الخلف فوقع على الكرسي ، مسح الضابط اصبعيه من الدم بمنديل بقرف ، ثم رمى المنديل على وجه الرجل و قال :

-كنت احكي هيك من الاول يلعن شكلك !!

ثم عاد إلى مقعده ..

و ساد الباص وجوم مطلق طوال الرحلة  إلى حلب  باستثناء امرأة كانت تهمس لطفلها و هي تشير إلى الرجل في المقعد الخلفي : -شفت الله شو بيعمل بالكذاب ؟

  • Social Links:

Leave a Reply