لقاء استوكهولم……..هروب إلى الأمام أم قفزة في الهواء

لقاء استوكهولم……..هروب إلى الأمام أم قفزة في الهواء

 صفوان موشلي

عضو المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري

أنهى اللقاء التشاوري الذي دعت إليه مجلس سورية الديمقراطي /مسد/ اجتماعه الثالث في العاصمة السويدية إستوكهولم، وقد أفضى إلى نفس المقررات التي انتهت إليها العديد من الاجتماعات السابقة والتي كانت قد دعت إليها كل من مسد أو أي من منتجات حزبُ الاتحادِ الديمقراطي، الذي هو أيضا منتج مسجل باسم حزب العمال الكردستاني التركي(PKK).

كم كانت سعادتنا غامرة وتفاؤلنا عارما لو كان المصطلح الذي تتلطى خلفه “مسد ” و”قسد” يشير فعلا إلى مضمون غير مزيف، فموازين القوى الدولية والإقليمية التي فرضت جبهة النصرة كسلطة أمر واقع شمال إدلب هي نفسها التي فرضت مجلس “سورية الديمقراطي” على مساحة من الأرض السورية امتدت من القامشلي شمالا حتى جنوب البوكمال ، بعد ممارسات لا نستطيع إلا أن نصفها بالإرهاب الفاقع والذي تمثل في التنكيل بالجماعات المدنية شرق الفرات وهو عمل عكس بنيتها الداخلية ،كصنيعة لحزب سلطوي  فئوي شعبوي أسسته المخابرات العسكرية لنظام دمشق المافيوي ومن ثم تم تأجيره لسلطات طهران الطائفية عندما نقلت قواته من سهل البقاع اللبناني إلى سهول بحيرة أورميا في إيران ومن ثم منحه تحصينات عصية في جبال قنديل، لقد كانت قوات قسد وفية لنظام دمشق الذي ترك لها أسلحته ،فقتلت قادة المعارضة الكردية أمثال مشعل تمو وأغلقت سجونها على من وقع تحت يدها من قادة الرأي والأحزاب الكردية  كما نكلت بأنصار هذه الأحزاب التي أسست المجلس الوطني الكردي .

لقد أراد الأمريكان  لأسباب تتعلق بمصالحهم أن يغسلوا هذا الحزب من جرائمه ، فطلبوا من السوريين التعامل معه كحزب سوري أصيل، لا بل أرادوا في أكثر من مرحلة أن يقدموه كحزب معارض لنظام دمشق كي يكون له دور في كتابة مستقبل سورية ما بعد عصابة الإجرام الأسدي، وهو مسعى أصبح ملحا بعد أن أعلن نظام دمشق انحيازه لمواقف بوتين في حربه على أوكرانيا، فأصبح الأمريكي مضطرا لدفع قادة مسد بعيدا عن مواقف المؤسس في دمشق، ليكون قادرا على دعمهم سياسيا وعسكريا بما يتوافق ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

لقد أراد منظمو إستوكهولم أن يخادعوا السوريين بإثارة نقاش سوري حول الحوكمة الرشيدة وأنواع اللامركزية التي تفي بدمقرطة سورية ،يريدون أن نحلم بسلخ الأسد وهو يفترس كل يوم من السوريين ما ينسي مجزرة البيضة والتضامن ،إننا كسوريين سنقبل هذا التحدي المدفوع أمريكيا وسنتخادع لكم ولكن هل تستطيعون أن تخطو خطوة واحدة تجعلكم فصيلاً سوريا مؤهلا لهذا الحوار السوري ،هل تستطيع السيدة الهام أحمد أن تتخذ أصغر قرار إداري دون موافقة السيد “جميل بايك”،هل يستطيع مظلوم قنديل ان يتماهى نمرودا سوريا لمعركة واحدة لا تكون ضحاياها بنكهة الهندسة الشوفينية تجاه العشائر العربية؟.

أراد مؤتمر ستوكهولم أن يغطي فشل الأمريكان في فصل قادة قسد ومجلس مسد عن قادة قنديل والحرس الثوري الإيراني إلا إنهم لم يفلحوا، فعلى الرغم من أن ملايين الدولارات وضعت جوائز على رؤوس قادة قنديل المتحكمين بالقرار المسدي، وهم يبيتون كل يوم في غرف تطل نوافذها على مخدع الجنرال مظلوم. إلا أن أحدا لم يكن راغبا في قبض الجوائز المغرية!

أراد مؤتمر ستوكهولم ان يغطي فشل الأمريكان في دفع الحوار الكردي بين المجلس الوطني الكردي ومجلس الهام أحمد “الديمقراطي ” لنفي إرهاب العنف التسلطي الذي تسببت به النزعة الإقصائية لحزب الاتحادِ الديمقراطي، ولا نعتقد انه نجح في ذلك.

إلا إننا مازلنا ننتظر مؤشرا يدل على رغبة مسد في أن تمثل مصالح السوريين لكي نكف عن اتهام مؤتمر ستوكهولم بأنه يلف حبلا من مسد على رقبة سورية الحرة.

  • Social Links:

Leave a Reply