على هاوية التقسيم … الشمال السوري … إلى أين ؟
تعتبر محافظة ادلب من المدن الهامة استراتيجيا بالنسبة للمعارضة السورية المسلحة منها والسياسية فهي الممر الشبه آمن والوحيد لدخول المساعدات الطبية والإغاثية للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام مستفيدة من موقها على الحدود مع تركية
لم يكن تحرير مدينة ادلب وبعض اجزاء من ريفها الخاضع لسيطرة قوات الاسد كجسر الشغور وأريحا سابقا وغيرها خلال فترة قصيرة من قبل جيش الفتح الذي تغنى له الكثير من الأبواق تحريرا بقدر ماكان النظام يسعى لتوسع هذا الفصيل في ادلب ولاسيما أن جبهة النصرة تشكل الفصيل الأكبر منه إلا هدفا منه في ترتيب أوراقه واعادة اسقاط ماهية الجيش الحر الذي كان قد عاد في صورة نسبية السيناريو ذاته بدأ في حمص وانتقل إلى حلب والغوطة الشرقية واليوم في ادلب
لا مزيد بعد اليوم من الانتصارات المزعومة معركة ادلب أو بالأحرى موعد تدمير ادلب قد حان كما حصل في حلب
يلعب النظام على وتر التقسيم بطريقة في غاية الذكاء ليقطع اوصال سورية من جهة ولأضعاف أي حراك مسلح تقوم به كتائب من الجيش السوري الحر منطلقا في حصر نفوذ داعش بالجزيرة شمالا بعد التمهيد بانسحابها من الرقة حسب مصادر تكلمت عن ارسال المهاجرين لعوائلهم الى مدينة دير الزور
على حساب تقدم قوات سورية الديمقراطية في ريف الرقة متجهة نحو الرقة المدينة وجاعلا من انفراد جبهة النصرة بادلب ذريعة قوية لتدخل روسيا بشكل مباشر وقصفها المدنيين العزل بحجة تواجد جبهة النصرة
على هذا النحو نجد أن النظام يعيد اتباع السياسة التي اعتمدها الفرنسيين في قمع الثورة السورية الكبرى وهي سياسة فَرِق …. تَسد
بقراءة الواقع من خلال التحركات على الارض سنجد عما قريب أن الشمال السوري قد بدى ارضية خصبة للتقسيم كما يريد النظام لكي لاتفكر الفصائل المتواجدة فيها بالسير نحو الساحل أو حتى تهديده ان فكرت بذلك والهائها بتمدد نفوذ قوات سورية الديمقراطية
هنا يكون النظام قد خلط الأوراق في المناطق المحررة غير مباليا بالكم الهائل من المدنيين الذين سينالون حتفهم في حال نجح النظام بتحقيق مآربه بتقطيع أوصال الشمال وإلهائه بحروب اهلية بين الفصائل كما حصل في الغوطة الشرقية مؤخرا
وليس ببعيد أن تتحول الرقة إلى حمص الآن بمعاناتها من واقع الحصار المفروض عليها في بعض احيائها ( الوعر ) وأن تتحول ادلب إلى حلب ثانية بدمارها
واقع سيؤول اليه الحال في الشمال السوري ان لم يتم مواجهة سياسة النظام هذه بطرق كفيلة أن تحافظ على وحدة الشمال السوري مستقبلا
Social Links: