عدنان هورو – الحرب  :  صناعة وتجارة

عدنان هورو – الحرب  :  صناعة وتجارة

 10438957_804949069530288_1201983441785006644_n

هذه الصناعة يتقنها صاحب صنعة ما ، فكما الحداد يصهر المعادن والحديد و من ثم يخرجها من النار عجينة لينة يتحكم بها بمطرقته و على سندانه ليعطي شكل ما أراده لذك المنتج ( التخطيط والتنفيذ ) ومن ثم تسويقه وبيعه بهدف الربح .

كذلك الحرب صنعة أتقنها أصحاب الأموال والرأسمالات الكبيرة المتحكمة بمصير الكرة اﻷرضية .

وفي كل يوم يتواجد منتج اخترعه أحدهم وخطط لها آخر للترويج و التوزيع ، وهناك جهات اﻷصغر للتوزيع  والبيع لصالح المنتج اﻷساسي لزيادة رأسماله وهيمنته .

هذه هي حال الثورة السورية بعد أن حرفوها من ثورة سلمية لها أهداف و شعارات لخدمة الشعب و الوطن الى حرب وصناعة الحرب وتجارته .

منذ تحريف الشعارات في المظاهرات السلمية في سورية بعد انطلاقاتها بستة اشهر تقريبا” من إسقاط النظام والمطالبة بالحرية والعدالة و الكرامة ، ونتيجة قمع النظام لها بكل الوسائل و تحويلها إلى حرب بحجة اﻹرهاب و من ثم إقامة إمارات و دويلات وإدارات ذاتية و مقاطعات …و .. و….. وقدوم كل جيوش العالم إلى هذه الرقعة التي تسمى سورية بحجج متداخلة لتبدأ تجارة وصناعة الحرب وتزدهر  بطرح المنتحات و تسويقها و بدأ عملية العرض والطلب بغاية الربح ، والخاسر هو الشعب والبلد .

كانت أولى المنتجات هي سياسة الكره بين الشعب لبعضه البعض  ( سني – عليوي ) وكل مكون انحاز وتطرف لصالح ايديولوجيته الطائفية و الناتج هو القتل لبعضهم البعض بكره أعمى وبإقامة دويلات و إمارات خلافية سلفية عمياء وسعت الهوة اما في طرف النظام وهو المسبب اﻷساسي جلب حزب الله والميلشيات العراقية الشيعية سرا” في البداية و استمر هذا الحال تقريبا” حتى 2014  . وهنا دخل البلد في منتج جديد لزيادة الشقاق وهو ظهور العنصر الكردي من خلال وحدات حماية الشعب التابع للحزب الكردي  pyd  بإقامة إدارة الذاتية في مناطقه فظهر طرف ثالث في هذا الحرب والذي أصبح  خلاف كردي  – عربي مع البقاء على المنتج اﻷول و تفعيله حسب العرض والطلب  . مما جعل تشتت اﻷطراف في الكثير من مناطق خارج سيطرة النظام ( أي تحول من إسقاط النظام إلى حروب متداخلة  أنهكت القوى على اﻷرض ﻷطراف كثيرة )  -فأصبحت المعادلة كالتالي ( قتال كردي عربي >>>كردي داعش >>>> تحالف النظام في بعض المناطق مع اﻷكراد >>>>  و داعش مكروه من الكل . وأحيانا” بعض الطفرات لجبهة النصرة هنا وهناك وكلها ساعدت تقريبا” على إنهاء في الكثير من الجبهات على الجيش الحر الذي تشكل على أساس محاربة النظام بالدرجة اﻷولى ، و ترافق مع هذه الفوضى المتداخلة منتج وهو خلق انظمة وقوانين خاصة بكل شكل موجود يحمل السلاح يفرضه على الشعب المغلوب الذي لا حول ولا قوة له والتي نتج عنها هروب الناس من تلك المناطق إلى تركيا ومنها إلى أوربة والتي كانت منتجا” سريع الكسب والربح لصالح تجار الحروب بفترة زمنية قياسية جدا” .

وتواجد أيضا” منتج مترافق ومتواجد في كل المراحل وهي المنظمات والجمعيات الحزبية واﻹغاثية و المدنية واﻷهلية واﻹنسانية والصحية وو وكلها تحتوي على تجارات رابحة تخدم الجهات المانحة حيث تحولت هذه المنظمات على أطراف سورية ( تركيا . لبنان . عراق . أردن  ) والتي أعدادها هائلة قد لا نستطيع حصرها فمنها أنية و منها مستمرة والتي كانت حوالي 85 % منها ( هي باب للرزق كما يقال ) و الاستفادة منها واحتكارها لصالح أشخاص وجهات نهجت نفس نهج النظام بالفساد ….

و منذ أواسط أو نهاية 2015 تحول المسار بإتجاه آخر وهو قدوم الجيوش من كل دول العالم بشكل علني تحت مسميات مختلفة … محاربة داعش .. محاربة اﻻرهاب … وكان هذا منتج آخر في السوق السورية .وأيضا” تم إظهار منتج حديث تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت لمحاربة داعش من المكون العربي والكردي والتي تكللت مؤخرا” بإنشقاقات كثيرة لم تدم عدة أشهر لصالح المانحين وإظهار منتج صغير باسم الكتائب التركمانية والتي ظهرت مؤخرا” في حرب تحرير جرابلس .

كل هذا والحبل على جرار كما يقال واﻵن المنتج اﻷكثر رواجا” هي الفوضى الشاملة و أصبحت قراءة المشهد السوري صعبة على الكثيرين و  الواضح تماما” هو أن تجار الحرب هم الذين يقررون ويخططون وينفذون وكلها في سبيل زيادة الربح والهيمنة  وتحويلنا الى سلعة ومستهلكين فقط .

عدنان هورو

  • Social Links:

Leave a Reply