(المقالة لا تعبر بالضروره عن وجهة نظر هيئة التحرير ..)
فــادي آدم
الحديث المتوتر ذي الصبغة اللاعقلانية عن العلويين يرتبط بالصورة النمطيه التي صنعها عنهم الاعلام الاخواني ممثلا بقناة الجزيرة ومن ثم قنوات مثل الاورينت ومواقع مثل زمان الوصل وسواها التي تربط ربطا نهائيا بين العلويين والنظام .
هذا الربط يعود اساسا الى رغبة لدى الاخوان المسلمين في الحصول على السلطة في سورية ويتعلق بتصفية حساب ليس مع النظام الاسدي وإنما مع الطائفة العلوية كلها بغض النظر عمّن تلوثت يده بالسلطة والدم والفساد وبين من كان ضحية السلطة من العلويين فعانى الفقر والحاجة وربما السجن والاعتقال. قد لا تكون هذه الرغبة ظاهرة في الأدبيات السياسية للإخوان بل الذي يظهر هو عكس ذلك، لكنها رغبة يعبر عنها لدى جمهور الإخوان بشكل واضح فلا فصل لديهم بين النظام وبين العلويين لدرجة انهم يصفون النظام بأنه نظام علوي أو أن النظام يمثل العلويين .
هكذا يجب العودة الى الوراء للبحث في الاصول العميقة للعقل الاخواني عموما والعقل الاخواني السوري. لقد جاء سيد قطب المنظر الاكبر للاخوان من رحم الماركسية الستالينية فادخل معه فكرة الغاء المختلف باعتباره عدواً بحيث يصبح كل من ليس اخوانيا عدواً وبالتالي كل من لا يقبل بالدولة الاسلامية الاخوانية فهو عدو. بالتالي فمشكلة العقل الاخواني السوري الذي بدأ يظهر مؤخرا عارياً في الصحافة السورية المعارضة وادبيات الخطاب السياسي والفيسبوكي المعارض هي مشكلة عميقة مع العلويين كعلويين وكذلك مع الدروز كدروز … الخ .
فليست المشكلة مع هاتين الطائفتين بالنسبة للعقل الاخواني – بعد الثورة السورية بالاخص – مشكلة سياسية راهنة، بل هي مشكلة عقائدية مذهبية قديمة .
بالطبع لن يقبل العلويين ولا الدروز ولا سواهم – بما فيهم الاكراد والمسيحيين– بدولة اسلامية تحكم سورية، على الاقل لن يقبلوا بدولة اسلامية على نمط داعش او النصرة او سواها من النسخ الراهنة للامارات الاسلامية، ولو ان هناك احتمال ضعيف لقبول العلويين وسواهم من الاقليات الاسلامية لدولة “اسلامية علمانية” على النمط التركي ؟؟؟
لأجل هذا يكشف العقل الاخواني الذي يمثل جوهر المعارضة السورية الحالية عن موقفه من العلويين، فهو يفترض مسبقاً أنهم – اي العلويين- لن يقبلوا بدولة الاخوان في سورية بعد سقوط النظام كما لن يقبلوا بدولة داعش او النصرة … ولهذا يذهب بعض مثقفيهم او صحفييهم او سياسييهم ليكتب او يقول ان لا مكان للعلويين في سورية .
أن تكون سورية جديدة من دون احد مكوناتها لا نعتقد أنه أمر قابل للتحقيق لأسباب عديدة أقلّها التكوين العرقي المذهبي للبلدان المجاورة لسورية، ولا نعتقد أن جمهور المعارضة السورية سيبقى على هذا الموقف الانفعالي غير الواقعي من العلويين حالما يتخلّص من الاثر السحري الاخواني عليه وحالما تنتهي مفاعيل الحرب الأهلية الحالية ….
Social Links: