مع بعض مواقفه وأقواله ولقائه مع ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيافي16 و17 شباط 1945و رفضه التوقيع على أية معاهدة مع المستعمرين الفرنسيين والإنكليز سادة تلك المرحلة ….
إليكم ماقاله الرئيس القوتلي له الرحمة والخلود :
1- لقد بذل الشعب السوري بكل فئاته ومدنه وقراه وبواديه دماً زكياً سخياً.وأبدى من ضروب الشجاعة والبذل بالروح والمال والممتلكات ما يعجز الإنسان عن وصفه .
2- لم تنل سورية إستقلالها منحة من الدول ..أو نتيجة لمقررات مؤتمرات دولية كما يظن بعض الجاهلين ..بل إن هذا الإستقلال الوطني قد كلّف سورية منذ عام 1920 وحتى عام 1946 مئة ألف شهيد ومئات بل ألوف الملايين من الليرات ..
3 — لقد كان الشعب السوري كله دون تفريق كتلة وطنية واحدة موحدة إذا دعا داعي العمل الوطني في أية جهة من أرض هذا الوطن ..وتسابقت للبذل والغطاءكل الطبقات لاغني ولا فقير ولاإمرأة ولارجل كل مواطن مهما كان مكانه وموضعه مسؤول وكل مواطن ثائر في وجه المستعمروله دوره وأثره .
ثم صمت الرئيس قليلاًوقال : مثلاً أنا أقول وبكل تواضع , وبكل إعتزاز أيضاً : أنا واحد ممن أنفقواكل مايملك في سبيل قضية هذا الإستقلال الذي ننعم الآن والحمد لله في ظله ,,ثم أضاف ..وغيري …وغيري أنفق وكل الناس بذلوا وأعطوا وضحوا بكل شهامة وسخاء ..إن جيلنا كله جيل التضحية والبذل والعطاء . وأرجو من الله أن تكون الأجيال القادمة خيراً من جيلنا بذلاً وعطاءً ومثالية في وطنيته ….لأن كل مولود في سورية يرضع من لبن أمه الوطنية والعروبة ومبدأ الوحدة العربية الشاملة الكاملة
قال الرئيس القوتلي مايلي :
للتاريخ أحب الآن أن أثبت لكم . أن الإستقلال التام الناجز المبرأ من أي إلتزام وقيد أو شرط أو معاهدة..ولم يكن هبة أو صدقة أو منحة دولية أو نتيجة المؤتمرات الدوليةالتي عقدها أقطاب الحلفاء في أعقاب الحرب العالمية الثانية ..
أولاً : في إجتماع ” رضوي “: في أراضي المملكة العربية السعودية بالقرب من جبل ” رضوي ” إلتقيت فيه بتشرشل بحضور المغفور له الملك عبد العزيز رحمه الله ..طلب مني تشرشل بعد مقدمة مطولة وحديث مسهب عن جهود الحلفاء في الحرب ومتاعبه هو شخصياً ..خاصة معاناته من فرنسا ..وتحمله ما لايحتمل مع الجنرال ديغول ……..ثم قال لي من مصلحة الحلفاءوضرورات الحرب تقتضي منكم أن تتفقوا مع فرانسالنطمئن إلى الهدوءوالإستقرارفي هذه المنطقة الحساسة من العالم …
قلت له : نحن نقدّر مسؤولياتنا في هذه الظروف ,إني لم أفهم مقصدك من طلب الإتفاق مع فرانساالتي نعتبرهاجسماً غريباً في المنطقة , وشوكة في جسم بلدنا وشعبنا ..
فقاطعني وقد علا صوته قائلاً : يجب أن تتفقوا مع فرانسا . وإني أحذر سورية بشكل خاص من مواقفها السلبية والمتهورة خصوصاً في هذه الأيام التاريخية العصيبة الني لاتتحمّل التسامح كما يجري في الظروف العادية …
ثم صاح بأعلى صوته العالم كله مهدد بالدماروالشعوب كلها مهددة بالموت والفناء …وسوف نبني عالماً جديداً حرّاً يحفظ كرامة الإنسان والشعوب ولن يكون فيه مجال للأفكار البالية أي مجال … نحن في حرب رهيبة وعلينا أن نعمل بكل ما بوسعنا لتحقيق النصر …
وتابع الرئيس كلامه فقال : بعدها نهضت وصحت أنا بأعلى صوتي أيضاً:
لن أعترف بفرانسا ولن أوقع معها أي إتفاق مهما كانت الأسباب والظروف ومهما كانت الأخطار ..ماذا جنت سوريةوشعبها المناضل ..وما ذنبها حتى ترغموها على هذا البلاء -سورية مستقة بقرار هيأة الأمم المتحدة ولن توقع أي شيء مع فرانسا …والله والله لن أرتكب هذه الجريمة بحق وطني ولن أرضخ لأي ضغط . ولن يرهبنا التهديد والوعيد ….وقد إنتهى إجتماعنا دون أن يحقق تشرشل غايته الأولى والأخيرة
تابع الرئيس القوتلي واصفاً لقاءه الأول مع تشرشل في السعودية عام 1945 قائلاً :
ثم وقفت وأشرت بيدي إلى الملك عبد العزيز.. وقلت لتشرشل : إن هذا الرجل هو أغلى رجل عندي .. والله والله لو أراد إجباري على الإتفاق مع فرانسالقاتلته نعم هذاعبد العزيز لو طلب عيني لقلعتها بإصبعي وقدمتها إليه دون تردد..ولكن إذا حاول إرغامي على ماتطلبه أنت مني لأعلنت عليه الحرب ولقاتلته بالسلاح ….
وفي مؤتمرالحلفاء في ( البحيرات المرة ) قال الرئيس القوتلي : ( كان المؤتمر يضم كما تعلمون أقطاب الحلفاء وقادة الحرب : كرر تشرشل نفس الطريقة والأسلوب والأسباب التي شر حها في إجتماع ” رضوي ” وأضاف يجب أن تعقدوا معاهدة مع فرانسا..إن فرانسامصرة على هذا الطلب,, وإن الحلفاءيثبتون طلبها ويؤيدونه ويحملون سورية مسؤولية رفضها لأن دور فرانسا في المنطقة حيوي ومؤثر وثانياً : لفرانسا مصالح حيوية هامة جداً في بلادكم كما لها دور تار يخي في الشرق وخصوصاً في سورية ولبنان .
وهنا قلت بكل هدوء وثقة أيضاً : إن هذا الموضوع بحثناه وأنتم تعرفون رأي الشعب السوري . الذي بلّغته لكم سابقاً وقلت لكم إن تاريخنا مع فرانسا مملوء بالثورات والقتال والدمار والدماء .وإن فرانسا لم تنم ليلة واحدة مستريحة منذ إحتلالها لبلادنابعد الحرب العالمية الأولى وقد رفضنا إحتلالها وإنتدابها …..
وقلت لو سالت دماؤناوملأت هذا البحر حتى أصبح ماؤه أحمرلن نعقد معاهدة مع فرانسا .. وهنا نهض قائلاً أتهددني ؟؟ ومشى تشرشل نحوي بإنفعال حتى كاد يلاسق وجهه وجهي واخذ يحملق فيّ حتى خلت أ ن عينيه كادتا تخرجان من وجهه ثم أخذ يصيح ويزمجر كالذئب الجريح ويردد: تهددني أتهددني .. أنت لاتعرف مع من تتكلم..
؟؟ أنت تتكلم مع قائد جيوش الحلفاء ؟؟؟… أنا لاأسمح لأحد في العالم أن يتحداني ….وإستمر يرغي ويزبد ويصيح ويتوعد وأنا صامت والمجلس كله صامت وكأن على رؤوسنا جميعاً الطير — رحم الله الرئبس القوتلي — يتبع المحامي جريس الهامس —
المصدر الرئيسي -كتاب رئيس ديوان رئاسة الجمهويةومندوب سورية في اليونيسكو الدكتور ( عبد الله الخاني ) في كتابه ( سوريةبين الديمقراطية والحكم الفردي ) مع لقاءات مع نصوح بابيل صاحب ( بردى ) الغراء في عهد الصحافة الحرة
Social Links: