روسيا إلى أين ــ محمد جبر المسالمة

روسيا إلى أين ــ محمد جبر المسالمة

 

منذ تدخلت روسيا بالأزمة السورية وهي تدخل في نفق مظلم لتخرج منه إلى نفق أكثر ظلاما.

فهي من الدول التي وافقت على مقررات جنيف في مجلس الأمن ولكنها لم تساعد على إحراز أي تقدم في هذا الشأن.

ثم تخلت عن جنيف لتدخل في نفق استانة ولم يكن سعيها فيه أفضل من سابقه رغم ما تحقق فيه جزئيا وهامشيا تحت مسمى خفض التصعيد الهش. وانتهى بالفشل بعد جولاته السبع بين المعارضة والنظام.

والآن عادت لتتخلى عنه كسابقه وتدخل في نفق أشد تعقيدا وظلامية من النفقين السابقين ألا وهو نفق سوتشي تحت شعار مؤتمر / الشعوب السورية/ هذا الشعار الذي يثير الحزن والرثاء على قيادة دولة عظمى ومؤسساتها ومراكز ابحاثها السياسية والاجتماعية والاستراتيجية وجهلها أو تجاهلها لحقيقة الشعب السوري وانه شعب واحد على تعدد مكوناته وجاءها الرد سريعا بعدم موافقة المعارضة على حضوره مما جعلها تواصل المناورة وعدم المصداقية بتغيير شعار المؤتمر إلى المؤتمر الوطني السوري. وهي تعلم الآن أن قوى المعارضة السورية الأساسية رفضت الحضور تحت الشعار الوهمي الجديد.

إنها مسيرة الفشل من موقف إلى موقف ومن مؤتمر إلى مؤتمر دون أن يحظى أي منها بالحد الأدنى من الموضوعية والجدية بحيث يسمح بالتقدم خطوة واحدة مهما كان حجمها باتجاه الحل السياسي لماساتنا.

وكل ما فعلته روسيا أنها أعطت المسوغ لتدخل أمريكا  على الأرض السورية بقواعدها وقواتها وحلفائها بحيث أصبح الشعب السوري بين المطرقة الروسية والسندان الأمريكي والعربدة الإسرائيلية وأمام بحر من الميليشيات الطائفية من كل التيارات والمذاهب دون استثناء.

وخلاصة القول وفي النهاية فإن كل ما تفعله وتخطط له القوى الخارجية هو مشروع استعماري تدميري لسورية . إن لم يكن بمقدور شعبنا مواجهته اليوم فهو بالتأكيد  قادر غدا على مواجهته والانتصار عليه. وستبقى سورية العربية الديمقراطية التعددية سورية المواطنة وسيادة القانون هي صاحبة الأرض وهي صاحبة القرار .

  • Social Links:

Leave a Reply