تغزو الرايات الشيعية، وصور قتلى ميليشيات «الحشد الشعبي» شوارع وأزقة الفلوجة العراقية، وتنتشر عند نقاط التفتيش للقوات الأمنية والمباني الحكومية وعلى آلياتها العسكرية، ما يثير استفزاز السكان.
وأعرب مواطنون من الفلوجة عن امتعاضهم وقلقهم الشديد ورفضهم لانتشار تلك الأعلام بأعداد كثيرة داخل أحياء المدينة، وهي رايات حمراء وخضراء وسوداء كتب عليها «لبيك يا حسين، ويا لثارات الحسين، ويا أبا الفضل العباس».
وطالبوا، الجهات الأمنية بضرورة إزالة تلك المظاهر من صور ورايات تتبع مكونا بعينه ورفع العلم العراقي بدلاً عنها، لأنها «تبث سموم الكراهية وتزيد من حساسية الاحتقان والعداء المذهبي والعنصري بين أبناء البلد الواحد». مصدر محلي مسؤول، رفض ذكر اسمه، كشف لـ«القدس العربي» أن «سياسة نشر المذهب الشيعي والتغيير الديموغرافي في الفلوجة يتعاظم يوما بعد آخر عبر شراء الأراضي والدور السكنية بصورة شرعية تمهيدا لتشييد حسنيات دينية شيعية، وفتح مكاتب لمليشيات المسلّحة المنضوية تحت اسم فصائل الحشد الشعبي لبسط نفوذ أكبر على المدينة».
وبين أن «أعمال التغيير تلك تتم بعلم وإشراف القوّات الحكومية ومعظمها بصفة غير قانونية، وبتواطؤ من مشايخ عشائر غير معروفين ورجال دين شيعة يتوافدون باستمرار للفلوجة، والأغلبية هم إيرانيون لكن بلسان عربي، الأمر الذي يكرس النعرات الطائفية». ولا يخفي المصدر، المضايقات التي يتعرض لها أهالي الفلوجة»، مشيراً إلى «منع العائلات من العودة إلى منازلها بذريعة التدقيق الأمني، والإذلال من خلال مرورهم على الحواجز العسكرية، علاوة على ذلك التعثر في عمليات الإعمار، تسير بمنهجية بهدف إتمام المشروع التوسعي للمذهب الشيعي في المدن ذات الكثافة السُنيّة».
المواطن قاسم العيساوي، قال لـ«القدس العربي» إن «نشر الرايات الشيعية في شوارع الفلوجة، خاصة وسط حواجز الأمن العسكرية أو بالقرب منها دون رفع العلم العراقي الذي يمثل هيبة السلطة المركزية في بغداد يُدلل على ضعف الأجهزة الحكومية، وعدم سيطرتها». وشدد أن «ما يحصل هو استفزاز واضح لمشاعر الآلاف من سكان الفلوجة الذين ذاقوا الأمرين نتيجة الصراع الديني بين السُنة والشيعة، الذي جلب لهم المآسي والتهجير والضياع، وهو مخطط لطائفة معينة لفرض عقيتدها الدينية بالقوة». وتساءل فيما «إذا كان الشيعة يسمحون للعرب السُنة بنشر صور الشبان الذين قاوموا المحتل الأمريكي وغالبيتهم من الفلوجة، فضلا عن المراجع الدينية السُنية في شوارع النجف وكربلاء وبغداد؟».
Social Links: