جنيف حقيقي او لا
المحامي ادوار حشوة
كل جولات جنيف السابقة كانت بعيدة عن مضمون القرار الدولي ٢٢٥٤ وكل ما تم بحثه كان خارج هدف القرار ومنطقه الذي اساسه بدء الحل السياسي بأحداث انتقال للسلطة من النظام الحالي الى هيئة انتقالية يتم اختيارها بالتوافق وتملك صلاحيات تنفيذية كاملة .
لم يبحث أبدا هذا البند الأساس ولا تمت مفاوضات مباشرة بل عبر الوسيط الدولي وتدخل الدول من غرف الكواليس وكلهم كانوا شركاء في استمرار الحرب الى ان يتوافقوا على حل دولي يخدم مصالحهم وخلافاتهم التي هي ابعد كثيرا عن الموضوع السوري .
تذرعوا بأولوية القضاء على الاٍرهاب للدخول في تنفيذ القرار الدولي وتذرعت المعارضةًبرحيل الأسد كشرط للتفاوض ثم قالوا بأولوية وقف العنف ثم المساعدات الانسانية ثم اخترعوا السلال الأربع من دستور وانتخابات ومعتقلين وقانون للحكم الانتقالي وكل ذلك لصرف المتفاوضين عن القرار ٢٢٥٤ومضمونه الانتقالي.
كثيرون صاروا يعتقدون ان جنيف مجرد مناسبة يتلهى بها الأطراف بانتظار حل دولي يفرض تنفيذ القرار ولا يقفز عليه .
لذلك وبمواجهة دعوة ديمستورا لجنيف جديد لبحث الدستور والانتخابات يكون من العقلانية والشجاعة السياسية ان توحد المعارضة صفوفها وان تشكل وفدها التفاوضي السياسي من اكفاء وان تقول لديمستورا ان التفاوض اما ان يكون مباشرا ومن اجل الاتفاق على تسمية اعضاء هيئة الحكم الانتقالي او لا جنيف ولا مفاوضات .
في السياسة المتفاوض الناجح ليس الذي يحضر بل الذي حين يستحيل الحل الأساس
يملك الشجاعة ان يقلب الطاولة ويقول أما
تفاوض حقيقي ومباشر بعيدا عن التمثيل والتكاذب واما بدونه وتبقى الأزمة مفتوحة على مختلف الاحتمالات.ط
وهذا هو السؤال
١٢-١١-٢٠١٧
Social Links: