ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺇﻧﺠﺎﺡ « ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ 2 » ﻻ « ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺗﺸﻲ »
ﻋﺒﺪﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺑﺪﺭﺧﺎﻥ
ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ – ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺣﺮﺻﺎً ﺧﺎﺻّﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﺨﺒﺮ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺃﻥ ﺑﻴﺎﻥ ﻗﻤﺔ ﺳﻮﺗﺸﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺔ ﺳﻴُﻨﺸﺮ ﻛﻮﺛﻴﻘﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺜﻼﺙ . ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﺩﻭﻟﻴﺎً ﻣﻠﺰﻣﺎً ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻣﺠﺮّﺩ ﺇﺷﻌﺎﺭ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻭﻣﺎ ﻭﺍﻓﻘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻈﻴﺮﺍﻩ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻲ . ﻭﻋﻠﻰ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻳﺘﻀﻤّﻦ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﺒﺪﺋﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺭﻛّﺰ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻋﻠﻰ « ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻜﻮّﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ » ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻘﺪ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺗﺸﻲ، ﻭﺗﺮﻳﺪ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﺘﻮﻗّﻌﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺸﺘﺮﻙ، ﻣﻌﺪّ ﻣﺴﺒﻘﺎً، ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ « ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ » ﻣﺤﻘّﻘﺔ ﺑﺠﻬﻮﺩﻫﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ .
ﻓﻲ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﻭﻝ ﻋﺪّﺓ، ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ، ﺗﺠﻬﺪ ﺗﺤﻀﻴﺮﺍً ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻳﻀﻢ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻛﺎﻓﺔً، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﺎ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻮﺣّﺪ ﻭﻭﻓﺪ ﻣﻮﺣّﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﻨﻴﻒ . ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﺍﻻﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ « ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺗﺸﻲ » ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﺏ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺃﻧﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟـ « ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﺣﺮّﺓ ﻭﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﺷﻔﺎﻓﺔ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﻭﻳﻨﻔﺬﻭﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ » ( ﺑﺤﺴﺐ ﺑﻴﺎﻥ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ) . ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎً ﻫﺪﻑ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﻨﻴﻒ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺟﻨﻴﻒ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭ 2254 ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ . ﻫﻨﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ « ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺗﺸﻲ » ﻳﺘّﺨﺬ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﻣﺆﺗﻤﺮ « ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ 2 » .
ﻭﺇﺫ ﺃﺑﺪﺕ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﻤﺴّﻜﺎً ﺑﻤﺆﺗﻤﺮﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﻋﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻭﻻً ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﻋﻦ ﺻﻴﻐﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺠﺰﺕ، ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻔﺘﻌﻞ ﺍﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﺍﺕ ﻟﻠﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ، ﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﺤّﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻀﻢّ « ﻣﻨﺼﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ » ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻌﻼً، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻔﺖ ﺑﺼﻴﻎ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻋﺰﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ « ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺗﺸﻲ » ﺑﺪﻳﻼً ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﻨﻴﻒ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺑﻴﺎﻥ ﻗﻤﺔ ﺑﻮﺗﻴﻦ – ﺭﻭﺣﺎﻧﻲ – ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺸﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻌﺎﺭ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ 2254 ﻟﻴﺆﻛّﺪ ﻣﺎ ﻧُﻘﻞ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﺄﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﺒﻨﻮﺩ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻻ ﺗﺤﺘّﻢ، ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻫﺎ، ﺃﻥ ﻳﺘﻢّ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘّﺒﻌﻪ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﺠﻮﻻﺕ ﺟﻨﻴﻒ .
ﻣَﻦ ﺳﻴُﺪﻋﻰ ﺇﻟﻰ « ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺗﺸﻲ » ؟ ﻳﺤﺪﺩ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺔ « ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﺍﻟﻤﺘﻤﺴﻜﻴﻦ ﺑﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻭﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ » . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻘﺎﺳﻢ ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، « ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ » ﻭﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ « ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ » ﻭﺗﺘﻬﻴّﺄ ﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ « ﻭﺣﺪﺓ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﺎ » . ﺑﻞ ﺇﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻼﻋﺒﻮﻥ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎﻅ، ﻣﻦ « ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ » ﺇﻟﻰ « ﺗﺴﻮﻳﺔ » ﺇﻟﻰ « ﻋﻤﻠﻴﺔ » ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻳﺘﻔﻨّﻦ « ﺧﺒﺮﺍﺅﻫﻢ » ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺘﺤﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ ﺑﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻫﺎﺋﻠﺔ . ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻬﻢ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻰ « ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻭﺣﺮّﺓ ﻭﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﺷﻔّﺎﻓﺔ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﻭﻳﻨﻔّﺬﻭﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ » ، ﻟﻜﻦ ﺃﻱ ﺳﻮﺭﻳﻴﻦ؟ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺇﻳﺮﺍﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭﺗﺎ « ﺳﻮﺭﻳﻴﻬﻤﺎ » ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻳﺪﺍﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﺩ ﻭﻳﻨﻔّﺬ، ﻭﺗﻮﺷﻚ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻀﻢّ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ، ﻭﻛﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺗﻐﻠّﺐ ﻣﻜﺎﺑﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻼ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﻻ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺎً ﻭﺭﻫﺎﻧﺎً ﺧﺎﺳﺮﺍً ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ( ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ) ﺍﺳﺘﺒﻖ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺔ ﺑﻠﻘﺎﺀ ﻣﻊ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ . ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺛﻨﺎﺋﻲ ﺑـ « ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ » ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑﺎﻟﻐﺖ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﺩّﻋﺎﺀ ﺃﺑﻮﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺒﻮﺗﻴﻦ ﻛﻲ ﻳُﺴﻤِﻊ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ « ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ » ﺗﺄﺳﻴﺴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠّﺢ ﺑـ « ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺧﻔﺾ ﺍﻟﺘﺼﻌﻴﺪ » ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺀ « ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ » ﺃﻱ ﻋﻠﻰ « ﺩﺍﻋﺶ » . ﻭﺃﺑﺪﻯ ﺍﻷﺳﺪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻥ « ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ » ﺍﻧﺘﻬﻰ . ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻴﻦ ﻋﺎﻟﺠﻮﺍ ﺍﺣﺒﺎﻃﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎً، ﺇﺫ ﻃﻤﺄﻧﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮَﻳﻦ : ﺍﻷﻭﻝ، ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺱ ﻳﻮﺷﻜﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻮﺍ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﺎً ﻓﻲ « ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ 2 » ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﻭﻓﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻲ، ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻣﺘﺤﻜّﻤﺔ ﺑﺈﻃﺮﻭﺣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺟﻨﻴﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻤﺜﻠﻲ « ﻣﻨﺼّﺘَﻲ » ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﻮﺳﻜﻮ ﻭﻋﺪﺩ ﻣﻦ « ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠّﻴﻦ » . ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺃﻥ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟـ « ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺗﺸﻲ » ﻭﻳﻔﺎﻭﺽ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﻛﻲ ﻳﻀﻐﻄﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺋﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻣﻤﺜﻠﻲ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠّﻴﻦ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﺫ ﻳﻨﺼﺢ ﺍﻟﺤﻠﻴﻒ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ « ﻣﻮﻗّﺘﺎً » ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺭ ﺟﻨﻴﻒ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .
ﺟﺎﺀ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﺔ ﻟﻴﺆﻛّﺪ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻮﻥ، ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻷﺳﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻈﻔﺮ ﻭﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﺇﺯﺍﺀ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻝ ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻪ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﻘﻮﻝ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠّﺐ « ﺗﻨﺎﺯﻻﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ » ، ﻓﻬﺬﻩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺗﻨﻘﺾ ﻧﻬﺠﻪ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﺃﻥ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻪ ﻟﻸﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ . ﻭﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻷﺳﺪ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻭ ﻳﻜﺎﺩ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ / ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻠﺔ « ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ » ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻬﻴّﺄ ﺍﻵﻥ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺗﺄﺳﻴﺴﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻠﻴﻒ ﺍﻟﺮﻭﺳﻲ ﻣﺼﺮٌّ ﻋﻠﻰ « ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺗﺸﻲ » ﻟﺘﻜﺮﻳﺲ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺣﻞ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻴﻒ ﻋﻤﻞ ﻃﻮﻳﻼً ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺍﻷﻣﻤﻲ ﺳﺘﺎﻓﺎﻥ ﺩﻱ ﻣﻴﺴﺘﻮﺭﺍ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺭﻣﺰﻱ ﺭﻣﺰﻱ ﻟﺘﻤﻴﻴﻊ ﻣﺴﺄﻟﺔ « ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ » ، ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺤﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ، ﻟﻜﻦ ﺑﻘﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﻨﻌﻬﻤﺎ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﺄﻥ « ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ » ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻻ ﻳﺨﺪﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ .
ﺑﻞ ﺑﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺢ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻓﻲ « ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ 2 » . ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍً ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﺧّﺘﻪ ﻣﻮﺳﻜﻮ . ﻓﻤﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ « ﻣﻌﺎﺭﺿﻮﻫﺎ » ﻣﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻟﻨﺴﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻗﺪ ﻳﻀﺮّ ﺑﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺪﻣّﺮ ﺃﻱ ﺻﺪﻗﻴﺔ ﻟﻬﻢ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﻜﺸﺎﻓﻬﻢ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳُﺴﺘﺨﺪَﻣﻮﻥ ﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻻ ﻟﻠﺘﻮﺻّﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻞّ . ﺛﻢ ﺇﻥ ﻧﻘﺎﺷﻬﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺳّﻊ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺣُﻜﻤﺎً ﻋﻦ ﺃﻱ ﺣﻮﺍﺭ ﻣﻊ « ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ » ﺍﻟﺮﻭﺱ، ﻭﻻ ﺑﺪّ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ : ﻓﺎﻟﺤﻞّ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻻ ﻋﻮﺩﺓ ﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻭﺽ « ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺷﺮﻭﻁ ﻣﺴﺒﻘﺔ » ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﻨﻲ ﻃﻤﺲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﻤﻮﺟﺒﺔ ﻟﺤﻞّ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﻭﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻭ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﺑـ « ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺯﻣﺮﺗﻪ ﻭﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻣﻊ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ » ﻳﺘﻮﻗّﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻞٍّ ﻳﺨﺮﺝ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﻨﺘﻬﺎ ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺣﻞٍّ ﺗﺘﻮﺍﻃﺄ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ .
ﻻ ﺗﺠﻬﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﺄﻃﻴﺎﻓﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔً ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺗﺘﻜﺎﺫﺏ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎً، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻜﺎﺛﺮ ﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳّﻮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﻟﻌﺒﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﺃﻭ ﺗﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ . ﻛﺎﻥ « ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ » ﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﺍﻋﺎﺩﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ « ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻷﺳﺪ » ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺎﻥ « ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ 2 » ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣُﺬﻓﺖ ﻓﻌﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻮﺩّﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻗﺪ ﺩﻓﻊ « ﺍﻻﺋﺘﻼﻑ » ﻭﺣﻠﻔﺎﺅﻩ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﺑﺤﺼﻮﻝ « ﺍﻟﻤﻨﺼّﺘَﻴﻦ » ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﺍﻟﻤﻌﻄّﻞ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺃﻓﺸﻼ ﻻﺣﻘﺎً ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ « ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ » ﺑـ « ﻣﺠﻠﺲ ﺭﺋﺎﺳﻲ » ﻹﺩﺍﺭﺓ ﻫﺬﻩ « ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ » ﻭﺯﻋﺰﻋﺔ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻠﺘﻔﺎﻭﺽ . ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺃﻋﻴﺪﺕ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﺢ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺪﺍﻋﻤﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻭﻧﺔ ﻭﻭﺭﻗﺔً ﻻﺧﺘﺒﺎﺭ ﺭﻭﺳﻴﺎ : ﻓﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺮّ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺟﻨﻴﻒ ﻭﺗﻤﻜﻴﻦ « ﺍﻟﺪﺍﻋﻤﻴﻦ » ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﺃﻣﺎ ﻓﺸﻠﻪ ﻓﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ « ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺗﺸﻲ » ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺳﺘﻀﻐﻂ ﺃﻧﻘﺮﺓ ﻋﻠﻰ « ﺍﻻﺋﺘﻼﻑ » ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﻛﻲ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﺍ، ﻭﺳﺘﺘﺮﻙ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻳﻌﻤﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﺑﻠﻐﺘﻪ ﻣﺴﺒﻘﺎً ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻢ ﺃﻭ ﺗﻌﺮﻗﻞ، ﻟﻜﻦ ﻟﺘﺘﻔﺮّﺝ ﺑﻌﺪﺋﺬ ﻋﻠﻰ ﻓﺸﻠﻪ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺑﻮﺗﻴﻦ ﻳﻌﻘﺪ ﻗﻤﻤﺎً ﻭﻳﺤﺮّﻙ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻟﻺﻧﻔﺮﺍﺩ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺯﻣﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺠﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﻫﻠﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻪ ﺍﻟﺪﺍﺋﺐ ﺇﻟﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﺷﻌﺐ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ .
Social Links: