ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺑﺄﺻﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ
ﺣﺎﺯﻡ ﺍﻷﻣﻴﻦ
ﺛﻤﺔ ﻣﺰﺍﺝ ﺍﻧﻘﻀﺎﺿﻲ ﻣﺘﻐﻄﺮﺱ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺃﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺫﺭﻉ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻭﻫﻲ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﻭﺯﻧﺎً ﻟﺘﺒﻌﺎﺕ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺼﺪﻭﻉ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﻔﻬﺎ . ﻗﺘﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﺗﻌﻤﺪ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺑﺠﺜﺘﻪ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺑﺜﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ . ﻭﺳﺒﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺩﻣﻮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺗﺰﻳﺢ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ – ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﻭﻭﺻﻮﻻً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ – ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﻉ، ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ . ﺟﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻗﺮﺍﺭ ﺑﺈﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺩﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻲ، ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻢ ﻳُﻘﻢ ﻭﺯﻧﺎً ﻟﻠﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ .
ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﻓﺠﺎﺟﺘﻬﺎ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻋﻘﺐ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺋﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺨﻄﻮﺍﺕ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻘﺒﺘﻪ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻓﻬﻲ ﻗﺬﻓﺖ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻓﻲ « ﻗﺘﻠﺔ ﺍﻷﺋﻤﺔ » ، ﻭﺟﻌﻠﺖ ﺗﻘﻀﻢ ﺇﻗﻠﻴﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺍﺣﺘﻼﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﺁﺧﺬﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺳﻘﻮﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪّﺍﻡ ﻭﻗﺒﻠﻪ !
ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﻗﺎﺳﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻟﻠﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻭﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺟﻨﺮﺍﻝ ﻟﻠﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﻳﺨﻮﺿﻬﺎ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﺣﺴﺎﺏ ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ، ﻓﻘﺪ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﻮﻛﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ . ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ، ﻭﻟﻦ ﻳﻘﻒ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ .
ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ « ﺗﻨﺄﻯ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ » ﻋﻨﻪ . ﺟﺎﺀﺗﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟـ « ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ » ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺘﺮﻫﺎﺕ . ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻣﺤﻖ ﻓﻲ ﺿﻴﻘﻪ، ﻷﻥ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﻜﻠﻴﺎً، ﻭﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﻪ، ﻳﺒﻘﻰ ﺻﻮﺗًﺎ ﻣﺰﻋﺠًﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻻﻫﺎ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ .
ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻫﺬﻩ، ﺃﻣﺮ ﻣﺴﺘﺠﺪ . ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻻﻧﻘﻀﺎﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻄﺎﻝ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ . ﺃﻥ ﻳُﻘﺘﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻛﻤﺎ ﻗﺘﻞ، ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﻤﻨﻊ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﻏﺒﻄﺘﻪ ! ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺼﺎﺩﻓﺔ، ﻓﻤﻦ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﻣﺘﺒﻨﻴﺎً ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺑﺠﺜﺘﻪ . ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ . ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻧﺒﺪﺃ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ، ﻣﻦ ﻣﺸﻬﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺴﺤﻮﻻً . ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺜﻪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻟﺠﺜﺔ ﺣﻠﻴﻔﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ .
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﺔ . ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻳﺠﺐ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﺎ، ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺔ . ﺗﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ 90 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ . ﻟﻢ ﻳُﺬﻫﻞ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺃﺣﺪﺍً، ﻓـ « ﺩﺍﻋﺶ » ﻫُﺰﻡ، ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺮﺡ ﺑﺎﻟﻬﺪﻳﺔ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ . ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﺐ ﺗﻢّ ﻣﺴﺤﻬﺎ، ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺴﺘﻜﻴﻦ ﻭﻗﺎﺑﻞ ﺑﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻓﻘﻂ، ﻳﻜﺸﻒ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ . ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻘﺘﻠﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﻭﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺟﺮﻯ ﻣﻠﺆﻩ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ . ﻭﻣﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ﺑﺄﺻﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻫﻮ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻗﻮﺓ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻱ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡٍ ﺗﺮﺗﺒﻪ ﺍﻟﺒﻨﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ . ﻓﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻚ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻘﻂ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻳﺠﺐ ﺗﺪﻣﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ . ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻑ ﻟﻪ ﺟﻔﻦ ﻫﻮ ﻗﻮﺓ ﺗﺸﻌﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻻ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺇﻳﺮﺍﻧﻲ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻄﻘﺲ ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﺐ . ﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﻛﻮﺣﺪﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻳﺤﺘﻘﺮﻫﺎ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻜﺘﺮﺛﻮﻥ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻮﻥ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻘﻢ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﻬﺎ ﻭﺯﻧﺎً ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺗﻔﺸﻴﻬﺎ .
ﻗﺘﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻭﻋﺮﺽ ﺟﺜﺘﻪ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ . ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ، ﺧﺼﻮﺻًﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮﻳﺔ، ﻭﻋﻦ ﻭﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ « ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ » ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻣﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻌﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻦ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﻻ ﻳﺮﻏﺐ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ﻓﻲ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺗﺘﻮﺝ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﻩ، ﺑﻞ ﺑﻤﺸﻬﺪ ﺩﻣﺎﺀ ﻳﻘﻄﻊ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ .
ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﻧﻈﺎﻡ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺑﻬﻮﻝ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺥ ﻭﻣﺎ ﺃﺳﺴﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﻭﺏ . ﻳﻮﺍﺻﻞ « ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺗﻪ » ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ . ﻣﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﻭﺃﻧﺠﺒﺖ « ﺩﺍﻋﺶ » ﺟﺪﻳﺪﺍً، ﻓﺴﺘﻨﻔﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻭﻟﻦ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ . ﺳﻴﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎً ﻟﻴﺲ ﺣﺴﺎﺑﺎً ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳُﻬﺪﺩ ﻧﻈﺎﻡ ﻃﻬﺮﺍﻥ، ﻭﺃﺛﺮ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﻴﻦ ﺑﻐﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺑﺎﻻً ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺮﺍﻥ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺑﻌﻴﺪﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎﻙ .
ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﺃﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺰﻟﺰﺍﻝ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﺮﺱ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ . ﺛﻤﺔ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻛﺮﺳﻬﺎ ﻣﻨﺘﺼﺮﻭﻥ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺣﻘﺎﺋﻖ . ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﺃﺧﻴﺮ، ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺸﻮﺋﻬﺎ ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺻﺎﺭﺕ ﻭﻗﺎﺋﻊ .
ﻗﺒﻞ ﺍﺟﺘﻴﺎﺯ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ – ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﻭﻳﻘﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ . ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﺮﺙٍ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ . ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﻗﺒﻞ ﻣﻘﺘﻞ ﺻﺎﻟﺢ، ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻟﻴﻘﻮﻟﻮﺍ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺷﺮﻳﻜﺎً ﺳﻨﻴﺎً . ﻭﻫﺎ ﻫﻢ ﻳﻘﺘﻠﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﺴﺎﺏ ﻟﻠﺸﺮﺍﻛﺔ .
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎً ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﺣﺪ . ﺻﺎﻟﺢ ﺩُﻓﻊ ﻧﺤﻮ ﺍﻻﻧﺸﻘﺎﻕ، ﻭﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ، ﻭﻗﺮﻳﺒﺎً ﺳﻴﻤﺘﺪ ﺗﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﻓﻖ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻗﻮﺓ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ .
Social Links: