عُقِدَ المؤتمرُ الأول للعشائر السورية في اسطنبول، يوم العاشر من كانون الأول 2017، ثم انطلق أولُ مؤتمر عشائري في الداخل السوري يومَ الخامس والعشرين من الشهر نفسه، بعد اجتماع بين ممثلي العشائر وحكومة الإنقاذ. عنب بلدي).
أقول: وأنا أخوكم، إن الزخمَ العشائري الذي ورد ذكرُه في خبر المُؤْتَمَرَيْن قَدَّمَ لي خدمة أحمدُ الله تعالى على أنه لم يقصفْ عمري كالعود اليابس قبل أن أحصلَ عليها، فأنا، منذ أن وَضَعْنا نحن السوريين دماءَنا على أكفنا وخرجنا لنُسقط نظام الاستبداد، أبحثُ عن سبب، أو تفسير، أو علة منطقية للإخفاق الذي حالفنا منذ البداية، ولماذا نَصَب النحسُ حول ثورتنا دَبْكة، على حد تعبير أهل قرية “حَرْبَنُوش”، ولم أحر جوابًا .
الحقيقة هي أننا لم نترك وسيلة تؤدي إلى رحيل بشار الأسد وإقامة دولة ديمقراطية متحضرة إلا واتبعناها؟ ألم نترك السياسة والأحزاب ونحتمي بطوائفنا ومذاهبنا؟ ألم نشكل الكتائب العسكرية ونطلق عليها أسماء الأولياء الصالحين؟ ألم نمنع النساء من العمل والترشح للمناصب ونلبسهن الثياب السوداء التي تتجاوز الكاحلين، ونفرض عليهن العيش بجوار المُحْرَم؟
لم نفعل هذا وحسب، بل لجأنا إلى “التَجْويل”، وألغينا المحاكم المدنية، وقتلنا القضاة، وحرقنا الباصات، وعطلنا سكك الحديد، وكتبنا على الحيطان “الديمقراطية كفر”، ولم نكتفِ بمحاربة النظام وحلفائه، فحاربنا كلابَ النار وخوارجَ العصر، وقتلنا منهم ما فتح ورزق.. يا سيدي، حتى معارضتنا السياسية لم تقصر، فقد بقيت تقدم الغطاء السياسي لجبهة النصرة حتى تمكن إخوتُنا في الجبهة، بفضل الله، من السيطرة على معظم المناطق التي لا يسيطر عليها النظام أو تنظيم الدولة أو قسد.
ولَكْ حتى العشائرية جربناها، وخصصنا جمعة للعشائر، ولكننا لم نسعَ إلى تأصيل التجربة قبل اليوم، لهذا أنا الآن في قمة التفاؤل.
Social Links: