الفوضى الخلاقة –  زهرة الحاسي

الفوضى الخلاقة – زهرة الحاسي

الفوضى الخلاقة
كتبت للرافد زهرة الحاسي

لطالما سمعنا بمصطلح الفوضى الخلاقة لكن ماهي وما ادواتها ومااهدافها وهل تحققت …
تلك اسئلة مشروعة وخصوصا” مايدور في منطقتنا اﻵن وماحصل سابقا” هو إرهاصات لتلك الفوضى .
فالكل يعلم أن السياسة الأمريكية ومايدور في فلكها تركز على اسس ثابتة ولكن تختلف آلية تنفيذها من إدارة الى اخرى ومامصطلح الفوضى الخلاقة إلاأحد هذه الاسس فما إن حصلت أحداث 11ايلول المشبوهة من حيث جهة التنفيذ حتى صرحت وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس عن الشرق الاوسط الكبير وعن إعادة ترتيب دول المنطقة على اسس جديدة محققة الفوضى الخلاقة وكانت اولى الضحايا هي أفغانستان وماتم من تدمير هذا البلد ومن ثم جاء دور العراق فهو صخرة كبيرة في وجه هذا المشروع وتحطيمه يعني البداية الفعلية لتحقيق الفوضى في المنطقة فما إن احتلت العراق تحت حجج واهية حتى تم تدمير المؤسسات الحكومية من جيش وأمن واقتصاد وجرى تذكية الصراع الطائفي والعرقي والمذهبي داخل هذا البلد وقامت بتقسيم العراق طائفيا” إلى اكراد وعرب وتقسيم العرب الى سنة وشيعة وهذه التقسيمات هي المرتكز اﻷساسي لتنفيذ مشروع الشرق اﻷوسط الكبير وبعد أن تسنى لهم ذلك كان لابد من دول اخرى فكان تقسيم السودان بين شمال ذا أغلبية مسلمة وجنوب ذا أغلبية مسيحية فهي السياسة الامريكية تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم وما إن اندلعت اﻹحتجاجات في البلدان الاخرى حتى تدخلت حامية الديمقراطية امريكا ولكن بشكل خبيث وحسب الدول فكان التغير سلسا”في تونس ومصر ممااغرى الشعوب في بلدان اخرى للتغير فكانت ليبيا هي الضحية وهي البلد النفطية وذو المساحات الكبيرة ونشب الصراع داخل هذا البلد وتحول إلى مليشيات تتقاتل فيما بينها بعد زوال الحكم القديم ولم تكن اليمن وسوريا ببعيدة عن تلك اﻷحداث .فما كانت الدول الاخرى لتتدخل في هذين البلدين لولا الضوء اﻷخضر الامريكي وجعلهما ساحتين صراع لدول المنطقة واستنزاف ثرواتها ومقدراتها فالكل يعلم أن مكونات البلدان سوريا والعراق وتركيا وحتى ايران تكاد تحوي نفس المكونات العرقية والاثنية والمذهبية وتحطيمها يعني إنتشار الفوضى فيها من خلال صراعات بين مكوناتها وبالتالي إعادة رسم خارطة المنطقة على أساس عرقي وطائفي ومذهبي وكل ذلك يجعل المنطقة في فوهة بركان متى شاءت امريكا أشعلته .
طبعا” الكل يسأل ؟ ماالهدف الرئيسي لكل تلك اﻷحداث طبعا” وجود دول على أساس عرقي أوطائفي يجعل من حق اليهود إنشاء بلدهم المزعوم إسرائيل على أساس ديني اما الهدف الثاني إنشاءكيانات تقبل بوجود إسرائيل والضغط على ماتبقى من دول ترفض وجود هذا الكيان خوفا” من امتداد هذه الفوضى إلى بلدانهم وهذا ماحصل مع دول الخليج التي أفرغت خزائنها للرئيس الامريكي وكأنها تدفع الجزية وهي صاغرة وسارعت للتطبيع مع إسرائيل ولكن حتى هذه البلدان لن تكون ببعيدة عن هذه التطورات فياترى لاندري من سيكون في عين العاصفة هل هي ايران او تركيا او الخليج اﻷيام حبلى وستلد الكثير من اﻷحداث والتطورات التي إن لم نرها نحن.. فلربما اﻷجيال القادمة ….ولانعلم هل ياترى كان أهل هذه البلدان مطية لتحقيق ماصبت إليه امريكا من حيث لايدرون …

  • Social Links:

Leave a Reply