محمد حبش
أثار مقالي عن الرق في الاسلام جدلا كبيرا، وفي الواقع تفاجأت بعدد من الناقدين على الصفحة يعتبرون أن الرق من محاسن الإسلام، ويرون أن ما قامت به داعش من سبي الإيزيديين هو أمر شرعي لا غبار عليه!!!!
ومن المؤلم أن تنسب هذه الممارسة إلى الخليفة العادل الراشد عمر بن الخطاب، وهي أنه كان يقر السبي ويوزع السبايا بين أعيان المسلمين، وهي روايات ضعيفة بائسة بلا سند صحيح، فيما صحت الأخبار بأنه قام بمنع الفاتحين حتى من الغنائم المالية ناهيك عن غنائم السبي.!!!!
لا أشك أبداً أن أبشع الجرائم هي جريمة الاعتصاب المتوحشة التي يمارسها الاستبداد في سجونه المظلمة، وهي في الواقع جريمة السبي تماماً بكل تفاصيلها…………
ولو ثبت النقل عن رسول الله في السبي والاسترقاق فذلك لا يعني مشروعيته… بل يعني أنه كان من بؤس ذلك العصر ولا يجوز على الاطلاق اتباع ما جرى لأنه محض تاريخ غابر…
ولكن دراستي الدقيقة والحمد لله أكدت لي بشكل قاطع أن النبي الذي بدا رسالته بإعتاق العبيد في مكة أنجز خلال 23 عاماً تحرير كل العبيد الذين كانوا عنده وكذلك فعل كل أصحابه المقربين الذين اتبعوه بإحسان…
وأما ما بقي في القرآن من النصوص التي تشير إلى ملك اليمين فهي وصف حال زال، كآيات منافع الخمر والوصية للوارثين، فهي نصوص قرآنية لا يعمل بها، وكذلك ملك اليمين المقيت الذي انتهت كل آثاره نتيجة النضال المستمر للرسول الكريم ضد العبودية والسبي.
وسأقدم تسجيلاً خاصاً حول يوم حنين الذي أعلنه رسول الله عيد الحرية!!!!!.
أما عودة الرق والسبي الى قصور الخلفاء والسلاطين بعد ذلك فقد كانت انتكاساً نحو الجاهلية السوداء، وهي عار في تاريخ هذه الأمة ولا يجوز التردد في استنكار هذه الجرائم بكل أشكالها.
Social Links: