خفضت الولايات المتحدة الأمريكية مستوى تمثيلها في مفاوضات أستانا، معتبرة أنها “تجاوزت أهدافها”، ومؤكدة أن الأمم المتحدة هي فقط من تستطيع إضفاء الشرعية على المفاوضات، وأن واشنطن لن تدعم إعادة إعمار سوريا إذا بقي الأسد على رأس السلطة.
وقال “ديفيد ساترفيلد” مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى إن واشنطن فعلت ذلك خشية أن “يتجاوز الاعتراف بأستانة الأهداف التي وضعت من أجلها، والتي دعمناها”.
وكشف “ساترفيلد” أن الأمم المتحدة خفضت أيضاً مستوى مشاركتها في المفاوضات للأسباب ذاتها، معتبراً أن الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” وليس الإدارة الأمريكية هو من يملك القدرة على إضفاء الشرعية أو دعم أو معارضة أي مسار قد يقال إنه يدعم مسار جنيف بموجب قرار 2254.
وأشار “ساترفيلد” إلى أن “غوتيريش” متحفظ بشأن الضمانات الروسية المتعلقة بمؤتمر سوتشي، وأنه من دون تصديق الأمم المتحدة على مسار سوتشي سيكون الروس فعلياً في طريق خاصة بهم، وهم “يقامرون في هذا الأمر”.
فرع القاعدة يسيطر على إدلب
اعتبر المسؤول الأمريكي أن إدلب تشكِّل منطقة مضطربة بسبب “سيطرة فرع القاعدة عليها بشكل واسع” في إشارة إلى “هيئة تحرير الشام”.
وتعتبر المحافظة هي المنطقة الرابعة لخفض التوتر، وذلك بموجب اتفاق أستانة، إلا أن النظام السوري أصر على مهاجمتها مدعوماً بالقوات الروسية بحجة وجود “جبهة النصرة”.
وأثارت تلك الخطوة انزعاج الضامن التركي الذي طالب كلاً من موسكو وطهران بحمل النظام السوري على وقف الهجوم وتحمُّل مسؤولياتهما كطرفين ضامنين.
وأضاف “ساترفيلد” أن بلاده تعمل “بنجاح” على إحلال الاستقرار في الشمال والشمالي الشرقي عبر وجود ألف جندي أمريكي بجانب سبعة دبلوماسيين، سيصبحون قريباً عشرة.
وكانت مصادر صحفية نقلت عن دبلوماسي غربي أن واشنطن تعمل على الحصول على اعتراف دبلوماسي بمناطق سيطرة ميليشيات وحدات الحماية الكردية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده لن تساهم في إعادة إعمار سوريا في ظل وجود الأسد على رأس السلطة، وربط المساهمة في الإعمار بمسار سياسي يفضي إلى حكومة يختارها السوريون دون الأسد.
وتسعى روسيا إلى اعتراف أممي بمؤتمر سوتشي كمسار موازٍ لمفاوضات جنيف، وسط رفضٍ للمؤتمر من قبل كافة الفصائل والفعاليات الثورية والمعارضة، وخلافات مع الجانب التركي بسبب الهجوم على إدلب، ورفض أنقرة دعوة موسكو لميليشيات الحماية الكردية إلى المؤتمر.
Social Links: