اريج امرأة حالمة بغد أجمل في زمن الحرب
مها الحبيش
لم تكن اريج تمر من هذا الطريق ابدا تتجنه دائما وتأخذ طريقا ملتفا لكن ولعجلتها اليوم تسير في الطريق الاقصر لترى مالم تكن تريد أن تراه
بقايا ركام جدران
مهدمه أسقف قضبان حديد مقطعة بارزه
بعض الاحجار بعض الألوان المشوهة على صفحاتها
نباتات تسربت وتسلقت تلك الركام ورفعت راسها فوق تلك الأنقاض وتفتحت براعمها وازهارها بشتى الألوان
متحدية ظلم المكان .صعقت أريج لهذا التناقض في المنظر الذي جسدته ضمائر الظلم التي قدمت . قفذت ذاكرتها وبسرعة البرق لترى أمام عينيها ذلك المنظر الوحشي عندما سمعت من مطبخها أزيز الطائرات ليهتز البيت بقوة كاد يسقط على أثرها وتتعالى الأصوات ويتصاعد الغبار والدخان وتنتشر رائحة البارود والدم .
هرولت إلى باب البيت لترى ماالذي جرى .
يا إلهي النيران تلتهم مدرسة القريه
المدرسة مليئة بالأطفال ومنهم طفليها وبلاشعور ركضت مسرعة مادة ذراعيها كطائر رأى بركة ماء بعد طول سفر
تسابق خطواتها
أبناؤها فلذة كبدها الآن تحت النار تناثر شعرها في الهواء سالت
أنهار عيونها تصرخ بأسمائهم شادي وعبير تحاول أن تبعد صور الموت من أمامها لكنها ذاهبة إلى الحقيقه
تجمع أهل القرية جميعا حول المدرسه كل يسأل عن أبنائه وتعالى الصراخ والعويل واختلط باصوات سيارات الإسعاف و والانقاذ لترى الناس يتناولون اجساد الأطفال ويوزعونها على سيارات الإسعاف أو يضعونها جانبا وهي تصيح كباقي الرجال والنساء بأسماء أولادها
ياللمفاجأة هؤلاء أولادي بين الأحياء ملطخين بالدماء يرتجفون خوفا ورعبا احتضنتهم وابتعدت عن المشهد قليلا ترتجف بشده لاتملك سبيلا لتهدئة أعصابها عانقت طفليها وهمت مسرعة بالعوده
شادي يريد أن يرى صديقاه ويتفقدهم
ماتو أم مازالو أحياء ومن بقي منهم اعادتهم لحضنها خوفا من الموت
ومن بعيد رأت أشلاء أجساد بصورة أطفال قد وضعو إلى ركن فارغ
أوصال مقطعة .. ياللخسارة ماذنبكم أيها الورود الصغيرة تلطم وجهها وتصرخ اذهبو إلى الله واسألوه ماذنبكم
ولماذا قتلتم
كنتم في انتظار حياة
لا تحملون في حقائبكم إلا لفة الزعتر واهاليكم يقرضهم الجوع والبرد وضنك العيش فما ذنبكم ليأتي هؤلاء الاغراب ويستوطنو دوركم بحجة الدفاع عنكم ابلغو الله بظلمكم وظلمنا قولوا له لقد كبرنا قبل الأوان
وشاخ طفلنا
وهرم حلمنا
نوم ليلة بامان قد زال
عادت أريج باولادها مسرعة إلى بيتها ملطخين بالدماء بحزن وذاكرة قد نقشت على الجدران لن تمحوها قساوة الازمان
Social Links: