معاناة المرأة السورية – زهرة الحاسي

معاناة المرأة السورية …
كتبت للرافد زهرة الحاسي…

عشرات الخنساوات السوريات التي تحكي لنا كل واحدة منهن قصص وحكايات وتضحيات وإباء لا مثيل لها في تاريخ المرأة على وجه الارض.!، ومن هذه القصص والحكايات ..حكاية الاعتقالات والمعتقلات السوريات..

فعلى هذه الجبهة القمعية ضد المرأة السورية فقد انتهجت سلطات نظام القتل و النهب سياسية قمعية متصاعدة تتمثل في ازدياد حجم الاعتقالات في صفوف النساء السوريات وذلك بهدف”نشر الرعب والخوف وإذلال الشعب السوري، ورغم كل المعاناة “التي عانت منها المرأة السوريةإلا انها سطّرت أروع آيات البطولة والصمود والتحدّي فانخرطت في النضال والمقاومة وكانت بجانب مقاتلي الثورة واستشهد العديد منهن ، وسطّرن صموداً في زنازين النظام النصيري ومعتقلاته وكانت تجربة الحركة النسوية الأسيرة جزءاً أساسياً من الحركة الأسيرة بشكل عام في نضالاتها …..

حيث شاركت المرأة السورية في العملية النضالية نقلة نوعية فعّالة، حيث انخرطت في كافة أشكال العمل الوطني ومارست دورها النضالي في كافة المواقع، فسارعت للمشاركة في الكفاح المسلّح داخل الوطن ..   وساعدت في نقل الأسلحة وتخزينها..

كما مارست المرأة السورية دوراً بارزاً ملفتاً للانتباه على صعيد النشاطات اللاعنفية، ففضلاً عن دورها العام في تربية  الأطفال والأجيال، انخرطت بقوة كبيرة في التظاهرات الطلابية والنسائية وقد تمثّل ذلك في اتحاد المرأة السورية فقد نجحت المرأة السورية كذلك في تفعيل دورها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، فشاركت في اتحادات مجالس طلبة الجامعات وعملت على إنشاء الأطر النسائية في شتى المواقع..فشاركت في مهام الأسعاف لجرحى الثورة واقامت في المخيمات ضاربة عرض الحائط أي معوقات مجتمعية اوثقافية .فحاولت النيل منها وكانت وجهأ”إعلاميا”قويا”،
استطاعت أن تعبر عن القضايا المجتمعية والسياسية بعمق وأن تفرض وجودها وتعبر عن آرائها وتتزعم الجموع الغاضبة ..فقد شقت تلك المرأة السورية طريقا”محفوفا”بالمخاطر وربما دفنت احلام وطموحات شخصية لأجل مصلحة وطنهن وإيمانا”راسخا”بأن الحرية هي ماتصبو إليه لأجل ابنائها والأجيال الشابة فقد قبلت أن تكون وقودا”لأجل الاخرين .ولأجل الجميع .ولأجل النساء مثلها .فقد نالت المرأة السورية تقديرا”عالميا”…..تلك هي المرأة السورية …