احمد القاسم
” لم يخيب ظني يوماً بأن روسيا كانت ولا تزال تمتلك ثقافة الإستبداد والمافيا في تعاملاتها مع الأحداث والأزمات “
مرة أخرى أثبتت روسيا عن مؤامراتها الخبيثة التي تتمثل باسترخاص والإستهتار بأرواح مئات الآلاف من السوريين في سبيل تحقيق مصالحها من خلال هذا المهرجان الهزيل في سوتشي بحضور كومبارس من ” الجبهة الوطنية التقدمية ” التي لاتقل مسؤوليتها عن مسؤولية النظام في ذبح الشعب السوري, وكذلك من لايحمل في ضميره شيئاً من الروح الوطنية وهم مرتزقة رخصاء على أرصفة متجنسة من رجس النظام…
بكيت مع افتتاح ما سمي ” بمؤتمر سوتشي للسلام في سوريا ” عندما ألقى لافروف كلمة بوتين والكومبارس البعثي الحقير بدأ بالتصفيق وإطلاق شعارات.. شعرت أنني أعيش أجواء ( مجلس اللاشعب السوري ) في دمشق, والكلمة الإفتتاحية التي ألقاها رئيس غرفة التجارة في دمشق يحيي فيها دور ” الجيش العربي السوري ” في محاربة الإرهاب….
أجواء إحتفالية إستفزازية بكل معنى الكلمة.. من المؤكد, لو كان من بين الحضور معارض واحد لانسحب أو انتحر في موقعه.
لكن كل ذلك لايهم, لأن الحضور بكليته مدجن للتصفيق وإطلاق الشعارات حتى على أضرحة القتلى على يد سلطانهم… كانوا يهتفون بحياة بشار, والمئات يُقْتَلون بالكيماوي والبراميل المتفجرة… أما العتب على روسيا التي ومنذ بداية الأزمة في سوريا تلعب دوراً مزدوجاً لعيناً وجبيثاً, من جهة تستعمل كل ترسانات أسلحته في تدمير سوريا وقتل السوريين وتهجيرهم دفاعاً عن النظام, ومن جهة تَظْهََرْ على أنها ملائكة الرحمن تسعى لجلب الأمن لسوريا وهي أتت إلى الداخل السوري لإجتثاث الإرهاب.. وكذلك دورها في عقد المؤتمرات لجلب السلام إلى سوريا ناصبة نفسها ممثلة عن النظام بل وصية على النظام…
عبثاً ما تلعبين يا روسيا بمصير شعب بريء لايطلب إلى الحرية والكرامة.. يبدو أن النظام في دمشق أرحم منك, لكنه تورط معك في تدمير سوريا.. كل محاولاتك, وألاعيبك, ومهرجاناتك ستكون يوماً صفعة في وجهك الحقير..
مرة أجرى أثبتت بأن روسيا في كل تاريخها لم تكن يوماً تراعي حقوق الإنسان.. وأصلاً لاتمتلك هذه الروح والثقافة, فهي تمتهن إقتناص الفرص لتحقيق مصالحها على حساب أرواح وبؤس الملايين.
Social Links: