كروبي يحمّل خامنئي مسؤولية «نتائج كارثية» لنفوذ «الحرس الثوري»

كروبي يحمّل خامنئي مسؤولية «نتائج كارثية» لنفوذ «الحرس الثوري»

شنّ الزعيم المعارض مهدي كروبي حملة عنيفة على المرشد في إيران علي خامنئي، وطالبه بتحمّل مسؤولية الوضع في البلاد، بدل لوم آخرين. كما اعتبره مسؤولاً عن «النتائج الكارثية» لنفوذ «الحرس الثوري»، وحضّه على تنفيذ «إصلاحات هيكلية قبل فوات الأوان».

أتى ذلك في رسالة مفتوحة نادرة وجّهها كروبي إلى خامنئي، ونُشرت على الموقع الإلكتروني لحزبه المحظور، علماً أنه والزعيم المعارض الآخر مير حسين موسوي وزوجته زهرة رهنورد يخضعون لإقامة جبرية منذ عام 2011، بعدما قادا احتجاجات ضخمة تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009.

وكانت السلطات أعلنت مقتل 25 شخصاً في الاضطرابات الأخيرة، التي اندلعت أواخر العام الماضي احتجاجاً على الوضع المعيشي، وتحوّلت مناهضة للنظام ولتدخله في شؤون المنطقة. وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي أمس، أن «أقلّ من 300 شخص ارتكبوا جرائم خلال الاضطرابات الأخيرة»، ما زالوا محتجزين و «ملفاتهم معروضة أمام القضاء»، علماً أن نائباً إصلاحياً تحدث عن توقيف 3700 متظاهر.

وحضّ كروبي خامنئي على «إصدار أوامره بالإفراج عن جميع المعتقلين» أثناء الاحتجاجات، وخاطبه قائلاً: «اهتموا بأسباب التظاهرات، وبدل ترديد أن لدى (المحتجين) علاقات بالعدوّ، استمعوا إلى كل ما يريدون قوله». ونقل عن أرقام رسمية أن 10 من 80 مليون إيراني يعيشون في فقر مدقع، مضيفاً: «في ظل هذه الظروف، يبدو طبيعياً تحوّل الطبقات الدنيا التي تمثل الظهير الشعبي للثورة، برميل بارود».

واعتبر كروبي أن الاحتجاجات ضد «الفساد والتمييز» كانت جرس إنذار للسلطات، من أجل إصلاح النظام السياسي والاقتصادي. وأضاف أن خامنئي جعل مجلس الشورى (البرلمان) «مجلساً خانعاً» رهن إشارته وتحت تأثير نفوذ «الحرس الثوري». واتهمه بانتهاك الدستور، وطالبه بـ «الإقرار بالمسؤولية» عن «الوضع الحالي للبلاد، سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً». وخاطبه قائلاً: «تتولى منصب المرشد منذ ثلاثة عقود، لكنك ما زلت تتحدث مثل معارض. خلال العقود الثلاثة الأخيرة، قضيت على القوى الثورية الرئيسة لتنفيذ سياساتك، والآن عليك مواجهة نتائج ذلك».

وانتقد كروبي خامنئي لتمكينه «الحرس الثوري» من الهيمنة على الدوائر السياسية والاقتصادية والأمنية في إيران، معتبراً أن ذلك «أضرّ بسمعة هذا الكيان الثوري وأغرقه في فساد ضخم». ورأى أنه في ظل قيادة خامنئي، تحوّلت الهيئات التي أُسِست بعد الثورة عام 1979 للقضاء على الفقر، شركات ضخمة تملك نصف ثروة إيران، من دون أي جهة رقابية تراجع سلوكها. وحمّل المرشد مسؤولية «نتائج كارثية» لنفوذ «الحرس»، وخاطبه قائلاً: «أحضكم، قبل فوات الأوان، على إتاحة إصلاحات هيكلية للنظام، مع تشخيص دقيق للوضع السياسي والاقتصادي والخارجي للبلاد، ومن خلال مراجعة السياسات المعتمدة في السنوات الأخيرة».

إلى ذلك، نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لخمس نساء خلعن حجابهنّ ورفعنه على عصيّ، في مدينتَي طهران وأصفهان. يأتي ذلك بعدما أطلقت السلطات امرأة خلعت حجابها خلال التظاهرات الأخيرة ورفعته على عصا في شارع الثورة في العاصمة.

  • Social Links:

Leave a Reply