حوار مع الاخوان – سلامة كيلة

حوار مع الاخوان – سلامة كيلة

حوار مع الاخوان

سلامة كيلة

ملهم الدروبي القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، يريد افتعال صراع ديني علماني لكي يغطي على الجريمة التي ارتكبتها الجماعة بحق سورية والثورة السورية، والتي أتت لتكمل جريمة نهاية سبعينات القرن الماضي. لهذا طرح السؤال حول دور العلمانيين في الثورة. سأوضح باختصار:

أولاً، عن أي علمانيين يتحدث، في سورية العلمانيون الصريحون قلة، بينما مجمل المعارضة الوطنية والديمقراطية واليسارية تهرب من العلمانية، وترفض أن تتحدد كذلك، وأكثر ما طرحته مع “ربيع دمشق” هو الدولة المدنية، الشعار الذي اختطفته الجماعة في “ميثاق الشرف” ومن ثم تخلت عنه. بالتالي اعتبرت المعارضة أنها معارضة ديمقراطية فقط.

ثانياً، أن معظم هذه المعارضة التحقت بالجماعة بعد بدء الثورة، وبصمت على سياساتها، وقبلت الخضوع لقرارها في المجلس الوطني السوري، وكررت خطابها وسياساتها، الى حدّ الدفاع عن الأسلمة والتسلح، وصولاً الى الدفاع عن النصرة وكل المجموعات الأصولية، التي كانت سبباً مهماً في تراجع الثورة واندحارها. من رياض الترك الى جورج صبرا، والى ميشيل كيلو وكثير مثلهم.

ثالثاً بالتالي ما قامت به المعارضة هو من رسم الجماعة، وهي المسئول الأول عما وصلت إليه الثورة، ومسئولية الآخرين تكمن في أنهم قبلوا أن يكونوا أتباعاً لها، وللدول التي تدعمها. هذه جريمتهم بالتحديد.

رابعاً، من صنع الثورة هو الشباب السوري غير المؤدلج وغير المنتمي لأحزاب بما في ذلك الجماعة والمعارضة، وكان واضحاً توجهه “غير الديني”، والمركّز على الحرية والديمقراطية والقدرة على العيش، وهو من رفع شعار مثل “لا سلفية ولا إخوان، الثورة ثورة شبان”، وردّ خطاب النظام الذي كان يتهم الثورة بالسلفية والإخوانية. بينما كانت الجماعة تستغل قناة الجزيرة لتعميم أسماء أيام الجمع التي قررت أن تفرضها “إسلامية”، وأن تنقل ما لا تطرحه التظاهرات من شعارات عبر استغلال بعض الشباب تعميم شعارات إسلامية.

خامساً، مسار الأسلمة هذا الذي كانت تعتقد الجماعة أنه سيخدمها حين تتدخل أميركا لتغيير النظام وتأتي بها الى السلطة مقابل تسليم العراق لسلطة “شيعية”، هو الذي أوصل الى داعش والنصرة وجيش الإسلام وأحرار الشام وفيلق الشام، وفيلق الرحمن، كل تلك الجيوش التي استحوذت على أكبر كمية من السلاح، فشلت في أن تصمد، وتحولت الى عصابات تسحق شعب الثورة، وتنهب الناس وتفرض سلطة أكثر فاشية من سلطة النظام.

أظن أن جرائم الإخوان لا تقل عن جرائم النظام، والمحاسبة يجب أن تطالهم. طبعاً وأن تطال كل من تحالف معهم، ومن برر لهم، وكل من صمت عن كل تصرفاتهم. فهذا هو الوجه الآخر للجريمة التي تعرضت لها ثورة الشعب السوري.

  • Social Links:

Leave a Reply