الانتصارعلى الوطن الضحية ..!! – المحامي ادوار حشوة 

الانتصارعلى الوطن الضحية ..!! – المحامي ادوار حشوة 

الانتصارعلى الوطن الضحية ..!!
المحامي ادوار حشوة

في حرب ١٩٦٧ التي احتل فيها الصهاينة الجولان والضفة الغربية وغزة وسيناء في خمسة ايام خرج علينا محمد حسنين هيكل في الأهرام بالقول :

( العدو فشل في تحقيق أهدافه في إسقاط النظام التقدمي في مصر)

وفِي سوريا كان الصراخ البعثي اكثر وضوحا بأننا انتصرنا لان العدو ولو احتل الارض لم يستطع إسقاط البعث الشامخ القوي ..!!

كان عارا سياسيا بامتياز حين يصبح النظام السياسي اهم من ارض الوطن لانه في الاوطان التي تفشل في حرب او تحتل جزئيا يستقيل حكامها مفسحين الطريق لسواهم وبعضهم ينتحر اعترافا بالفشل ..!!

وحدنا العرب لا نفعل ذلك ولا نعترف بالفشل بل ندعي الانتصار لمجرد ان الحاكم ما يزال في قصره في محاولة من العهر السياسي للترويج ان الوطن ليس الارض ولا الناس بل شخص الحاكم ..!!

وفِي سوريا شهدنا كيف تحول عسكري فشل في الحرب الى رئيس ييجمهورية وبطل قومي … يا للعار ..!؟

في العراق وبعد الحرب الاولى لاسترداد الكويت انهزم جيش العراق في ايام وقتل عشرات الألوف منه وتم تحرير الكويت وخرج صدام المهزوم بشعار مماثل مدعيا الانتصار على اكبر تجمع دولي لانه عجز عن إسقاط نظام بعثه وشخصه وعبر هذه المقولة استمر في قمع خصومه الى ان تم احتلال العراق ..!!

في لبنان حين اجتاحه الصهاينة وتم تدمير قوات حزب الله في الجنوب وفِي ضاحية بيروت الجنوبية وبعد إسقاط ٨٠ طائرة سورية (من الخردة السّوفياتية) خرج علينا حسن نصر الله يقول ان قواته انتصرت على اسرائيل لانها لم تستطع القضاء على المقاومة (لمجرد انه أرسل صواريخ عبرت ولم تقتل احدا ) مع انه توسل للوصول الى حل عبر تفاهمات نيسان يبتعد بموجبه بقواته من الحدود الى الخلف ٥٠كم ويتعهد بوقف اَي عمليات ضد العدو محولا الحدود الى سلام واقعي شبيه بما هو موجود على الحدود السورية ..!!

اما السوريون فقد تباهوا بالانتصار ولم يذكروا اَي هدف حققوه وأهملوا ذكرى طائراتهم التي تهاوت في ساعات ..!!

اذكر كل ذلك الان لان هذه الأسطوانة عادت للعمل في سورية وبوقاحة لا تخلو من الاحتقار الوطني …

يقول النظام انتصرنا والمعركة صارت لصالحناوحررنا مساحات كبيرة ..!!

عن اَي انتصار يتحدثون وعلى من ..؟

هل تشريد ١٢ مليون مواطن وقتل نصف مليون منهم ١٥٠ الف من الجنود وهل تخريب المدن والقرى على امتداد مساحات الوطن والنعيق فوق هذا الخراب هو انتصار ..؟

في كل حرب يتحدد الانتصار بما ينتج عنها وفِي سوريا استدعى النظام ايران وروسيا فاحتلتا الارض والقرار السياسي للبلد وتسبب النظام في سلوكه الوحشي الى استدراج الأجانب من كل حدب وصوب وحول الصراع على نوع نظام حكمه الى الدين والطاىفية وكان بذلك هو الذي بدا بالحل الامني ..!!

إذا كان النظام قد انتصر وصار صاحب السيادة فليتفضل ويطلب رحيل المستعمرين الذين دعاهم وأعطاهم الامتيازات وسمح لقواتهم ان تستبيح أموال السورين وبيوتهم ومعاملهم حتى العظم ..!!

ليس في الساحة السورية وعلى الجانبين ما يمكن تسميته انتصارا بل وحشية وخيانة

واحتقار لمفهوم الوطن وتبرير استعماره ..!!

لا يوجد في سوريا منتصر بل يوجد وطن مستباح ومستعمر من هنا وهناك , وتنعق الغربان كل صباح فوق كل هذا الخراب ..!!

ويقولون انتصرنا ..!!؟؟

ولكن في كل تاريخ الظلم والطغيان يظل في الوجدان السوري مساحة أمل لم تسقط ولم تعترف بالهزيمة ولكن ليس لبقاء الحاكمين بل لاحتقار انتصاراتهم ..!!

على من ينعقون بالانتصارات فوق الوطن الضحية ان يدركوا ان من أعاد التوازن لصالحهم قد يبيعهم لمستعمر اخر ..!!

فاللعبة الدولية ما زالت مستمرة بين كَر وفر على ارض شعب المظلومين ..!!

وهذا هو السؤال

٢٤-٦- ٢٠١٨

  • Social Links:

Leave a Reply