كلمة شباب الداخل
القاها الرفيق عمر
منذ بدء الاحتجاجات كان الشاب السوري الثائر عماد الحركة المطالبة بالتغيير، وحمل على عاتقه بث روح الثورة في جسد المجتمع السوري كونها شكلت نسبة لا يستهان بها من عدد المتظاهرين، مما جعلهم في لحظات ما قادرين على توجيه الحراك السلمي والقبض على زمامه، لذلك ومنذ البداية خاضت هذه الفئة تجارب تنظيمية واقعية غاية في الأهمية، مثل التنسيقيات والمكاتب الإعلامية ومؤسسات الإغاثة، التي كان من الممكن أن تتبلور إلى هياكل سياسية تمثل تطلعاتهم. لكن معظم هذه التجارب انتهى أخيراً إلى التمزق، نظراً لاستهداف الشباب القائمين عليها بشكل مزدوج، إما من قبل النظام أو من قبل مجموعات مسلحة متطرفة، وكذلك لم تلبِ مؤسسات المعارضة كالمجلس الوطني والائتلاف ما هو مرجو منها بالنسبة لهم، وجاء ذلك في سياق الفشل العام لهذه المؤسسات في تمثيل الثورة السورية بكافة أطيافها.
في الوقت نفسه عجزت الأحزاب الجديدة عن توفير الأرضية الملائمة لهذه الفئة كي تلم شتاتها وتعاود الظهور والنمو، على الرغم من أن هذه الفئة هي التي ستشكل الطبقة السياسية السورية الجديدة عاجلاً أم آجلاً، والأحزابُ الجديدةُ هي الإطار الذي يمكن أن يحتوي الشباب سياسياً، ويجمع خبراتهم المتحصلة من سنوات الثورة.
ترجع محاولة استهداف هذه الفئة إلى البدايات، عبر استهداف التنسيقيات التي كانت في مكان طليعي في قيادة الحراك، فكان نظام الأسد أول من قام باستهداف أولئك الشباب عن طريق الاعتقال والملاحقة والتعذيب، بالإضافة إلى الدفع للعمل المسلح، وأيضاً الإفراج عن قياديين في الحركات السلفية الجهادية الذين جاهروا بعدائهم لأفكار هؤلاء الناشطين الشباب ورؤيتهم السياسية منذ لحظة خروجهم. ولاحقاً انضمت للنظام أطراف إقليمية ترمي لاستهداف (الطبيعة العميقة للثورة السورية)، والتي ارتبطت بشكل وثيق بشريحة بالشباب أكثر من أي فئة أخرى من المجتمع السوري، في وقتٍ تمتع فيه السياسيون الأكبر سناً والمنتمون لأحزاب سياسية، وهم بمعظمهم معتقلون سابقون لدى النظام، ترفَ النأي بأنفسهم عن الثورة.
حاول عدد من الشباب غير المسيسن الدخول إلى عالم السياسة خلال العامين المنصرمين، وذلك عن طريق مجموعات سياسية محلية بشكل خاص، تحرروا فيها من سيطرة السياسيين التقليديين، إلا أنهم فشلوا بشكل مبكر، لسبب رئيسي هو في اعتقادي أن العمل السياسي لم يكن توجهاً أصيلاً لديهم، بقدر ما كان ردة فعل على مشاعر الإحباط الناتجة أصلاً عن تعثر مسار الثورة من جهة، وتعثر المسار التعليمي أو المهني الذي كانوا فيه وذلك بعد حرمان أغلبيتهم من متابعة تعليمهم الجامعي، وهو بالذات ما يرون أن فرصة استدراكه تصبح أبعد مع عدم وضوح أفق الثورة أو منتجاتها، وهي التي يجب أن تكلل بنظرهم بسقوط النظام جزئياً على الأقل.
رغم كل الظروف المعقدة والتحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب السوري في الداخل ودول اللجوء، ولا سيما فئة الشباب، أثبتت التجارب والمحن أن الشباب السوري الثائر قادر على أن يتعايش شتى انواع المعاناة، وباستطاعته تقديم المبادرات التي تسهم في النهوض بالواقع وبالأوضاع العامة لشعبه وهو صاحب الأفكار الإبداعية والمؤهل لصناعة التغيير.
ما بين تطلعات الشباب الثائر وعزمه على تفعيل دوره وإشراكه، إشراكاً حقيقيًّا في العمل الوطني، لتحقيق أرضية مشتركة له، من خلال وضع أولويات لجموع الشباب السوري والتي عبر عنها الكثير منهم ليبرهن أن الشباب الثائر حاضر بقوة، وأن لديه القدرة على الإبداع والعمل والتقدم بكل ما يملكه من طاقات بشرية وفكرية، وجعل هذه الخطوة بداية حقيقية لغد أكثر إشراقاً ومستقبل مفعم بالأمل والإصرار على المضي قدماً نحو مستقبل مشرق،
وانطلاقاً مما سبق فقد كان هناك دور بارز للشاب السوري الواعي والمثقف والمنظم والقادر على أداء دوره الإيجابي في الحياة السياسية وكذلك الاجتماعية والاقتصادية.
وقد أثبت أن باستطاعته التغلب على الصعوبات لو أعطيت له المبادرات، وهذا كان واضحاً من خلال عملية التنظيم، واستقبال الضيوف والتعاون فيما بينهم، ومشاركته وتفاعله مع الورشات والندوات وعرض التجارب الإبداعية للشباب، وحرصه على الخروح بأفكار ومشاريع تسهم في سد الفجوة في مجتمعنا على كافة الصعد، متجاوزاً الانعكاسات السلبية، ومشكلاً قوة حقيقية وخط دفاع عن ثورته ومبادئه التي خرج من أجلها وذلك من خلال عزمه الوصول إلى أهدافه في النهوض بواقعه وتأسيس مرحلة تمكين الطاقات واسثمارها بالشكل الأنسب،ثورته وقضاياه العادلة
إن الشباب السوري الثائر في الداخل ودول اللجوء هي طاقة متفجرة، وقدرة هائلة على التغيير، وإن إهمال هذه الميزة التي يتمتع بها الشباب السوري يعني إهمال المجتمع ككل، وإن أي قيادة لا تعي معنى الشباب، فإنها قيادة غير مؤهلة لإدارة مجتمع!
وإن الثورة السورية لا تنتصر إلا على أكتاف شبابها.
وكذلك التحديات الهائلة التي يواجهها شعبنا لا يمكن تجاوزها إلا بهمة الشباب.
القاها الرفيق عمر
منذ بدء الاحتجاجات كان الشاب السوري الثائر عماد الحركة المطالبة بالتغيير، وحمل على عاتقه بث روح الثورة في جسد المجتمع السوري كونها شكلت نسبة لا يستهان بها من عدد المتظاهرين، مما جعلهم في لحظات ما قادرين على توجيه الحراك السلمي والقبض على زمامه، لذلك ومنذ البداية خاضت هذه الفئة تجارب تنظيمية واقعية غاية في الأهمية، مثل التنسيقيات والمكاتب الإعلامية ومؤسسات الإغاثة، التي كان من الممكن أن تتبلور إلى هياكل سياسية تمثل تطلعاتهم. لكن معظم هذه التجارب انتهى أخيراً إلى التمزق، نظراً لاستهداف الشباب القائمين عليها بشكل مزدوج، إما من قبل النظام أو من قبل مجموعات مسلحة متطرفة، وكذلك لم تلبِ مؤسسات المعارضة كالمجلس الوطني والائتلاف ما هو مرجو منها بالنسبة لهم، وجاء ذلك في سياق الفشل العام لهذه المؤسسات في تمثيل الثورة السورية بكافة أطيافها.
في الوقت نفسه عجزت الأحزاب الجديدة عن توفير الأرضية الملائمة لهذه الفئة كي تلم شتاتها وتعاود الظهور والنمو، على الرغم من أن هذه الفئة هي التي ستشكل الطبقة السياسية السورية الجديدة عاجلاً أم آجلاً، والأحزابُ الجديدةُ هي الإطار الذي يمكن أن يحتوي الشباب سياسياً، ويجمع خبراتهم المتحصلة من سنوات الثورة.
ترجع محاولة استهداف هذه الفئة إلى البدايات، عبر استهداف التنسيقيات التي كانت في مكان طليعي في قيادة الحراك، فكان نظام الأسد أول من قام باستهداف أولئك الشباب عن طريق الاعتقال والملاحقة والتعذيب، بالإضافة إلى الدفع للعمل المسلح، وأيضاً الإفراج عن قياديين في الحركات السلفية الجهادية الذين جاهروا بعدائهم لأفكار هؤلاء الناشطين الشباب ورؤيتهم السياسية منذ لحظة خروجهم. ولاحقاً انضمت للنظام أطراف إقليمية ترمي لاستهداف (الطبيعة العميقة للثورة السورية)، والتي ارتبطت بشكل وثيق بشريحة بالشباب أكثر من أي فئة أخرى من المجتمع السوري، في وقتٍ تمتع فيه السياسيون الأكبر سناً والمنتمون لأحزاب سياسية، وهم بمعظمهم معتقلون سابقون لدى النظام، ترفَ النأي بأنفسهم عن الثورة.
حاول عدد من الشباب غير المسيسن الدخول إلى عالم السياسة خلال العامين المنصرمين، وذلك عن طريق مجموعات سياسية محلية بشكل خاص، تحرروا فيها من سيطرة السياسيين التقليديين، إلا أنهم فشلوا بشكل مبكر، لسبب رئيسي هو في اعتقادي أن العمل السياسي لم يكن توجهاً أصيلاً لديهم، بقدر ما كان ردة فعل على مشاعر الإحباط الناتجة أصلاً عن تعثر مسار الثورة من جهة، وتعثر المسار التعليمي أو المهني الذي كانوا فيه وذلك بعد حرمان أغلبيتهم من متابعة تعليمهم الجامعي، وهو بالذات ما يرون أن فرصة استدراكه تصبح أبعد مع عدم وضوح أفق الثورة أو منتجاتها، وهي التي يجب أن تكلل بنظرهم بسقوط النظام جزئياً على الأقل.
رغم كل الظروف المعقدة والتحديات الكبيرة التي يواجهها الشعب السوري في الداخل ودول اللجوء، ولا سيما فئة الشباب، أثبتت التجارب والمحن أن الشباب السوري الثائر قادر على أن يتعايش شتى انواع المعاناة، وباستطاعته تقديم المبادرات التي تسهم في النهوض بالواقع وبالأوضاع العامة لشعبه وهو صاحب الأفكار الإبداعية والمؤهل لصناعة التغيير.
ما بين تطلعات الشباب الثائر وعزمه على تفعيل دوره وإشراكه، إشراكاً حقيقيًّا في العمل الوطني، لتحقيق أرضية مشتركة له، من خلال وضع أولويات لجموع الشباب السوري والتي عبر عنها الكثير منهم ليبرهن أن الشباب الثائر حاضر بقوة، وأن لديه القدرة على الإبداع والعمل والتقدم بكل ما يملكه من طاقات بشرية وفكرية، وجعل هذه الخطوة بداية حقيقية لغد أكثر إشراقاً ومستقبل مفعم بالأمل والإصرار على المضي قدماً نحو مستقبل مشرق،
وانطلاقاً مما سبق فقد كان هناك دور بارز للشاب السوري الواعي والمثقف والمنظم والقادر على أداء دوره الإيجابي في الحياة السياسية وكذلك الاجتماعية والاقتصادية.
وقد أثبت أن باستطاعته التغلب على الصعوبات لو أعطيت له المبادرات، وهذا كان واضحاً من خلال عملية التنظيم، واستقبال الضيوف والتعاون فيما بينهم، ومشاركته وتفاعله مع الورشات والندوات وعرض التجارب الإبداعية للشباب، وحرصه على الخروح بأفكار ومشاريع تسهم في سد الفجوة في مجتمعنا على كافة الصعد، متجاوزاً الانعكاسات السلبية، ومشكلاً قوة حقيقية وخط دفاع عن ثورته ومبادئه التي خرج من أجلها وذلك من خلال عزمه الوصول إلى أهدافه في النهوض بواقعه وتأسيس مرحلة تمكين الطاقات واسثمارها بالشكل الأنسب،ثورته وقضاياه العادلة
إن الشباب السوري الثائر في الداخل ودول اللجوء هي طاقة متفجرة، وقدرة هائلة على التغيير، وإن إهمال هذه الميزة التي يتمتع بها الشباب السوري يعني إهمال المجتمع ككل، وإن أي قيادة لا تعي معنى الشباب، فإنها قيادة غير مؤهلة لإدارة مجتمع!
وإن الثورة السورية لا تنتصر إلا على أكتاف شبابها.
وكذلك التحديات الهائلة التي يواجهها شعبنا لا يمكن تجاوزها إلا بهمة الشباب.
Social Links: