يوم المعتقل  – امل العلي

يوم المعتقل – امل العلي

يوم المعتقل
امل العلي

على امتداد حياتنا نجد ان هناك من اوجد يوم لكل المنسيين  فأوجدوا  يوم للأم ويوم للأب ويوم للعامل ويوم للمعلم ويوم للطالب ويوم للفلاح و ويوم للمراة  ويوم للشهيد  ويوم للحب و ايضا يوم للسلام

واليوم اضيف لكل أولائك المنسيين يوم  معتقلي الثورة السورية وخصص لهم يوم ايضا  يوم  السبت الثامن من ايلول

ففي  هذا اليوم سيصبحون المعتقلين المغيبين في سجون العصابة الاسدية حديث  الجميع في الشوارع.

 و محطات التلفزة والقنوات الإخبارية ستتحدث عن الوقفات التضامنية مع المعتقلين التي ستحدث هنا وهناك  رافعين صور  لأجساد شوهت وقتلت بصمتنا قبل سياط الجلاد   وحتى صفحات التواصل الإجتماعي غالبية اصحابها سيغيرون صور بروفايلاتهم  ربما ليوم او يومين متضامنين مع المعتقلين وبعد ذلك تعود الامور إلى طبيعتها يعودوا المعتقلين إلى عتمة زنازينهم ولا اصوات تنقل صوتهم ولا احد يسمع اناتهم  يعودوا المعتقلين إلى قافلة المنسيين الذين خصصنا لهم يوم في السنة نتحدث به عنهم وبعدها ننسى كل شيء

فمن خلال مراجعة سريعة لكل  من خصصت لهم ايام نرى ان هذا اليوم لم يكن فارقا في حياتهم لا زالت الام تتجرع الامها  واوجاعها في صمت ولا زال المعلم والفلاح في اسوء حالاتهم ولا زال الطالب يعاني ويعاني  حتى يرسم مستقبله ولا زالت المراة تعاني من التمييز وانتهاك الحقوق تحت مسميات عدة ولا زال الشهيد منسي واسرته وحدها تتحمل اعباء فقدانه ولم يعم الحب  مكان الحقد والكره ولم يعم السلام و لم تتوقف الحروب

وهكذا المعتقل الذي غيب عن حاضر الثورة منذ بدايتها لانه كان سيصنع فارقاً في مسارها

الثورة الحلم الثورة التي تحولت إلى علامة فارقة في تطور الانسانية حيث كشفت مدى الانحطاط الاخلاقي  الذي نعيشه هذه الايام رغم انه من المفترض ان يكون عصر الانسان الاخلاقي الحر حيث شرعت قوانين لحمايته  على مستوى دولي اممي  ووقعت اتفاقيات وعقدت  معاهدات  نجد انه اكثر عصر  انتهكت به حقوق الانسان  فقتل وشرد واعتقل وهجر على مرأى و مسمع من الجميع   ليتضح ان كل القوانين التي شرعت  غير قابلة للتنفيذ فقط لان من يسير العالم اليوم منظومة مصالح منظومة ديكتاتوريات منظومة شركات استثمار يهمها راس المال والربح المادي غير عابئة  بالإنسان الذي من المفترض ان يكون هو محور كل القوانين والانظمة

إن قضية المعتقلين لا يجب ان يخصص لها يوم واحد في العام للتذكير بها لان كل يوم قد يخسر الكثير حياتهم في اقبية السجون بظل صمتنا

 بل كل يوم بجب ان يكون لهم

كل يوم يجب ان يكون صوتنا مرتفعا في وجوه ظلامهم

 كل يوم يجب ان يكون ثورة من اجلهم

الحرية لعقولنا

الحرية لارواحنا من وهم الخوف

الحرية للمعتقلين والمغيبين قسرا والمخطوفين

الحرية لسوريا الجريحة

  • Social Links:

Leave a Reply