أبو جوال و عوّاد الكوّاد !!
رؤى عبد الصمد
سأحكي لكم قصة جرت في إحدى قرى بلادنا ، و لكن أعتذر منكم عن ذكر اسم القرية ، لأنني أعرف أن كثيرا” من أصدقائي هم من تلك القرية و القصة قد تمس مشاعرهم من قريب أو بعيد !
أبو جوال و عوّاد الكوّاد أفجر و ألعن و اسوأ شخصين شريرين في القرية ، أبو جوال لص محترف ، لم يترك بيتا” في القرية إلا زاره و نهب ما فيه ، أما عواد الكواد (اسمه عواد و لكن يلقب بالكواد ) فكان الرجل مهمته أسوأ و ألعن لقد كان يغتصب النساء و الفتيات ..
كان الشريران قويان ، ولم يكن أحد من القرية قادرا” على الوقوف في وجههما و التصدي لأعمالهما الشريرة ، لذا كان أهالي القرية دائما” في خوف على أموالهم و أعراضهم ، لا يتركون منازلهم خوفا” عليها من السرقة ، و لا يتركون بناتهم و نساءهم تذهب بمفردهن خارج البيت .
عواد و أبو جوال كانا بطبيعة الحال صديقين يسهران و يسكران دائما” معا” و يتحدثان عن مغامراتهما .
بالطبع لم يكن أحد من القرية يقبل او يتجرأ على صحبتهما لذلك بقيا بمفردهما لسنوات ..
و لكن أخيرا” ملا من الوضع ، و أرادا أن يكون لهما أسرة و زوجة و أولاد و ناس يتحدثون إليهم ، فاجتمعا ذلك اليوم ، شكا كل منهما للآخر وحدته و انعزاله ، و رغبته بالتجديد ، و بعد تداول الرأي اتفقا على خطة ..
(٢)
في اليوم التالي و على الفرن كان الشريران يقفان على الدور خلف بعضهما ، و فجأة صرخ أحدهما بالآخر :
-ليش دفشتني يا حمار ؟!
و رد الآخر
-أنا دفشتك يا ابن الحرام ، ما حدا حمار غيرك و غير اللي خلفوك …
و( علقت بيناتهم )و بدأا يتعاركان و يتضاربان و يتشاتمان ..
أسرع كل أهالي القرية ، أبعدوهما عن بعض ، و كل منهما يهدد الآخر و يتوعده بالموت .
(٣)
ضجت القرية بالخلاف المفاجئ الذي حصل بين الشريرين ، و لكن المفاجأة الكبرى كانت مساء ، فأبو فدوى رجل لديه تسعة بنات ، و كان دائم الخوف على بناته من عواد الكواد ، لذلك أسرع خفية إلى بيت أبو جوال و عرض عليه تقديم المال و المساعدة الممكنة للتخلص من عوّاد الكواد ..
بالمثل ، حنطاية الرجل العجوز الغني البخيل ذهب إلى عوّاد الكواد و عرض بعض المال و المساعدة للتخلص من أبو جوال ، لأنه كان دائما” يخاف أن يسرقه ..
يوما” بعد يوم ، اصطف معظم أهالي القرية مع أخد الشريرين ، بعضهم مع هذا و بعضهم مع ذاك ، فمن كان يخاف على ماله وقف مع عواد الكواد و من كان يخاف على عرضه وقف مع أبو جوال ..
(٤)
بعد سنوات قليلة تغير الوضع تماما” فأبو جوال و عواد الكواد لم يعودا مجرد شريرين منبوذين ، بل أصبحا زعيما القرية المتناطحين ، و أصبح لديهما خدم و حشم و سيارتين لكل منهما و مرافقة و زوجة جميلة و فيلا فخمة ..
و كانت القرية دائما” في صراع بين أنصار عواد و أنصار أبو جوال ، و كان بالطبع الزعيمان يقودان الأحداث ، و سرقات أبو جوال أصبحت على مستوى أكبر لأنه أصبح لديه الكثير من الأعوان ، فكان هو المخطط فقط و الأعوان تنفذ المهمة ..
المفاجئ بعد كل عملية سطو (و كانت تتم على بيوت أتباع عواد الكواد ) كانت الأفراح و الدبكات تعقد من قبل أنصار أبو جوال ، و كانوا يعتبرونها انتصارا” على أنصار العهر و الرذيلة أنصار عواد الكواد
بالمثل عمليات اغتصاب عواد الكواد أصبحت أكثر تنظيما” و على مستوى رفيع ، فالأعوان تحت الخدمة ، و بعد كل عملية اغتصاب كانت تدق الطبول فرحا” بانتصار عواد على أتباع أبو جوال اللصوص ..!!!
(٥)
أثنان فقط في القرية قررا أن لا ينضما إلى أي حلف ، و آثرا أن يبقيا على الحياد ، و لكنهما كانا يتلقيان كل يوم ضربا” و إهانة من أنصار الفريقين المتناحرين ، ولم يشفع لهما وقوفهما على الحياد ، لذلك قررا أخيرا” مقابلة زعيمي القرية أبا جوال و عواد الكواد ليشرحا موقفهما ويطلبان عدم التعدي عليهما ، هل تعرفون بماءا أجابهما الزعيم الأول ؟!
قال :
-إذا أردتما أن يعتدي عليكم أنصاري فعليكم الانضمام لي أو للزعيم الآخر ، لأنكما في الوقت الحالي أكبر مصدر لقلقنا نحن الاثنين ، فأنتما حين تشيران لجرائمنا و نقائصنا لن يقدر أحد أن يرد عليكم ..
بينما لو كنتما مثلا” مع الزعيم الآخر و أشرتم إلى جرائمي ، فسينتفض جمهوري و يرد عليكما و يسرد جرائم الزعيم الآخر و هكذا ينسى الناس الذين حولي على الأقل جرائمي و يركزون على جرائم الزعيم الآخر ..!!!
الزعيم الثاني أيضا” رد عليهما بنفس الجواب !!
أخيرا” دمتم بخير يا أصدقائي ، سواء” كنتم من أنصار أبو جوال ، أو من أنصار عوّاد الكوّاد !!!

Social Links: