ابتداء لا يوجد جهاز مخابرات جدير بالاحترام في العالم .
لماذا ؟
لأن الأجهزة الأمنية تقوم في بنيتها على مخالفة القانون ، وتتنكر لجملة كبيرة من بنود الأعراف والتقاليد المجتمعية ، وتدير ظهرها لأغلب الأصول الأخلاقية .
ولديها كل الاستعداد النفسي لارتكاب الجرائم بكل صنوفها كالعصابات والمافيات بحق الطفولة والمرأة والأسرة والمجتمع ومؤسساته ، بل تتعداها حينما تغيب الدولةوتستغلها .
وحرمات البيوت وسواها لا تعني لها شيئا .
وهذا يعني أنها أجهزة إجرامية تتناقض مع الأمن الذي يلغي الخوف ، فكيف يستقيم أن تدعي أن مهمتها ضمان الأمن وهي تبث الرعب والذعر في قلوب الناس ؟!!
وما يلفت النظر ان هناك الكثير الكثير من الأفراد الذين يدعون الإصلاح والفكر والثقافة لا يخجلون أنهم يعملون عند تلك الأجهزة ويخدمون اجنداتها طواعية .
والغرابة الكبرى أن مؤسسات بحثية وجهات إعلامية وحركات سياسية بمن فيها إسلامية هي صنيعة تلك الأجهزة الإجرامية ثم ترفع لواء التغيير والمبادئ !
ولقد وجه الربيع العربي ضربة قوية لجميع أجهزة القمع في بلدانها وفي المحيط العربي كله ومن بعده الإقليمي ثم الصهيوني ثم السي اي ايه الملهم الإجرامي لجميع أجهزة القمع .
لكن الضربة الأقوى كانت في سورية وجهازها مضرب المثل في الدناءة والوحشية .
وان تقدير التضحيات من الدماء الزكية والأعراض الطاهرة يستلزم الا نعود القهقري ، بل نثابر في طريق الكرامة ولا نلتفت إلى أجهزة الإجرام ونزيد من تحدينا لها وفضحها وكشف ازلامها حتى نصل إلى دولة القانون ومؤسستها المخابراتية التي تكون مصدر الأمن الحقيقي والحفاظ على المواطنين وضمان حريتهم الفكرية .
وعلينا أن نتابع جميع السوريين والعرب وسائر الأحرار في جميع البلدان وان نمنع كل منشار مخابراتي يسول له قادته النيل من حر كريم .
وبهذا يؤسس الربيع العربي لدولة القانون دون الاستثناء الإجرامي المخابراتي التي تؤمن به أميركا وأوروبا وتمارسه بعيدا عن سلطة الدولة بحق مواطنيها ومواطني سائر الدول .
Social Links: