كلنا تابعنا تأثيرات العوامل الجوية التي اجتاحت المنطقة مؤخرا على سكان المخيمات في كل من لبنان وسورية والاردن وتركيا ..
فقد دمرت السيول مئات الخيم واصبح سكانها بلا اي مأوى كما جرفت من داخل الخيم التي صمدت كافة محتويات الخيمة ونشرت وسائل التواصل الاجتماعي صورا مأساوية تعكس واقع سكان المخيمات بعد ان اجتاحت السيول خيمهم …
ويضاف إلى كل ذلك صور لأطفال جرفتهم السيول او غرقوا فيها ..وهي اكبر مأساة إنسانية يتعرض لها أطفال بفعل العوامل الجوية وبفعل السكن اللا إنساني الذي وضعوا السوريين فيه …وبالإضافه لموجات الصقيع التي ادت الى وفيات كثيره باوساط الاطفال وكبار السن وكلنا اطلع كما اعتقد على صور جثامين اطفال وقد توفوا بسبب المياه الباردة التي تجمعت حولهم وتجمدوا مما ادى الى وفاتهم بردا ….
إن الظروف الجوية التي مرت بها منطقتنا كشفت الوضع المأساوي والمؤلم الذي يعيشه اهلنا سكان المخيمات …والذي لاتتحمله حتى البهائم ،و اعتقد أن الفراخ في المداجن والمواشي في الحظائر يعيشون بشكل أكثر انسانية من سكان المخيمات …
وإذا اضفنا تأثر الخيم بمختلف العوامل الجوية وعلى مدار العام فالرياح بالربيع تقتلع خيمهم والحر في الصيف يؤثر عليهم نعرف مدى المعانات التي يعيشها هؤلاء الصابرين ..
وأيضا فإن كل الدراسات تؤكد أنه يجب حتما تغير الخيمة كل عامين لانها تصبح بؤره لتمركز وانتشار الجراثيم بسبب العوامل الجوية التي ذكرت ،وتصبح مركزا نشطا لانتشار الأمراض …وكل الاطباء الذين زاروا المخيمات اكدوا ضرورة تبديل الخيم كل عامين حفاظا على ارواح سكانها ….ولأسباب كثيرة فإن خيم المخيمات لم تتبدل منذ أكثر من اربع سنوات مما يفسر اسباب انتشار الأوبئة في سكانها وزيادة الوفيات بشكل أصبح يهدد بكارثة
وفي هذا الوقت الشديد الصعوبة يلاحظ تراجع الخدمات المقدمة للاجئين في المخيمات فقد توقفت العديد من الدول عن تقديم المساعدات للمؤسسات الدولية التي تقدم الخدمات مما ضاعف صعوبات الحياة في هذه المخيمات و هناك العديد من نداءات الاستغاثة التي صدرت عن ادارات المخيمات في الاردن و في المخيمات اللبنانية و في المخيمات في الداخل السوري ،
و يقابل ذلك كما هو واضح تراجع في الخدمات الصحية أيضا مما زاد في انتشار الأمراض عند سكان المخيمات و زاد من نسبة الوفيات بطريقة ملفتة كما ذكرنا و خصوصا عند الأطفال و الشيوخ و أصحاب الأمراض المزمنة ، إن هذا الواقع يتطلب زيادة التضامن مع هؤلاء المنكوبين الذين لا ذنب لهم سوى مطالبتهم بالحرية و وجودهم في أسوأ أشكال السكن بسبب فقرهم المدقع كما ذكرنا ، و هؤلاء أتوا من كافة المدن السورية ، إننا نعرف أن وضع السوريين في الخارج لا يسمح بتقديم المساعدات اللازمة بسرعة و لكن نقترح تشكيل لجان مساعدة اللاجئين في كافة مدن بلدات الشتات و ترخيص هذه اللجان و التواصل مع جيمع المؤسسات الانسانية و الاغاثية العاملة في هذه المناطق و شرح واقع اللاجئين حسب التقارير و الصور المنتشرة بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي ، إن دولار واحد من كل سوري في الخليج أو أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية كافية لتأمين سكن لائق لاخواننا السوريين و هذا العمل يمثل حالة تضامن وطني ستؤسس لأعمال وطنية لاحقة ، و توحد القوى الوطنية لتنفيذ كافة المهام المطروحة أمامها .
لقد شكل تجمع لقاء القوى الوطنية الديمقراطية لجنة مركزية لمتابعة تأمين سكن لائق لسكان المخيمات ، و نرجو التواصل معها لتقديم ما يمكن من مساعدة لتنفيذ هذا الهدف الوطني الإنساني النبيل .
Social Links: