عمران كيالي
في ذلك اليوم أرسلت أم اصطيف ابنتها، الناعمة، الباسمة، التي لم تكمل عشر سنوات من عمرها، إلى سليمان الحلبي، و هو الحي المجاور، كي تملأ بيدونة الماء من البئر الموجود هناك …
رفضت أم اصطيف عرض جارتها أم ربيع بالذهاب مع دعاء لجلب الماء من البئر و قالت : ابق معي لنشرب القهوة …
كانت الشظية التي أصابت دعاء نتيجة انفجار القذيفة كافية لموتها …
في مشفى الرازي فقدت أم اصطيف وعيها، فأدخلوها غرفة الإنعاش، بينما أبو ربيع يقول : هذه ليست دعاء، ليست هي، و زوجته تبكي و تجهش و تؤكد : هذه دعاء، إنها دعاء …
وصل أبو اصطيف متأخرا، بعد أن نقلت السيارة جثمان دعاء إلى براد المشفى الجامعي، و راح كالطفل يبكي على كتف جاره …
ياسين يصور للتلفزيون، ملاحقا كنانة من هنا إلى هناك، بينما هي تلتقط بالمكرفون كلمتين من هذا و كلمتين من ذاك …
صف الضابط يتابع تسجيل بعض الأسماء و الأرقام و التواريخ …
و للحزن بقية …
حلب 10-8-2015
Social Links: