من ذاكرة المدينة – فلاش (20)

من ذاكرة المدينة – فلاش (20)

عمران كيالي

في ذلك اليوم أرسلت أم اصطيف ابنتها، الناعمة، الباسمة، التي لم تكمل عشر سنوات من عمرها، إلى سليمان الحلبي، و هو الحي المجاور، كي تملأ بيدونة الماء من البئر الموجود هناك …

رفضت أم اصطيف عرض جارتها أم ربيع بالذهاب مع دعاء لجلب الماء من البئر و قالت : ابق معي لنشرب القهوة …

كانت الشظية التي أصابت دعاء نتيجة انفجار القذيفة كافية لموتها …

في مشفى الرازي فقدت أم اصطيف وعيها، فأدخلوها غرفة الإنعاش، بينما أبو ربيع يقول : هذه ليست دعاء، ليست هي، و زوجته تبكي و تجهش و تؤكد : هذه دعاء، إنها دعاء …

وصل أبو اصطيف متأخرا، بعد أن نقلت السيارة جثمان دعاء إلى براد المشفى الجامعي، و راح كالطفل يبكي على كتف جاره …

ياسين يصور للتلفزيون، ملاحقا كنانة من هنا إلى هناك، بينما هي تلتقط بالمكرفون كلمتين من هذا و كلمتين من ذاك …

صف الضابط يتابع تسجيل بعض الأسماء و الأرقام و التواريخ …

و للحزن بقية …

 

حلب 10-8-2015

  • Social Links:

Leave a Reply