الوقت في سورية ليس مجاناً بل ثمنه دماء طاهرة

الوقت في سورية ليس مجاناً بل ثمنه دماء طاهرة

الرقم: 20048/ ب.م

بعد انتظار أمتد لأكثر من سبع سنوات أصدرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) من مقرها في لاهاي ، هولندا بتاريخ 8 أبريل 2020 تقريرها الأول، ليؤكد دون لُبس أن قوات الأسد هي المسؤولة عن الهجوم بالأسلحة الكيمائية التي جرمها القانون الدولي وأنها هي من قصف تجمعات المدنين العزل بغاز السارين عديدا من المرات وفي أوقات مختلفة .

فمنذ 21/08/2103  بداية الجرم المشؤوم الذي تم فيه قصف غوطة دمشق بغاز السارين وهو القصف الذي أدى لاستشهاد مئات المدنيين العزل ، ولغاية صدور تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المذكور لم يدخر الناشطون السوريون أي جهد ، ولم يتركوا منصة متاحة سياسية كانت أو إعلامية لحض المنظمة الدولية على إماطة اللثام عن الجهة المجرمة المستهترة بالقانون الدولي، فقد استطاع الناشطون رغم المخاطر جمع الأدلة والشهادات الموثقة التي تدين قوات الأسد، ووضعوها تحت أيدي السلطات الدولية المعنية بالتفتيش على استخدام الغازات المحرمة دولياً في قصف غوطة دمشق ولكنهم لم يجدوا آذاناً صاغية، فالمجتمع الدولي له حسابات سياسية خاصة به لا تتناسب مع الحسابات الإنسانية. الأمر الذي أدى لتشجيع قوات الأسد على تكرار استخدام تلك الأسلحة مراراً عديدة فقد وصل عدد هجمات النظام الكيمياوية لأكثر من /217/ هجمة موثقة، راح ضحيتها ألاف المدنيين العزل.

إن المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري، اذ يرحب بصدور هذا التقرير عملاً بمقولة ” أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً “، إلا أنه وبنفس الوقت يطالب المجتمع الدولي بالوقوف أمام مسؤولياته الإنسانية التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، لقطع الطريق على الدول الداعمة للنظام القاتل كي لا يكون هذا التقرير الدولي عرضة للمساومات السياسية القذرة، فدماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا الذين استشهدوا نتيجة استخدام تلك الأسلحة الفتاكة، ليست للبيع ولن تكون موضع ابتزاز سياسي.

إننا إذ نحذر كلاً من روسيا والصين اللتان سمحتا لنظام الأسد المجرم بالهروب من العقوبة العادلة، عبر استخدامهما للفيتو المشين في مجلس الأمن، نؤكد لتلك الدول أن دوس القيم الانسانية والاستهتار بها خدمة لمصالح سياسية دنيئة، سيبقى عاراً على روسيا وشنارا على الصين حتى تطيح شعوبهما بتلك الانظمة الشمولية النتنة. ولايسعنا في نفس الوقت إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل للذين ساهموا مساهمة بناءة في إحقاق الحق، أشخاصاً كانوا أو منظمات أو رجال قانون، سوريين كانوا أو عرباً أو أجانب، لجهودهم التي بذلوها لإحقاق الحق ومحاسبة المجرمين.

الرحمة لشهداء سورية

والنصر لثورتنا المباركة

المكتب السياسي لحزب اليسار الديمقراطي السوري

09/04/2020

  • Social Links:

Leave a Reply