المدن
إن كان الفيديو الذي نشره علي مخلوف، ابن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، احتفالاً بعيد ميلاده في “أنستغرام” مستفزاً للسوريين، فإن مقاطع فيديو أخرى انتشرت خلال الأسبوع تفسر سبب الاستياء، وتعطي لمحة عن معنى الحياة في سوريا الأسد، حيث تتعزز الفوارق الطبقية في البلاد بشكل غير مسبوق، ويتحكم في الثروة قلة من فاحشي الثراء.
وتعمد مخلوف، إظهار الرفاهية التي يعيشها، من منطلق “فائض القوة” أو ربما من الرغبة في التباهي بالثراء. ورغم أن الفيديو القصير المنسوب له، لا يتضمن صوره على يخت فاخر أو مع سياراته الباهظة، بل صور في غرفة أمام طاولة عليها كعكة عيد الميلاد فقط، إلا أن تصوير مخلوف لمحادثته مع أصدقائه عبر ستة أجهزة تقنية مختلفة، بين هواتف ذكية وأجهزة لوحية وحواسب محمولة، أثار استياء واسعاً.
وظهر مخلوف مرتدياً كمامة طبية، قبل أن يبدأ بإطفاء شموع الاحتفال عن طريق جهاز هوائي (سيشوار)، فيما أصدقاؤه يرددون أغنية “هابي بيرثداي تو يو”، وعلق على الفيديو في “أنستغرام” بعبارة” “مكافحة كورونا”. في وقت تعيش فيه مناطق النظام ضائقة اقتصادية ومعيشة خانقة مع ترد في الخدمات، في حال وجودها، ما أدى لموجة تظاهرات نادرة ضد النظام في محافظة السويداء مطلع العام.
وفيما تنتشر مقاطع فيديو وصور، بشكل يومي، لطوابير السوريين من أجل الحصول على الخبز أو الغاز وغيرها من متطلبات الحياة اليومية، برز مقطع فيديو لرجل سوري طاعن في السن، أجرى معه التلفزيون الرسمي مقابلة قبل أيام، تذمر خلالها من غلاء الأسعار في العاصمة دمشق. وقال عبارة باتت شعاراً ردده السوريون في “فايسبوك” و”تويتر”: “وين عايشين نحنا بأميركا”.
وتشهد مناطق سيطرة النظام ضائقة اقتصادية وعجزاً في تأمين احتياجات السوريين الأساسية، ما يجعلهم يقفون في طوابير طويلة للحصول على الخبز، رغم التعليمات المتكررة التي تدعو للتباعد الاجتماعي وحظر التجول. وزادت المسألة سوءاً بعد قرار منع بيع الخبز في الأفران واللجوء لسيارات توزيع الخبز على الأحياء، التي حولت مشهد الطوابير التقليدي إلى مشهد التزاحم حول السيارات.
ويكتمل هذا المشهد المظلم، بمقاطع فيديو يبثها الإعلام الرسمي، وبالتحديد لفنانين موالين وهم يدعون لرفع العقوبات المفروضة على النظام، بوصفها “عقوبات غير إنسانية” و”تساهم في زيادة معاناة السوريين”. ويتم فيها لوم الولايات المتحدة على كل مشاكل البلاد، وحرف الأنظار عن الأسباب التي أدت لفرض العقوبات بالدرجة الأولى.
وبرز هنا مقطع فيديو للممثلة وفاء موصللي، الشهيرة في دور فريال في سلسلة “باب الحارة” التلفزيونية، وهي تدعو لرفع العقوبات عن النظام السوري. ولا يتم الإشارة بالطبع في هذه النوعية من المقاطع الدعائية، إلى رموز النظام وزعماء الميليشيات ذوي النفوذ، الذين باتوا يتحكمون بالاقتصاد السوري.
Social Links: